الإخوان بعيون نبيل الفضل
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

نشر الزميل الراحل نبيل الفضل، الذي وافاه الأجل نائباً في المجلس يوم 22 ديسمبر 2015، مقالاً في «الوطن» قبل 10 سنوات بعنوان: «الإخواني عندما يتحدث»، قال فيه، (بتصرف):

أقرّ ممثل اخوان الكويت في لقاء مع فضائيات بأنهم جزء من تنظيم الإخوان المسلمين، بعد إصرارهم لعشرين سنة على أن حركتهم، ليست من الإخوان؟ كما ادعى «الممثل» نفسه بأن صدام حسين عرض عليهم، أثناء احتلاله الكويت، حكمها، لكنهم رفضوا معلنين أنهم لا يرغبون عن حكم الصباح بديلاً(!)!

أثرنا، في لقاء على قناة سكوب، بعض النقاط على كلام ممثل الإخوان، منها سؤاله عن وسيلة التواصل التي استخدمها صدام في توصيل عرضه لهم بالحكم؟ وهل كانت رسالة نصية أم «واتس أب» أم «فايبر»؟

وقلنا أيضاً إن قصة عرض الحكم عليهم لو كانت صحيحة لأزعج الإخوان أسماعنا بها على مدى عشرين عاماً، وهي تقال اليوم فقط في معرض الدفاع عن تزايد طموحاتهم.

وأضفنا أننا نتمنى أن يكون «الممثل» كاذباً في هذه الرواية، لأنها إن صدقت فهي اعتراف بجريمة عقوبتها الإعدام، لأنها تندرج تحت الخيانة العظمى، تحت بند التخابر مع العدو، القانون رقم 1970/‏31!

علماً بأن الأقرب للتصديق هو العرض الذي تقدّم به صدام لـ«فيصل الصانع» بتولي الحكم، كونه ممثّل البعث في الكويت، إلا أن وطنيته طغت على انتسابه الفكري للبعث فرفض العرض، وتم تغييبه للأبد!

كما نتساءل: لماذا اختار صدام مفاتحة الإخوان بمشروع حكم الكويت المحتلة؟ هل كان يعلم بالاستعداد الفكري لهم لتقبّل الفكرة؟ أم أن صدام كان أبله، ولا يعلم التصاق الإخوان بأرض الكويت وحكامها؟

أو لم يسبق لصدام أن سمع بتوقيع ممثل إخوان الكويت، في مؤتمر لاهور، على بيان رفض الاستعانة بالقوات الأجنبية لتحرير الكويت؟

وإذا كان صدام قد عرض حكم الكويت على الإخوان، وعلى «ممثلهم» بالذات ورفضوا عرضه، فلِمَ لم يعتقلهم، ويصفيهم، كما فعل مع الصانع؟

والسؤال الأهم: لماذا يذهب صدام إلى ممثلي الإخوان يعرض عليهم حكم الكويت ويترك غيرهم من أبناء الكويت؟ إلا إذا كان على يقين بأن للإخوان مطامع، ويعرفها من خلال اتصالات مسبقة معهم؟

أو أن القصة برمتها كذبة صلعاء من أكاذيب ممثلهم، ونتحدى من يأتي ويعلن صدق تخابر صدام حسين معهم، على هذا الموضوع!

(انتهى الاقتباس)

***

من الأمور المخادعة والخطيرة ما يكرره «إخوان الكويت» بأن لا مطامع لهم بالسلطة!

لكن كونهم جزءاً من التنظيم العالمي، ويأتمرون بأمر «المرشد» الأعلى، فكيف تختلف «أجندتهم» في الكويت، كما يدعون، مع أجنداتهم في مصر وتونس والسودان وغيرها؟ فقد استماتوا لتسلّم الحكم في مصر، بعد سقوط حكم مبارك، وتحالفوا مع قوى خارجية، وتلاعبوا في الانتخابات للوصول للحكم. وفي الإمارات تم القبض على خليتهم، بتهمة محاولة الاستيلاء على الحكم، وتمت محاكمتهم وسجنهم! وفي السودان تحالفوا مع البشير وشاركوه في الحكم.

وتكرر الأمر في تونس وفي المغرب، وفي غيرهما، فلماذا تكون أطماعهم في الحكم واضحة وجلية في كل الدول، وهي عكس ذلك في الكويت؟

زر الذهاب إلى الأعلى