كيف يمكن ذلك؟: “عقيدة بايدن” للشرق الأوسط
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
وقع منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال إفريقيا «بريت ماكغورك» فى قفص سياسات «المجلس الأطلسى»، عندما قدم قراءة سياسية أمنية واقتصادية استثنائية، لكنها لا يمكن أن تكون إلا ضمن تسويق النظريات السياسية الأمريكية الأطلسية فى المنطقة والإقليم.. وربما بعض دول العالم الثالث.
.. «ماكغورك» قال عن دلالات مصطلح «عقيدة بايدن»، الكثير وبرر مناسبة ذلك احتفالًا بالذكرى العاشرة لمركز رفيق الحريرى للشرق الأوسط، فى واشنطن العاصمة.
*عقيدة.. أم دور مفتقد؟
فى تفسير المصطلح، مراوغة سياسية/ أمنية، وهى تلك الدراسات التى يجرى التخطيط لها ضمن برنامج المجلس الأطلسى لشمال إفريقيا ومعهد الدراسات السياسية الدولية، عدا عن مركز رفيق الحريرى للشرق الأوسط، وبعض مراكز الدراسات العسكرية والأمنية والاقتصادية الموازى لحلف الأطلسى.
«ماكغورك»، واضع الإطار (…)، وهو الذى قال: «الذى نعمل على تنفيذه يتكون من خمسة مبادئ توضيحية؛ إنها عقيدة بايدن بشكل فعال، وهى توجه الآن مشاركة الولايات المتحدة فى المنطقة».
* سياسة بايدن فى الشرق الأوسط
فى الجدل السياسى، بعد الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكى، بات من النظرى، القول إن «سياسة الرئيس بايدن فى الشرق الأوسط، لها سمات واضحة، وبأنها ذات مبادئ واقعية وتتعامل مع الأحداث وفق سياسات لم يكشفها منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال أفريقيا «بريت ماكغورك»، ولكنها طموحة فيما يتعلق بما يمكن أن تحققه الولايات المتحدة وشركاؤها معًا.
اللافت فى القراءات أنها تناقش هذه السياسة، وتعتبرها، ضمن ما يمكن أن يشكل «إطار العمل» الجديد للمنطقة، وأحالها المبعوث إلى ما تم وضعه من قبل الرئيس فى قمة دول مجلس التعاون الخليجى + 3 فى جدة فى وقت سابق من الصيف الماضى وتم دمجها لاحقًا فى استراتيجيتنا للأمن القومى التى تم إصدارها بعد شهرين. ويستند إلى الميزة النسبية التى لا مثيل لها لأمريكا فى بناء الشراكات التى تعزز الردع، بكل مفاهيم القوة الأمريكية، وأحيانا الدبلوماسية.
* خمسة مبادئ توضيحية
«ماكغورك»، يناقش [خمسة مبادئ توضيحية]؛ ذلك أنها عقيدة بايدن بشكل فعال، وهى السياسات التى توجه «الآن» مشاركة الولايات المتحدة فى المنطقة، مقتبسا من استراتيجية الأمن القومى.. وكشف عن المبادئ الخمسة، وفق مصادر المجلس الأطلسى:
*المبدأ الأول: الشراكات.
ستدعم الولايات المتحدة وتعزز الشراكات مع الدول التى تشترك فى النظام الدولى القائم على القواعد، وسوف نتأكد من أن تلك الدول يمكنها الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجية. الشراكات توجه كل ما نقوم به.
*المبدأ الثانى: الردع.
لن تسمح الولايات المتحدة للقوى الأجنبية أو الإقليمية بتعريض حرية الملاحة عبر الممرات المائية فى الشرق الأوسط للخطر، بما فى ذلك مضيق هرمز وباب المندب، ولن تتسامح مع جهود أى دولة للسيطرة على دولة أخرى أو المنطقة من خلال التعزيزات العسكرية أو التوغلات أو التهديدات.
* المبدأ الثالث: الدبلوماسية.
لن نهدف فقط إلى ردع التهديدات التى يتعرض لها الاستقرار الإقليمى، بل سنعمل على تقليل التوترات حيثما أمكننا، وخفض التصعيد وإنهاء النزاعات حيثما أمكن من خلال الدبلوماسية.
*المبدأ الرابع: التكامل.
نحن نعمل على بناء روابط سياسية واقتصادية وأمنية بين شركاء الولايات المتحدة، حيثما أمكن ذلك، مع احترام سيادة كل دولة وخياراتها المستقلة.
*المبدأ الخامس: تعزيز حقوق الإنسان والقيم المنصوص عليها فى ميثاق الأمم المتحدة.
