مقترح أمريكي نحو قرار من مجلس الأمن.. غزة وأزمة الرهائن معضلة دولية
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

المؤشر السياسي والأمني، ما يتردد من أن  الولايات المتحدة الأمريكية، تضغط للمطالبة بـ«وقف النار فورًا» عبر مجلس الأمن، وفق صيغة مختلفة، تعيد الحوار نحو ضرورة إيقاف الحرب العدوانية التي يقودها السفاح نتنياهو، مع حكومة الحرب الإسرائيلية الصهيونية على قطاع غزة، حرب إبادة ودمار ومجاعة لم نشهدها عبر حروب العالم منذ الحرب العالمية الأولى، أو الثانية.

 

 

*المؤشر الجديد تحذير الرئيس  بايدن من وضع “خطير جدًا جدًا في غزة”.

 

نتائج  أولية لتعثر الحوار ومساعي المفاوضات بين حركة حماس، وفريق الدول الضامنة:مصر وقطر وفرنسا، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وعدم وضوح مسارات الموقف الذي يسعى له السفاح نتنياهو، وتضارب مواقف حكومة الحرب، الكابنيت من رد حماس، أصاب الشلل السياسي، الأمني من اي حوار إضافي، جاء ذلك، متزامن مع  تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن من وضع “خطير جدًا جدًا في غزة”؛ إذ لم يجر التوصل إلى اتفاق” هذا الأسبوع”، لهذا تقول الإدارة الأمريكية، أن  الولايات المتحدة، قدمت نسخة جديدة، من مشروع قرار في مجلس الأمن، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة،.. والقرار الأمريكي،  يجعل جهود الدبلوماسية، بين الولايات المتحدة، والمجموعة الأوروبية، ودول الفيتو في مجلس الأمن، أمام حراك محموم، الأساس فيه، ضغوط هادئة على  دولة الاحتلال الإسرائيلي، بهدف توصيل المساعدات إلى الفلسطينيين الذين يتضورون جوعًا في القطاع، في مقابل إطلاق حماس الرهائن الإسرائيليين، دون تفاصيل مرحلة.

 

 

*حالة ترقب.

 

الدبلوماسية الأمريكية، بدأت السعي، لرصد ردود الفعل من المجتمع الدولي، على الصيغة  الأمريكية الجديدة، والرهان، حراك سياسي أمني تشارك به الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية، لوقف النار وإمكانية [حسم مصير] نتائج  الحوار  للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، بوساطة من الولايات المتحدة ومصر وقطر وفرنسا، تعتمد صيغة  مقترح  بايدن، التي ذيلت هدف الحراك الأميركي، استنادا لمدى  مخاوف جديدة، حول العواقب الأمنية والإنسانية، التي يمكن أن تظهر في غزة بعد تقارير عن وفيات بسبب المجاعة في شمال القطاع بعد خمسة أشهر من الحصار وحرب الإبادة الجماعية، من الكابنيت العسكرية التدميرية،  من  حكومة السفاح نتنياهو، الذي يهدد يوميا باجتياح  رفح، وخلخلة الأمن على الحدود مع مصر، دون مراعاة اي تحذيرات الكارثة التي من المتوقع حدوثها قطعا.

 

 

حالة الترقب، انتشرت سياسيا ودبلوماسيا حول المجتمع الدولي ودول المنطقة،والإقليم التي تحلل كيف جاءت  التعديلات  على النص الأمريكي المقترح: أن مجلس الأمن يدعم بلا لبس الجهود الدبلوماسية الدولية للبدء في التنفيذ السريع والعاجل لاتفاق على وقف إطلاق النار فورًا لنحو ستة أسابيع في غزة مع إطلاق جميع الرهائن حينما تتفق الأطراف، وأنه يدعم بشكل كامل استخدام نافذة الفرصة التي يوجدها أي وقف للنار لتكثيف الجهود الدبلوماسية وغيرها بهدف تهيئة الظروف للوقف المستدام للأعمال العدائية والسلام الدائم، بين الفلسطينيين والإسرائيليين طبقًا للقرار 2720.

