قمة روسية سورية.. في “نفق” الحرب الأسوأ
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

في زيارة رسمية، قال الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  يلتقي نظيره السوري بشار الأسد يوم غد الأربعاء في موسكو.

 

.. المفاجأة ان الزيارة تأتي بعد زلزال هز عديد مدن  الشمال السوري، وهي تأتي امتدادا لزيارة مماثلة كانت في العام 2021.

 

تحاول روسيا وسوريا، إعادة  المباحثات  السياسية والامنية، إضافة لسبل تطوير التعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية وآفاق التسوية الشاملة في سوريا، التي تبدو انها “قد” تستفيد من عديد الأحداث الدولية، منها ما تحقق من قيام الصين بتحقق ما سمي اليوم  “اختراقاً سياسياً” في الشرق الأوسط، بحسب رؤية مجلة “فورين بوليسي”، التي ترسم أبعاد السياسة الأميركية والدولية سياسات حلف الناتو في المنطقة والإقليم، جيوسياسيا وامنيا، إلى درجة ان الصين  تقدم نفسها كبديل  دبلوماسي اقتصادي وربما عسكري  للولايات المتحدة.

 

هنا، من الواضح أن روسيا، في خضم حربها المدمرة لأوكرانيا، تنظر إلى نجاح الصين في التوسط بين السعودية وإيران والتوصل إلى اتفاق لاستئناف العلاقات بينهما بمثابة “اختراق سياسي” في منطقة كانت تشهد نفوذاً للولايات المتحدة.

 

*الاجتماع الرباعي.. و حادثة الطائرة الأميركية.

 

.. والزيارة، رغم عدم أهميتها السياسية لدولة مثل روسيا، إلا انها تعيد الرئيس السوري بشار الأسد، إلى الاضواء، في وقت تشتد به التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وهي خطوة مغلفة السرية،؛ بالذات قبل يوم من اجتماع رباعي يضم نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا وإيران في موسكو، وقبل محادثات مقررة بين وزراء خارجية الدول الأربع لاحقا.

.. أيضا هناك توتر سياسي عسكري بعد أن أعلنت  [القيادة الأوروبية الأميركية] اصطدام طائرة مقاتلة روسية بمسيرة أميركية فوق المياه الدولية،  وبيان البنتاغون الذي أشار إلى : أسقطنا طائرتنا المسيرة فوق البحر الأسود بعد الاعتراض غير الآمن من مقاتلات روسية(…) بينما نفت وزارة الدفاع الروسية، وقالت : طائراتنا المقاتلة لم تستخدم ذخيرتها ولم تتواصل مع المسيرة الأمريكية التي لم تكن خاضعة للمراقبة وفقدت ارتفاعها  ما أدى إلى اصطدامها بالسطح المائي نتيجة لمناورة حادة.

 

*غواصات أستراليا تزعج روسيا.

عمليا يتوقف بوتين والأسد، عند قضايا دولية، شهية للحديث الجانبي، منها الاتهام الروسي الرسمي؛ اذ وصفت قيام  الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا بتدبير «مواجهة تستمر لسنوات» في آسيا عبر إطلاقها تحالف أوكوس بشأن الغواصات النووية.

بحسب بيان  وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن :«العالم الأنغلوساكسوني يبني تكتلات مثل أوكوس ويطور البنى التحتية لحلف شمال الأطلسي في آسيا ويراهن بجدية على مواجهة تستمر لسنوات طويلة.

*في سياق قمة بوتين والرئيس الأسد.

تسارعت التحليلات والمواقف الدولية والاممية من طبيعة الحدث، الآثار والملفات التي قد تترك اقرا، ربما لا يشكل نقطة فارقة، إذ ما زالت الأزمة السورية، تدخل في نفق مظلم، برغم كثرة المبادرات العربية والاممية، وبالذات من روسيا والصين وإيران، والخليج العربي، عدا عن الأردن ومصر، وفي ذلك أشار الكرملين إلى أنه:

اولا:

ستتم مناقشة قضايا الساعة المتعلقة بتطوير التعاون الروسي السوري في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والإنسانية.

*ثانيا:

محددات و آفاق تسوية منسقة للوضع في سوريا وحول البلاد(النص الروسي، وضع المصطلح “البلاد” ) .

*ثالثا:

تدعم موسكو تقاربا بين دمشق وأنقرة،، وهي استضافت محادثات بين وزيري دفاعهما ، وتستهدف عقد اجتماعات بين وزيري الخارجية والرئيسين في نهاية المطاف، وكان الأسد، وضع شروطا منها : اللقاءات مع تركيا يجب أن تكون مبنية على إنهاء “الاحتلال”، يقصد هنا الاحتلال التركي.

 

*رابعا:

النظر في مستقبل مبادرة  رؤساء البرلمانات العربية، التي تمت في دمشق  وتفكيك عزلة سوريا وفق رؤية عربية بتحقيق الحل السياسي للأزمة.

 

*عمليا:

روسيا وسوريا وإيران والصين، ودول الجوار السوري، معنية بالنظر عمليا، إلى جدوى القمة بين بوتين والأسد، في وقت تبدو فية الولايات المتحدة الأمريكية، تصر على سياسة إدارتها في كل ما يخص العالم وسط الأزمة الدولية التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، وقد دخلت عامها الثاني، وسط مخاوف، الخوف فيها، ذلك التسع العملي في مجريات العلاقات الجيوسياسية الأمنية في كل العالم، ليس أزمات الشرق الأوسط المتنامية، التي تصطدم السياسات المتباينة بين كل القوى ومناطق النفوذ، امتدادها عبر ملفات تسيطر عليها عمليا الولايات المتحدة ودول المنطقة، فيما تعالج الإدارة الأميركية، ما قدمه الرئيس الأميركي، جو بايدن، للكونغرس، من حيثيات، ميزانية للدفاع حجمها 886 مليار دولار، لتكون الأكبر في وقت السلم والتي ركز فيها على الحرب في أوكرانيا والحروب المستقبلية.

 

.. في ظل كل هذه الأحداث، طلب بايدن تخصيص 842 مليار دولار لوزارة الدفاع (البنتاغون) و44 مليار دولار للبرامج المتعلقة بالدفاع في مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) ووزارة الطاقة والوكالات الأخرى. ويزيد المبلغ الإجمالي لميزانية 2024 المقترحة 28 مليار دولار عن 858 مليارا العام الماضي.

 

وأيضا :يترقب الكونغرس والإدارة الأميركية حربا ربما يطول أمدها في أوكرانيا ونزاعات محتملة في المستقبل مع روسيا والصين.

 

.. ما زال الشرق بعيدا عن ما يحدث، بإستثناء ردود الفعل الاقتصادية الغلاء، وتدمير سلاسل الإمداد في الغذاء والطاقة.. وحقوق البشرية التي، تتحرك في نفق الحرب الأسوأ.

زر الذهاب إلى الأعلى