«اختراع الشعب اليهودي» .. ما رأي بن غافير؟
بقلم: رجا طلب
النشرة الدولية –
لا أعرف إن كان ايتمار بن غافير يعرف تاريخ دولته المصطنعة أو حقيقة وجود شعب اسمه الشعب الإسرائيلي من عدمه، كما لا أعتقد أنه يعلم شيئاً عن ديانته اليهودية وجذورها، وبتقديري أنه لو كان قد قرأ كتاب (شلومو ساند) للمؤرخ اليهودي – الإسرائيلي المعنون «اختراع الشعب اليهودي» وقبله بكثير موسوعة (العرب واليهود في التاريخ) للمؤرخ العراقي الكبير اليهودي احمد سوسة وما جاء فيهما من نفي لمرتكزات الفاشية الدينية اليهودية التي يمثلها بن غافير نفسه لربما خفف ذلك من تعصبه «البوهيمي _ والهمجي» تجاه الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين بشكل عام، ولزعزع بعضا من تلك المعتقدات البائسة التي ترسخت في عقله باعتبارها حقائق، إلا أني أشككك بقدرات بن غافير العقلية والذهنية ومن أبرز تلك المرتكزات البائسة ما يلي:
- أن هناك شعباً اسمه «الشعب الاسرائيلي» وان ابناء الديانة اليهودية ليسوا من عرق سامي بل هم منحدرون من اجناس واعراق مختلفة وبالتالي لفظة اسرائيل وهو اسم النبي يعقوب لم تكن يوما هوية دينية ولا سياسية.
- لا يوجد ما يسمى بالشتات لما يسمى بالشعب اليهودي، لا من حيث الواقع التاريخي ولا من حيث السردية التاريخية، بحكم أن الديانة اليهودية انتشرت في مصر وفلسطين وبلاد الشام والعراق ووصلت للشمال الافريقي العربي في المغرب وتونس والجزائر كما وصلت الجزيرة العربية، أي بمعنى انها ليست عرقا بل هي ديانة مساحتها الجغرافية بالاساس عربية، وان «أكذوبة» التهجير «القسري الروماني لابناء هذه الديانة اليهودية في العهد الروماني لخارج فلسطين هي ساقطة تاريخيا كما انها ساقطة لوجستيا بسبب عدم وجود «طائرات» أو حافلات في ذلك الزمن لتقوم بنقل اليهودي إلى خارج حدود فلسطين، وذلك بعد تدقيق بطاقته الشخصية والتأكد من ديانته اليهودية ووضع اسمه على الكمبيوتر على الحدود لمنعه من العودة (هذا بتصرف مني للتعبير عن نفي الفكرة من الناحية الواقعية والمنطقية).
- بالنتيجة فإن نفي وجود «شعب اسرائيلي»، ونفي «فكرة شتاته»، ينفي مباشرة الأكذوبة الأخطر والمسماة «أرض الميعاد» التي سوغتها الدعاية الصهيونية عبر مقولة (أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض) والتي اخترعها كل من «إسرائيل زانجويل وثيودور هيرتزل» عام 1896 في المؤتمر الأول لتأسيس الحركة الصهيونية، فدحض هذا الشعار الغبي يُرد عليه بالسؤال التالي (هل كانت فلسطين أرض بلا شعب يوماً ما عبر التاريخ)، وبالتالي فإن كل ما سبق ينفي الأكذوبة العنصرية، أقصد أكذوبة (شعب الله المختار).
الخلاصة الأكثر دهشة وجرأة هي وصف «شلوموا ساند» في لقاء له مع موقع العربي الجديد في نيسان/ابريل من عام 2016 «المشروع الصهيوني» بفلسطين أن «اسرائيل» مثل مولود لقيط، من حقه العيش رغم انه ثمرة جريمة بشعة.
اتحدث اليوم عن هذا الكتاب الذي صدر عام 2009 واستعرض وبتصرف أبرز الاطروحات التي جاءت به بسبب وجود مثل هذه الحكومة اليمينية المتطرفة التي بات يرأسها فعليا ايتمار بن غافير وليس نتنياهو الضعيف، فلقد أصبح مشروع بن غافير واليمين المتطرف الفاشي مشروع حرب حقيقية ضد الفلسطينيين وضد العرب، وأن السلام المطلوب أولاً هو بين «سكان دولة اسرائيل» انفسهم، واقصد السلام بين بن غافير وبين شلومو ساند وامثاله من المؤرخين الجدد، وبين يوسي بيلين اليساري المعارض، وشمعون بيريز في قبره ويستحاق رابين في قبره، فهذا الكيان يعيش مأزقا و?وديا بسبب عدم شرعية وجوده بصورة اساسية وفقدانه يوما بعد يوم مبررات ذلك الوجود، والمطلوب منا البحث عن تعميق هذا المأزق بكافة الادوات المتاحة.
هل نملك تلك الأدوات، وإن ملكناها هل نستطيع صناعة الفعل المطلوب؟