 

 

 

*القرار رقم 2720 حول غزة وإسرائيل.

بالعودة، إلى القرار رقم 2720 حول غزة وإسرائيل، الذي أقره مجلس الأمن ويوافق على مشروع قرار بشأن توسيع مساعدات غزة، وصدر يوم 22 ديسمبر 2023.

القرار، في الأصل يدعو إلى “اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسَّع وآمن ودون عوائق ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية”، بتأييد 13 عضوا وامتناع الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، وفق مركز أنباء الأمم المتحدة، القرار- قدمت مشروعه دولة الإمارات العربية المتحدة، العضو العربي بالمجلس، وقتئذ

يطلب مشروع القرار، من الأمين العام للأمم المتحدة تعيين “كبير لمنسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار يكون مسؤولا في غزة عن تيسير وتنسيق ورصد جميع شحنات الإغاثة الإنسانية المتجهة إلى غزة والواردة من الدول التي ليست أطرافا في النزاع،والتحقّق من طابعها الإنساني”.

 

طالب المجلس في قراره أطراف النزاع بالامتثال بالتزاماتها بموجب القانون الدولي وحماية المدنيين والأعيان المدنية، ووصول المساعدات الإنسانية، وحماية العاملين في المجال الإنساني وحرية حركتهم.

 

كما رفض “التهجير القسري للسكان المدنيين، بمن فيهم الأطفال”. وأكد مجددا التزامات جميع الأطراف “فيما يخص الامتناع عن مهاجمة، أو تدمير أو إزالة أو إتلاف الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة”.

 

طالب القرار أطراف النزاع أيضا بإتاحة وتيسير استخدام “جميع الطرق المتاحة المؤدية إلى قطاع غزة والكائنة في جميع أنحائه”، بما في ذلك التنفيذ الكامل والسريع للفتح المعلن عنه لمعبر كرم أبو سالم الحدودي.

 

كما طالب المجلس بتنفيذ القرار 2712 الذي اعتمده في منتصف شهر نوفمبر بالكامل.

 

كما طلب من جميع الأطراف المعنية الاستفادة الكاملة من آليات الإخطار الإنساني وتفادي التضارب العسكري – الإنساني القائمة لحماية جميع المواقع  الإنسانية، بما فيها مرافق الأمم المتحدة، والمساعدة في تسهيل حركة قوافل المساعدات.

 

 

*تقرير  جوزيف كراوس من AP

 

في تقرير عاجل، رصدت وكالة أسوشيتد برس الأميركية، مسببات التحول الأميركي، في كل حراك ال 24 ساعة الماضية، وكتب المحلل كراوس، مجموعة من حيثيات موجهة للرايح العام وفق:

*1:

خلال الأشهر الخمسة الماضية، قتلت إسرائيل الآلاف من مقاتلي حماس، ودمرت العشرات من أنفاقهم، وأحدثت دمارًا غير مسبوق في قطاع غزة.

*2:

لا تزال – إسرائيل – تواجه معضلة كانت واضحة منذ بداية الحرب، وسوف تحدد نتائجها في نهاية المطاف: فإما أن تحاول إبادة حماس، وهو ما يعني موتًا شبه مؤكد للرهائن الذين يقدر عددهم بنحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، أو يمكنها قطع الطريق على إسرائيل. صفقة من شأنها أن تسمح للمسلحين بتحقيق نصر تاريخي.

*3:

وأي من النتيجتين؛ ستكون مؤلمة للإسرائيليين. ومن المرجح أن يكون أي منهما بمثابة نهاية مخزية للمسيرة السياسية الطويلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأي منهما قد يعتبر مقبولًا من جانب حماس، التي تثمن الاستشهاد.

