بعد تراجع مستوى البحر المتوسط … هل نواجه أمواج تسونامي؟

النشرة الدولية –

الديار – شانتال عاصي –

بعد سلسلة الهزّات والزلازل التي ضربت تركيا، لبنان وسوريا وغيرها من البلدان، ازداد الحديث عن احتمالية حدوث موجات تسونامي وربط البعض موجات المد والجزر بها. وفي الوقت عينه، برزت ظاهرة تراجع مياه البحر في الشرق الأوسط، الأمر الذي أثار الذعر في نفوس المواطنين ظنّاً منهم أنها علامة لحدوث موجات تسونامي، إلّان أنها مزاعم خاطئة وهي فقط ظاهر المد والجزر.

 

يعتبر الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل ان المد والجزر ظاهرتان طبيعيتان تختلف إحداهما عن الأخرى، وكلاهما تحدثان في مياه البحار والمحيطات على حد سواء بشكل وقتي غير دائم يستمر بضع ساعات يومياً، فظاهرة المد تعرف بارتفاع مستوى مياه البحر أو المحيط لتغطي جزءاً كبيراً من اليابسة، أما ظاهرة الجزر فهي العكس وتتمثل في انحسار مياه البحر أو المحيط وقلة مستواها عن اليابسة.

 

عوامل حدوث ظاهرتي المد والجزر

 

واشار كامل اى انّ لحركات المد والجزر أهمية كبيرة جداً، ومن أهم العوامل التي لها علاقة بالمد والجزر كما يلي:

 

– توزيع الماء واليابس وتحرك المياه: إنّ هذا العامل يكون هو المسؤول عن تباين مدى المد والجزر من مكان إلى آخر على سطح الأرض، فلو كانت البحار تحيط بالأرض بشكل تام لكان من الممكن أن يتم تحديد ارتفاع المد ومدته في أي نقطة على سطحها على أساس قوة جذب القمر وقوة الطرد المركزي للأرض.

 

– جاذبية القمر: إنّ جاذبية القمر تعد من أهم العوامل على الإطلاق، وأثبت أنها هي المسؤولة أولاً عن حدوث المد والجزر، ومع ذلك فإن هناك عوامل ثانية مساعدة تقوم بالتحكم في توقيت حدوثهما، وفي تحديد مدى ارتفاع المد أو هبوط الجزر على طول أيام الشهر.

 

– جاذبية الشمس: إن تأثيرها يكون أضعف بكثير مقارنة في تأثير جاذبية القمر، حيث يكون ذلك بسبب البعد الكبير بين الأرض والشمس، ولا يظهر هذا التأثير بشكل واضح إلا عندما تكون الشمس والقمر والأرض واقعة في مستوى واحد، فعندئذ تقوم الجاذبية الشمسية بالتعاون مع جاذبية القمر على زيادة المد وزيادة انخفاض الجزر لأن اتجاه الجاذبيتين يكون واحداً ويحدث هذا مرتين في الشهر. وعندها يصل المد إلى مستواه الأعلى وينخفض الجزر إلى مستواه الأدنى.

 

– دوران القمر حول الأرض: إنّ دوران القمر حول الأرض يكون هو المسؤول عن تأخر وقت حدوث المد والجزر بنحو 52 دقيقة كل يوم عن اليوم السابق له.

 

– قوة الطرد المركزية التي تحدث نتيجة دوران الأرض حول محوره، حيث أنها تساعد على ارتفاع المد.

 

لماذا تراجعت مياه البحر في الشرق الأوسط؟

 

أثارت صور انحسار مياه البحر في بلدان عدّة في الشرق الأوسط ومنها لبنان، الذعر في قلوب المواطنين، وظنّ أغلبهم أن انحسار المياه يرتبط بحدوث موجات تسونامي، إلّا أن هذه مزاعم خاطئة ولا علاقة بين المد الجزر والتسونامي. وعزى الخبير البيئي سبب تراجع مياه البحر في الشرق الأوسط إلى مرور المذنّب الأخضر الذي أثّر بشكل كبير على حركة المد والجزر في البحار والمحيطات، وأهمها البحر المتوسط الذي تراجعت فيه المياه بشكل كبير.

 

أما حول إحتمالية حدوث موجات تسونامي بسبب تراجع المياه، فأكّد كامل أنه ما من علاقة بين الظاهرتين. فالتسونامي ينتج من حدوث زلزال مدمر في داخل البحار والمحيطات، مشيراً إلى أن شاطئ المتوسط بعيد كل البعد عن موجات التسونامي الضخمة التي تحدث في البلدان الأخرى.

 

أهمية ظاهرة المد والجزر

 

– تنظيف مياه المسطحات المائية الطبيعية كالبحار والمحيطات من الشوائب.

 

– تصفية الأنهار والموانئ من الرواسب.

 

– تهيئة الموانئ لاستقبال السفن.

 

– مصدر مهم للطاقة وبالتالي تحريك الطواحين البدائية.

 

أمّا حول تغير المناخ، فكشف الخبير البيئي أنه ما من علاقة إطلاقاً بين تغير المناخ وحركة المد والجزر، فحركة المد والجزر تتأثّر فقط كما سبق وذكرنا بجاذبية القمر والشمس والكواكب، ودوران الأرض وحركتها. أما تغيّر المناخ وحركة الأمطار فلا تؤثّر أبداً في حركة المد والجزر أو التسونامي.

زر الذهاب إلى الأعلى