الرعب يهزم المرتجفين وينكفىء أمام صمود غزة
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
إنتصر الخوف وانهزم، انتصر على قلوب الجبناء الضعيفة الذين يحسبون كل صيحة عليهم، وأن عليهم تقديم المزيد من التنازلات حتى يظلوا جاثمين في مناصبهم كالجثث الهامدة، لنشعر أنهم مصابين بمرض باركنسون لارتجافهم طول الوقت أو كأن الكهرباء قد لامستهم فعبثت بأعصابهم فلم يعودوا قادرين على التماس الحقائق وقيم الإنسانية والشرف والرجولة، فارتخى كل ما فيهم فساح الفكر وترهلت الأيادي ولم تعد الأقدام قادرة على حملهم، فسقطوا في مكانهم خوفاً ورعباً من مستقبل مجهول من الممكن تغييره إذا كان الفكر راشد والقلب صالح.
وينهزم الخوف عند القادرين على تحويله لقوة وجبروت وصبر يُمكن الأطفال قبل النساء والرجال من زحزحة الجبال والتصدي للأهوال، فالقلوب القوية المرتبطة بفكر سليم ورسالة خالدة لا يعرفون الخوف فيهرب صوب البلاد البعيدة عنهم، لذا لم يكن مفاجئاً لأحد صمود غزة الأسطوري الذي هز العالم وقبله صمود جنين الخالد، فهؤلاء الرجال تحدوا الموت وقرروا مواجهة الخطر فحققوا المستحيل بصمود قل نظيرة في تاريخ البشرية، لتكون الرسالة الخالدة للعالم “نحن شعب لا يختفي نقاتل فننهزم في موقعة لكننا في النهاية ننتصر في الحرب”، وهذا ما يؤكده التاريخ لكن المرتعبين الذين تتكون جيناتهم من الخوف يعيشون ويموتون يرتجفون ليموتوا في اليوم الواحد ألف مرة.
وهنا يدرك أصحاب القضايا الكبيرة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية أن الكيان الصهيوني لن ينتصر على أهل الحق والإنسانية، وان محاولاته لنشر الخوف بالترويج لأكاذيب الجيش الذي لا يُقهر والذكاء الصهيوني وسيطرته على قرارات دول الغرب وبالذات الولايات المتحدة، ما هي إلا مجموعة أكاذيب وتسويق لتجارة الوهم لعقول عربية ترفض التفكير الشمولي ولقدرات عربية لا تريد النهوض وتكتفي بمكانة دونية بين الشعوب، ليكون الخوف صاحب الكلمة العليا ليستغل تُجار الأوهام الأوضاع الضبابية ليبدأوا بنشر خرافاتهم وخزعبلاتهم ليضعوا خير الأمم في مكان لا يليق .
لقد انتهج الصهاينة سياسة “كذب ما بعد الحقيقة” كون الحقيقة غائبة عن الجميع فالجرائم الصهيونية كارثية وقد تجاوزت الإجرام النازي، فيما الدمار في أراضي فلسطين التاريخية التي تعج بالمستعمرات والصهاينة كان كبيراً لنجد ان الصهاينة يرفضون السماح لأي قناة فضائية بتصوير ما يجري حتى يُخفوا الحقائق عن المحتلين لاراضي فلسطين، كونهم لو عرفوا الحقيقة لارتفع اعداد المهاجرين منهم خارج فلسطين لأرقام تتجاوز الخيال، لذا جعل الصهاينة من الصعوبة بمكان كشف الحقيقة رغم شعور صهاينة الأراضي المحتلة بصعوبة موقف قوات الاحتلال، وهؤلاء يرتعبون من المستقبل القريب ولا يعرفون مواقع المقاومة بعد القصف العنيف والشامل لغزة وهو ما قد يجعلهم يلجؤون إلى العرافين والمشعوذين والكاذبين مما يؤدي إلى زيادة الضلال والجهل والخوف وانتهاء الصهاينة وجميع من نبت في قلوبهم الخوف والرعب.
آخر الكلام:
قال المتنبي:
يَـرَى الجُبَنَـاءُ أَنَّ العَجْـزَ فَـخْـرٌ … وَتِـلْكَ خَـدِيعَـةُ الطَّبْـعِ اللَّئِيـمِ
وَكُـلُّ شَجَـاعَةٍ فِي المَـرْءِ تُغْنِـي …. ولا مِثْـلَ الشَّـجَاعَةِ فِي الحَكِـيمِ
وقال الألمان : “الجبان شخص يفكر بساقيه ساعة الخطر”.