قصة قصيرة (نجمة الحب)
فوز حمزة
النشرة الدولية –
ولدتني أمي في عربة صغيرة تجرها بجعتان، الوقت كان فجرًا و آلهة الجمال الأنثوي كانت تقود تلك العربة.
بعد عدد لا يحصى من السنين، أصبحت نجمة، حينها أخبرتني السماء أن أشياء كثيرة تعاونت على أن أكون دائمًا مضيئة، وهذه الأشياء هي ذاتها من تصنع أقدار الناس ، قد تبدو مختلفة، لكن ثمة خيوط سحرية غير مرئية تربط فيما بينها معلقة بين السماء والأرض، ثم أخبرتني بسّر كبير عندما همست:
على البشر النظر بتمعن لكل ما حولهم ليتمكنوا من لمس تلك الخيوط التي ستخبرهم بأن المسافات و الأماكن و الزمن الذي يظللها ليست كما تبدو لهم، سيعرف الجميع بعد مضي زمن طويل من وجودهم في هذا الكون أن عالمًا آخر يكمن خلف عالمهم، أنه بعيد، لكن ما أن يغمضوا أعينهم، سيشعرون بنبضه يتدفق في قلوبهم ليمنح الحياة سحرها وسر تجددها.
عندما كبرت، البعض كان يحب أن يسميني نجمة الصباح والآخر نجمة المساء أما صديقي القمر فكان يدعوني بنجمة الصباح و المساء لأنني أحب أن أكون بقربه عند ظهوره وأيضًا عند أفوله لأنه الألمع و الأجمل في السماء.
ذات زمن، استيقظت على حلم غريب، كأن ضوئي المتدفق من الأعالي، بدأ ينحسر، تساءلت: كيف لنجمة مثلي ضياؤها يغمر كل ما يقع تحته، يفقد بريقه. حزنت كثيرًا، وأنا في غمرة ذلك، شعرت بموجات من ضياء تتسرب إليّ من آلهة الحب أفروديت، موجات منحتني جناحين من نور لأهيم في الملكوت بحرية كأنني أراقص أحلامي. أخبرت القمر بذلك، فقال مبتسمًا:
يا نجمة صباحي و المساء، توهجي، تلألأي، علمي البشر كيف يقرؤون الطلاسم على السديم، علميهم كيف يسمعون من هنا النداء، كوني لغة العشاق المشتركة بين المحبين، لا تقتاتي إلا من شمس الإله، اهبطي بنوركِ الليلكي ليحتضن الأرض، دعيه يغمر أمواج نهر الحب، ثمة عذراوات يقفنّ على حوافه يعمدنّ أجسادهنّ بمائه استعدادًا للحياة، وأخبري تلك التي تذرف الدموع إنها لن تموت منسية ما دام هناك من ينتظرها بشوق على الحافة الأخرى.
وأنا أودع الليل لأستقبل الصباح، ثمة أغنية انطلقت تعلن مولد زمن جديد.