هذه المبادئ – الشراكات والردع والدبلوماسية والتكامل والقيم – ليست شعارات. إنها عناصر يعزز بعضها بعضًا فى السياسة الوطنية التى تحقق النتائج، حتى فى مواجهة المخاطر الكبيرة وعدم اليقين.
*ماذا يريد «ماكغورك»؟
حتما هو دبلوماسى وسياسى، يرى أن بلاده، فى العامين الماضيين، عززت علاقاتها مع الشركاء القدامى فى المنطقة، من المغرب إلى مصر إلى إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجى، عدا عن الأردن والعراق وغير دولة، من خلال مائتى مناورة عسكرية وحوارات استراتيجية وزيارات رفيعة المستوى، بما فى ذلك الآن زيارتان رئاسيتان، التبادلات، المشاركة المستمرة، وإن كان ذلك فى كثير من الأحيان وراء الكواليس، نظير إلى نظير. ونحن نعمل على بناء شراكات جديدة بتنسيقات جديدة، مثل واحدة تسمى I2U2 ؛ إنها الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، أو منتدى النقب، الذى يجمع بين دول اتفاق أبراهام وشركاء إسرائيل فى المعاهدة، ويعمل على معالجة التحديات الملحة، من الأمن الغذائى إلى تغير المناخ إلى هيكل الأمن الإقليمى.
.. وعن قوة الردع قال: الردع، فى العامين الماضيين، عملت الولايات المتحدة عسكريًا ضد تهديدات إيران ووكلائها. لقد عززنا القدرة الرادعة لشركائنا، وأنشأنا شبكات توعية بالمجال البحرى جديدة ومبتكرة، وفى بعض الأحيان، من خلال التعاون الوثيق، كشفنا وردعنا التهديدات الوشيكة التى تهدد المنطقة، والتى كان من الممكن أن تثير صراعًا أوسع نطاقًا، مثل واحدة فى الخليج فى نوفمبر الماضى، عندما كانت إيران تستعد لهجوم ضد المملكة العربية السعودية. ومن المرجح أن هذا الهجوم لم يحدث بسبب التعاون الأمنى الوثيق بين السعودية والولايات المتحدة، المستمر والمتواصل. وفى الشهر الماضى فقط فى شرق البحر الأبيض المتوسط، كما يعلم الكثير منكم، أجرينا أكبر تمرين عسكرى مشترك على الإطلاق فى ذلك الجزء من العالم، شىء لاحظه خصومنا بالتأكيد. ونحن نفعل ذلك لا نبحث عن صراع، ولكن أيضًا لتهيئة الظروف للردع والاحتواء والسماح للدبلوماسية بالازدهار، بحسب ما نشر على موقع المجلس الأطلسى استنادًا لوقائع لفت إليها «ماكغورك».
لافتًا إلى أن منطقة الشرق الأوسط، لها دبلوماسية من خلال التغيرات المناخية والتكنولوجية والديموغرافية بقدر ما يتم تحديده من خلال مسائل الأمن التقليدية.
ما يريده هذا السياسى، الحديث عن مبدأ الشراكة. ووصفه:
إنه المبدأ الأول لسياسة الولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط، سواء تعزيز تلك الموجودة بالفعل، أو تطوير أخرى جديدة، ومن خلال هذه الشراكات، بناء تحالفات وتحالفات جديدة لمواجهة تحديات محددة من إيران، إلى أمن الغذاء والطاقة، إلى الطاقة. الانتقال والوباء وتغير المناخ. لأنه كما يمثل عمل مركز الحريرى مثالًا، يمكن تحديد مستقبل منطقة الشرق الأوسط من خلال التغير المناخى والتكنولوجى والديموغرافى كما هو الحال فى المسائل الأمنية التقليدية. وفى جميع هذه المجالات، كانت الولايات المتحدة وستظل شريكًا أساسيًا فى الاختيار، كما نعتقد اعتقادًا راسخًا. هذه ميزة مقارنة فريدة لنا، يلمح لتشكيل منطقة شرق أوسط أكثر سلامًا وتكاملًا وازدهارًا، والاستثمار فى القوة التحويلية للأفراد فى هذه المنطقة الاستثنائية من العالم.
.. قد تحاول الدراسات النظرية زرع مفاهيم مختلفة فى علم نفس النظرية السياسية الدولية، جيوسياسية الأمن وواقع الأزمات وإدارتها، بما فى ذلك الحرب الخطرة دوليًا، التى تجرى فى أوكرانيا، تلك التى تراها عقيدة بايدن أنها تثير قرقعة الحرب العالمية الثالثة، وهى قرقعة حصدت فى جلبابها؛ الأخضر واليابس، ونحن على أعتاب مرور العام الأول لحرب مفتوحة على الغرب.