عبد الرحمن الأمين يكشف تفاصيل دورة غسيل الاموال التي كانت معتمدة في السودان بعهد عمر البشير

سوشيال ميديا –

كشف الخبير الدولي المُحكّم  في قضايا الفساد عابر الحدود، الباحث الاستقصائي السوداني عبد الرحمن الأمين، عن جوانب من  دورة  غسيل الاموال  التي كانت تُدار من الخرطوم  في  عهد الرئيس السابق عمر البشير، والدور الذي كان يضطلع فيه البنك المركزي السوداني  في الخرطوم  بتنظيف اموال المافيات القادمة من  أوروبا مستعينا  بشبكة تشكيلات “الاسلمة  السياسية ” عبر الشرق الاوسط وافريقيا.

وتوضيحا لما التبس من  تعبيرات فنية  قيلت في  الندوة التي كان شعارها” لم نكن نعتقد أن مشروعهم الحضاري  هو مشروع غسيل “، نشر  الاعلامي الأمين التوضيح  التالي الذي  يؤطر  فنيات ومسارات  تلك الدورة التي كانت معتمدة  لتبييض الاموال :

ذكرت  في هذا المقطع ، وبشكل متكرر ، ان بنك امدرمان الوطني يعطي الدولارات ” أرقاما متسلسلة عند ارسالها لبنك السودان ” . إستفسرني كثيرون  عن هذا التعبير  اذ فهمه البعض  ان بنك امدرمان الوطني ” يطبع ” ارقاما  متسلسلة علي الدولار الامريكي او يغيّر الارقام  الموجودة اصلا  فيه !!

معذرة  علي هذا الالتباس .  فهذا الفهم  لا علاقة له بالمقصود .

يمكن  فنيا تزوير الدولار بطباعة شبيه له   بواسطة ماكينات ملونة عالية الدقة ، لكن  يستحيل تزوير الدولار  بادخال  تعديلات فنية علي أي فئة من اوراق نقده  نظرا  لتقدم  نظم الحماية السرية (ضوئية ومائية واليكترونية ) التي يتوفر عليها الدولار . فتلك النظم هي الاكثر  تحصينا له من التعديل والكشط ،   والاعلي تقدما  وتطورا في العالم  .

الارقام المتسلسلة التي قصدتها  هي تلك الارقام التي يقوم “بطبخها” مسؤولو بنك امدرمان الوطني  ويفبركون من خلالها سجل التوريد اليومي لحصيلة النقد الاجنبي لديهم . فأي بنك تجاري في السودان ملزم قانونيا  بتوريد حصيلته من النقد الاجنبي لبنك السودان  يوميا . ومن اجل ذلك تقوم ادارة النقد الاجنبي في البنوك التجارية بتعبئة استمارات متسلسلة تفصل نوع العملة ، فئاتها  واجمالي مبلغها  ويتم إرفاق هذه الاستمارات بالمبالغ الاجنبية المرسلة لبنك السودان .

في هذه الحالة من غسيل الاموال ، يتم تزوير هذا الكشف بالكامل فهذه الفلوس المستوردة لا صلة لها بأي نشاط تجاري او خدمي  جري في اراضي السودان  . فهي  ( هدوم ، كما يسمونها ) متسخة  تم شراؤها نقدا من سماسرة عصابات  الدعارة والمخدرات  التي تدير عملياتها بالكاش  في  شوارع اوروبا  .

لكن  وبسبب من الفساد الزاكم  لنظام الانقاذ ينتهي المطاف بهذه الاموال القذرة ككراتين مهربة عبر مطار الخرطوم . ثم ، وبعلم  وترتيب جهاز  الامن الوطني ، يتم نقلها  عند وصولها  لبنك يسمونه سيد المصارف السودانية ، فيزوِّر  وجودها ، ويدرجها في كشوفات حقيقية كحصيلة توريد النقد الاجنبي الوارد من بنك امدرمان الوطني ، التابع لقواتنا المسلحة !!، ومنه الي بنك السودان !

الكشوفات المتسلسلة من النقد الاجنبي هي ،كما قلنا ، اجراء طبيعي تقوم به كل البنوك التجارية   بعد تجميع  ودائع عملائها  الدولارية للبنك المركزي .

اعادة ضخ الاموال القذرة القادمة من الشوارع في الخارج ، والتي يستحيل فتح حسابات مصرفية مشروعة  باسماء ملاكها من رجال العصابات ، وحقن تلك القاذورات في شرايين بنوكنا السودانية ، ثم توريدها بمستندات جديدة   ، هو  الشرح  العملي لماهية وكيفية تنفيذ “غسيل الاموال ” !

فالغرض هو  خلق شهادة ميلاد وهمية لهذه الدولارات فتظهر كناتج نقدي دولاري  لعميات مشروعة لبيع أو شراء سلعي عادي ، وهي ليست كذلك  !

فشحنة الكراتين عندما تصل لمطار الخرطوم ، تتكون  من  كميات من ملايين  الفئات المختلفة  للدولار الامريكي   تم شراؤها نقدا من ” السوق الاسود” الذي تديره  شبكات وعصابات المخدرات والدعارة  . ولأنها كميات تتواجد خارج الدورة المصرفية ، فلا يمكن كتابة شيك بها او تحويلها من حساب لاخر ، فتضطر  العصابات لبيعها نقدا  بأسعار مخفضة جدا ، فيشتريها وسطاء المنظمات الارهابية باسعار زهيدة  ويتم حفظها في سفارة السودان في سوريا. وفي المرحلة الاخيرة يقوم وسطاء جهاز الامن الانقاذي باستجلابها من سوريا لصالح منظمة حماس  او النافذين من أثرياء الانقاذ الذين دمروا بلادنا واقتصادنا وما همهم  شئ !

مودتي

عبدالرحمن الامين

زر الذهاب إلى الأعلى