روسيا تعلق مشاركتها فى معاهدة الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة.. خطورة وخطأ؟
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
قد لا تنقطع التحليلات السياسية والأمنية والجيوسياسية، حول ما توصل إليه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى جعل مركز مؤتمرات غوستينى دفور فى وسط موسكو، يذهل من خطاب حالة الأمة الروسية.
بوتين، قرر أن يصل فى الخطاب مع العالم، حد مواجهة جديدة، قرر أن تصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فى وقت يتابع الرئيس الأمريكى جو بايدن، زيارة خطيرة إلى أوكرانيا وهو اليوم فى بولندا.
* كيف يمكن تفسير الإعلان عن أن روسيا تعلق مشاركتها فى معاهدة الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة؟
.. إذا ما كان وزن التصعيد والتكهنات فى الأسابيع الأخيرة، قبيل مرور سنة على الحرب الروسية الأوكرانية، وهو، عسكريًا وأمنيًا، ذكرى صاخبة فى كل العالم، فللصراع، واستمرار تبعات (…) قد تتزامن مع هجمات روسية جديدة، متوقعة من قبل كل دول حلف الناتو الذى يرصد ويتابع الصراع- الحرب، على طول خط المواجهة الذى يبلغ طوله 600 ميل تقريبًا، بين روسيا وأوكرانيا.
الكاتب المحلل الأمنى الاستراتيجى «آدم مورو» رصد
إعلان بوتين، حول [تعليق موسكو أحادى الجانب لمشاركتها فى معاهدة ستارت النووية الجديدة] مع الولايات المتحدة، وخصص قراءته الأولى التصريحات بوتين وتركيز على:
*أولًا:
اعتبارًا من اليوم، تعلق روسيا مشاركتها فى معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
*ثانيًا:
نحن لا ننسحب من الاتفاقية».. «نحن فقط نعلق [مشاركتنا فى].
*ثالثًا:
معاهدة ستارت الجديدة، التى تم توقيعها لأول مرة فى عام 2010 ودخلت حيز التنفيذ فى العام التالى، تهدف إلى وضع قيود على الترسانات النووية الكبيرة فى كلا البلدين.
*من قائد المرحلة التالية من الحرب الروسية الأوكرانية؟
قد تختلط الأوراق الأمنية- العسكرية، بين الولايات المتحدة، وحلف الناتو، وربما بقية الدول الكبرى فى العالم، إذ ينسحب هذا الأمر، على خطط مبح ومنع ورسم سياسات التسلح النووى فى الغرب، وبالتالى العلاقة مع غرب وشرق وشمال المنظومة الكونية، وهذا أمر متاح مع الانفلات الروسى، الذى لا يدرك دلالة تعليق الالتزامات وأثر ذلك على انفلات السلاح النووى القذر، فى كل آسيا الوسطى والصين وكوريا، وربما الداخل الروسى ذاته.
.. « آدم مورو»، عرض تاريخ القصة وطبيعة ما حدث وأشار إلى أنه: «فى عام 2021، بعد فترة وجيزة من تولى الرئيس الأمريكى جو بايدن منصبه، تم تمديد المعاهدة لمدة خمس سنوات أخرى».
.. وحذر «مورو» فى The Epoch Times
من مخاوف، تحددها معلومات منها:
* أولًا:
يُعتقد أن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان ما يقرب من 90 فى المائة من الرءوس الحربية النووية الموجودة فى العالم.
* ثانيًا:
وفقًا لمركز الحد من التسلح وعدم الانتشار ومقره واشنطن، تتكون الترسانة الروسية من حوالى 5977 رأسًا نوويًا، بينما تمتلك الولايات المتحدة حاليًا حوالى 5550 رأسًا حربيًا.
*ثالثًا:
وصف وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلنكين الخطوة بأنها «مؤسفة وغير مسئولة»، «سنراقب بعناية لنرى ما تفعله روسيا بالفعل».. «سوف نتأكد، بالطبع، من أنه فى أى حال من الأحوال يتم وضعنا بشكل مناسب لأمن بلدنا وأمن حلفائنا».
* رابعًا:
قال حلف الناتو ومقره بروكسل، إن إعلان بوتين يشير إلى نهاية الهيكل العالمى الحالى للحد من التسلح؛ بمعنى تم تفكيك هيكل التحكم الكامل فى الأسلحة.
