محكمة!
بقلم: د. خلود الصالح

النشرة الدولية –

المشهد الأول وقبل أن يسدل ستار مسرح الأمة، تحكم محكمة الزمن على قضايا الشعب بالإعدام شنقاً وعلى مرأى من آلاف وملايين من أخلص لهذه الأرض رغم اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ورغماً عن أنف العموم لأننا باختصار عززنا فشلنا في إدارة الأمور وتحويل طموحاتنا وأمالنا وأحلامنا إلى واقع، فتقرر هيئة المحكمة أن تُقبر مشاريع الأمة القابعة في ظلامٍ دامس تاركةً من يعبث في هذه الأرض لتسطر ملاحماً بطولية في خيبات الأمل.

أما المشهد الثاني الذي لن يستطيع رؤيته إلا قلائل الأمة فهو لأصواتهم ” النشاز” لمطرقة الريس المرصعة بالجواهر والألماس ، تطرق في أي وقت  وكيفما تشاء. المهم أن تطرق.

تتعالى أصوات الحق ليسكتها الباطل” الحق”. تنادي بانقاذ سفينة الكوت فلا يتحرك لها صامتاً، والضحية: الوطن!

من جديد، ترتفع أصواتاً أخرى، لا علاقة لها بيومنا هذا: أصوات الهولو التي تغنى بها البحار على نغمات النهام . أصوات اليامال كويتي الهوية . عندئذٍ سكتت كل الأصوات لتستجمع ذكريات الماضي فترسم أجمل لوحةٍ للبحر الذي خطف عشرات الأرواح فلم يعودوا إلى ذويهم لنصحو على صرخةٍ تذيب القلب لأم مساعد التي قهرها البحر وقتل مستقبل إبنها  المغدور به.

قالها الكثيرون: بس يا بحر!  فأسدلت الستار على فيض من النعم لم ولن ندرك بأنها زوّالة.

 

وطني الكويت سلمت للمجد.

 

Back to top button