*4:

:ينفي-السفاح- نتنياهو، على الأقل علنًا، وجود أي معضلة من هذا القبيل. وقد تعهد بتدمير حماس واستعادة جميع الرهائن، إما من خلال مهام الإنقاذ أو اتفاقيات وقف إطلاق النار، قائلًا إن النصر قد يتحقق “في غضون أسابيع”.

وطالما أن الحرب مشتعلة، فيمكنه تجنب إجراء انتخابات مبكرة تشير استطلاعات الرأي بقوة إلى أنها ستطيح به من السلطة. ولكن يبدو أنه لا مفر من الاختيار عند نقطة ما بين الرهائن والنصر العسكري.

*5:

تقول مصر إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة تفشل في تحقيق انفراجة مع اقتراب شهر رمضان

في الوقت الذي يكثف أقرب حلفاء بايدن الضغط على البيت الأبيض لبذل المزيد من الجهود لتخفيف المعاناة في غزة

*6:

يبدو أن حماس ليست في عجلة من أمرها للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار قبل شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ الأسبوع المقبل، أو لتأجيل عملية إسرائيلية متوقعة في رفح، المدينة الجنوبية حيث يتواجد نصف سكان غزة.

.. وانه، لدى زعيم حماس يحيى السنوار، العقل المدبر المزعوم لهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل، سبب للاعتقاد بأنه طالما أنه يحتجز الرهائن، يمكنه في النهاية إنهاء الحرب بشروطه.

*7:

عاموس هاريل، المراسل العسكري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية،يقول، بحسب ما نقلت عنه الوكالة: “إن الأهداف متناقضة تمامًا”. “بالطبع، يمكنك القول إن الأمر سيستغرق عاما لهزيمة حماس، ونحن نمضي قدما في ذلك، ولكن المشكلة هي أنه لا أحد يستطيع ضمان بقاء الرهائن على قيد الحياة”.

*8:

في تصريحات صريحة في يناير/كانون الثاني، قال غادي آيزنكوت، القائد الأعلى السابق لإسرائيل وعضو في حكومة نتنياهو الحربية، إن أي شخص يقترح إمكانية إطلاق سراح الرهائن المتبقين دون اتفاق لوقف إطلاق النار ينشر “الأوهام”.

*9:

من الصعب أن نتصور قيام حماس بإطلاق أثمن دروعها البشرية من أجل وقف مؤقت لإطلاق النار، ثم نرى إسرائيل تستأنف محاولتها للقضاء على الجماعة، وقد رفضت حماس فكرة استسلام قادتها والذهاب إلى المنفى.

*10:

يتعرض الرئيس جو بايدن، أهم حليف لإسرائيل، لخطر خسارة إعادة انتخابه في تشرين الثاني (نوفمبر)، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الانقسامات الديمقراطية حول الحرب. لقد أثارت الكارثة الإنسانية في غزة غضبًا عالميًا. وتهدد الحرب بإشعال جبهات أخرى في الشرق الأوسط.

*11:

أظهر استطلاع نادر في زمن الحرب العام الماضي تزايد الدعم لحماس، حيث يؤيد أكثر من 40% من الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وغزة الحركة.

وقالت تهاني مصطفى، كبيرة المحللين الفلسطينيين في مجموعة الأزمات، وهي مؤسسة بحثية دولية، إن هذا الدعم لن ينمو إلا إذا نجحت حماس في رفع الحصار الطويل الأمد عن غزة.

.. عمليا، قد يكون التحرك الأمريكي، “حافر له اطار” ذاتي، ربما يصطدم بوقف ورد رافض من قيادات حماس، وأن الولايات المتحدة الأمريكية، تحتاج إلى مناورة سياسية وأمنية، مع حراك دبلوماسي قد يبدأ العمل خلال الأسبوع، وسط احتمالات متباينة في النتائج وطبيعة الضمانات الدولية  التي تطرح على الطاولة.

Back to top button