رمضان سيلعنكم وسيستنهض جيش أسامة
بقلم: صالح الراشد
بدأ رمضان وانطلق المسلمون للعبادات من صلاة وصوم وتسابق في فعل الخيرات على أمل نيل رضى الله ودخول الجنان، واجتهدوا في تحري هلال الشهر الفضيل عند مغيب الشمس في جهة الغرب حيث فلسطين وغزتها، ورأت بعض الدول الهلال وأعلنت الصيام والغريب أن الجميع وهم يتحرون عن هلال رمضان لم يشاهدوا هلال غزة، متناسين ان دم المسلم عند الله أهم من الكعبة ورغم ذلك يصر المسلمون على ترك أهل غزة يواجهون أصناف متعددة من الموت بالصواريخ للموت بالرصاص والموت جوعاً، ليتعرضوا لإبادة جماعية وسط صمت محرم ومعيب ومهين لأمة المليار مسلم الذين لا يعرفون من الدين إلا اسمه ومن العبادات إلا شكلها،
انطلق رمضان ومعه سباق الخير والدعاء لكن هل يستجيب الله دعاء المنافقين والمرتدين، فالنفاق أن نهرب من مواجهة الاعداء على طريقة عبدالله بن سلول في غزوة أحد وما أكثر أتباعه في هذا العصر، فيما الردة وصلت حد لم تصل إليه بعد وفاة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، ففي عصر الردة تواجد مسليمة الكذاب واليوم بيننا الملايين ممن يحملون صفات مسيلمة ويدعون لاسوء مما دعى إليه، فَكَذبة العصر من سياسيين وعسكريين ورجال دين وإعلاميين وصلوا بدعواتهم لمرحلة دون الانحطاط كونهم يخذلون رجال الأمة الراغبين في الانتصار لأهل غزة ومحاربة الصهاينة.
لذا فرمضان لن يرحب بنا ولن يكون سعيداً بوجودنا بل سيلعننا ليل نهار، وسيتهمنا بالنفاق والكذب والردة لأنه لا يجد فينا صفات المؤمنين ولا المحاربين الأبطال الذين يخوضون المعارك في رمضان ولا يولون الأدبار، فرمضان يبحث عن شبيه لرجال حاربوا مع رسول الله في رمضان بغزوة بدر وهزموا الكفر وبعد سنوات فتحوا مكة في الشهر الفضيل، كما يبحث رمضان عن رجال يشبهون المثنى بن الحارثة بطل فتح البويب وكمحمد القاسم فاتح السند وطارق بن زياد فاتح الأندلس وجميعهم سجلوا انتصاراتهم في رمضان، ولا زالت صرخة المسلمة في عمورية تجلجل حتى وصلت المعتصم ففتحها في رمضان، ويبحث رمضان عن أبطال كالمعتمد بن عباد و يوسف بن تاشفين قادة النصر في معركة الزلاقة، فيما ينتظر رمضان من عام لعام ظهور شبيه لصلاح الدين ليحرر المسجد الأقصى وعن قطز وبيبرس للانتصار للدين وهزم التتار في عين جالوت في فلسطين.
ويحزن رمضان كشهر للنصر وهو يسمع صرخات نساء غزة وأطفالها يستنجدون بأمة المليار التي أصمت أذنيها، ويحزن اشتياقاً لأبطال سطروا المجد في أيامه وهزموا الاعداء بصبرهم وجلدهم، ولم يجد رمضان في أمة المليار مسلم إلا مليونين من الصامدين في غزة العز والمجد والخلود، ليشعر رمضان انه جزء من حياة شعب صاموا جبراً منذ أشهر طويلة فيما الامة بقدها وقديدها وكبيرها وصغيرها غثاء كغثاء السيل لا ينفعون الاسلام ولا ينتصرون له، لنشعر أن رمضان يهتف بألم وحسرة “لعنكم الله بجبنكم وهوانكم فقد أهنتم تاريخ أمة ولم تدركوا عظمتي، فانا لست شهراً للصلاة والصوم والعبادة فقط فأنا شهر النصر والفتوحات أما انتم فعار الإسلام وشعار الانهزام فلا بارك الله فيكم”، وقد ينادي “أين أنت يا أسامة بن زيد.
آخر الكلام:
قال الإمام العابد المجاهد عبدالله بن المبارك في رسالة للفضل بن عياض عابد الحرمين :
يا عابدَ الحرمين لو أَبصرتنا..لعلمتَ أنك في العبادةِ تلعبُ
من كان يخضب خدّه بدموعه..فنحورنا بدمائنا تتخضبُ
وحينها بكى الفضل وقال: “صدق أبو عبدالرحمن ونصح”؛ فهل سمعت الامة النصيحة ام ستبقى على حالها بلا جهاد