* خامسًا:
فى ذات السياق، تقلق معلومة أنه وفى أواخر الشهر الماضى، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرًا إلى الكونجرس زعمت فيه أن روسيا ترفض السماح بالتفتيش فى الموقع منشآت الأسلحة النووية، وأن موسكو فشلت فى الاستجابة لطلبات إدارة بايدن لمناقشة عدم امتثالها المزعوم لمعاهدة ستارت الجديدة، وهذا يدلل على أن روسيا الاتحادية، تعمدت رفض تسهيل أنشطة التفتيش يمنع الولايات المتحدة من ممارسة حقوق مهمة بموجب المعاهدة ويهدد قابلية السيطرة على الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا.
*المتوقع.. وحسابات المستقبل.
فعلها بوتين، والأمر له دلالات جيوسياسية أمنية خطرة على أطلس دول الجوار الروسى (أولًا)، ودول الجوار الأوكراني (ثانيًا)، ودول بقية العالم من حيث التواصل والتبادل وخطوط الإمداد والتجارة الدولية والروابد الاممية(ثالثًا)، هنا يترقب العالم، وربما مجلس الأمن والأمم المتحدة، دلالات وصف بوتين المطالب الغربية لروسيا بفتح منشآتها للأسلحة النووية للتفتيش فى الموقع بأنها «سخيفة».
أو تلميحات لفهم ما قال عن: «الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى يعلنان صراحة عن أن هدفهما الاستراتيجى هو هزيمة روسيا». لكنهم يعتقدون أنه سيسمح لهم بتفتيش منشآتنا للأسلحة النووية؟
*عش الدبابير.. أو دبلوماسية التراجع؟.. الحركة الشطرنجية الروسية، حركت رقعة الشطرنج الأوروبية والأمريكية، كيف ذلك؟ لا بأس، فالدب الروسى «بوتين»، سلط مخالب الانتباه الأمنى-العسكرى، إلى الترسانات النووية الكبيرة التى تمتلكها بريطانيا وفرنسا، وكلاهما عضو أساسي فى الناتو، وأن هذه الترسانات تشكل جزءًا مما أسماه بوتين «إمكانات الضربة المشتركة» لحلف الناتو، فلا يخضع أى منهما للقيود المنصوص عليها فى معاهدة ستارت الجديدة، ربما بحسب رؤية المحلل «آدم مورو»، التى تجد المؤشرات، كأنها تنبش عش الدبابير.. لهذا؛ ووفقًا لبوتين، فإن الأسلحة النووية البريطانية والفرنسية «تستهدفنا أيضًا.. إنهم يستهدفون روسيا».
يبدو أن لا تراجع، إذا ما علمنا أنه منذ أن تولى بايدن منصبه فى يناير 2021، قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا أكثر من 25 مليار دولار من المساعدات الأمنية.
قد لا يعنى لحلف الناتو أى «تقدير موقف» مرور عام على غزو موسكو لأوكرانيا، غزت روسيا، بعد تحركات عسكرية، كان الحدث فى 24 فبراير من العام الماضى، استولت قوات الجيش الروسى على مساحات شاسعة من الأراضى فى منطقة دونباس الناطقة بالروسية وعلى طول الساحل الجنوبى للبحر الأسود فى البلاد.
فى ذات العام، والحرب ساخنة، أعلنت موسكو عن ضم أحادى الجانب لمناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوريزهزيا وخيرسون.
بالتأكيد، ترفض كييف وحلفاؤها الغربيون شرعية هذه الخطوة، بينما تعهد المسئولون العسكريون الأوكرانيون باستعادة جميع الأراضى التى فقدوها بقوة السلاح.
هل هذه لحظة الحرب العالمية الثالثة؟
هو سؤال المرحلة عالميًا وأمميًا، بينما تراقب الإدارة الأمريكية، وحلف الناتو، ما قد، ينتج عن إعلان بوتين، موقف روسيا من اتفاقيات سالت الجديدة.. وقد يعود إلى الأضواء، محاولات الولايات المتحدة الأمريكية إبرام اتفاق أسلحة نووية مع أقطاب العالم، وفق رؤى حلف الناتو.. وبالطبع دراسة موقف الصين والهند وإيران وكوريا من الخطوة الروسية وتبعاتها.