عقول مليئة بالتشابك
بقلم: د. ناديا مصطفى الصمادي
النشرة الدولية –
عندما نربط أنفسنا وعقولنا بأشخاص أو أماكن وأشياء فإننا نصنع عقولًا مليئةً بالتشابك، تتراكم لتكون خيوط متشابكة ومعقدة يصعب حلها وفكها، وهذا أمر مرهق وشاق ومؤلم.
علينا أن نفكر بالتخلص من هذه الخيوط بأكملها عندها نتخلص من التشابكات، قد نفكر ونقرر فك كل التشابكات والعقد التي صنعت من الماضي سواء كانت صغيرة أم كبيرة، لكن هناك حقيقة لا ندركها هي أننا لا نريد فك أي منها، وذلك للاعتقاد أنها سر سعادتنا وبقائنا على قيد الحياة.
وما نجهله أن هناك جانبًا سلبيًا نرفض حله وفكه، والجانب السلبي هو التخلي عن أنفسنا والقليل من روحنا وحريتنا وحياتنا، إضافة أننا لا نملك القدرة على فك أي قيد منها والسبب يكمن في أننا نصنع تشابكًا عندما نربط أنفسنا بأشخاص وأشياء، والسؤال الذي نطرحه على أنفسنا: كيف سنحرر أنفسنا وعقولنا من هذه التشابكات والخيوط والعقد؟، لأنها كلما زادت كلما أصبحنا بعيدين عن الواقع وتائهين بين خيوط وممرات من الصعب الهروب منها.
دعونا نواجه صورة شكلناها في أذهاننا، نقوم بتشكيل الصورة بدلا من النظر إلى حقيقة الأشياء لأن عقولنا معقدة.
الطريقة الوحيدة للهروب والتوقف عن العيش في الصور هي الرؤية بوضوح وعيش الحياة بواقعية.
كيف نبدأ في الرؤية بوضوح نحتاج إلى الحب غير المشروط وإلى الرحمة والدفء؟، لا أحد يستطيع أن يساعدك ويعلمك ذلك سواك أنت.
تتدحرج عقولنا مثل كرة الثلج تكون بيضاء صافية لا يشوبها شيء، إلا أن سقوطها من أعلى قمة الجبل لتلتقط معها كل ما يقابلها في الطريق المنحدر لتكبر وتكبر وتصبح مليئة بالحجارة والأشواك التي تزيد من صعوبة حملها.
وفي حال استطعت حملها والسير بها فإنك تتألم من وخز الشوك تاركة ندب وجروح وبقايا ألم ودماء تساقطت لتترك أثرًا لا يزول مع مرور الزمن.
لا تستسلم .. راقب نفسك وتحكم بأنفاسك وتوازنك.
لا تعتمد على أي شيء خارج نفسك لخلق حياة صحية.
كل شيء تبحث عنه موجود في داخلك عليك فقط أن تبحث عنه لتصنع فرقًا كبيرًا في حياتك.
لا تربط نفسك ولا تقيدها لأنه سيكون من الصعب تحريرها وفك قيودها .