الصمود ثمنه الموت والصمت طريق الذهب
بقلم: صالح الراشد

صمود عزَّ نظيره وقلَّ مثيله، فالصمود في غزة لم ينكسر، بل زاد من عزيمته النساء والأطفال الذين وقفوا صامدين خلف كل مناضل وشهيد رغم الألم والقتل الذي تجاوز حد الجنون، وبذات الوقت برز الخذلان والذلُّ كلغة للعرب والعالم الغربي، ووقف في صف المتخاذلين جميع الذين بدَّلوا رجولتهم بصمت قاتل كأعواد المشانق، ليزدادوا ذلاً وخنوعاً لأجل مصالح صُنعت بأعواد من الذل المذهب، وزُيِّنت بياقوت الدم المسكوب.

في عزة يعيش الجميع لحظات مذهلة، حيث توحَّد فيها الموت في تساويه مع الحياة، في غزة فقدوا إحساسهم بالزمن، ولا يعلمون بأن اليوم القادم سيأتي أم لا، ففي أرض العزة كلهم مشاريع شهداء، يقفون على قارعة الوقت ينتظرون الطلقات، ففي غزة واجهوا العالم، واجهوا صواريخ العدو ورصاصه، واجهوا العرب بصمتهم وعارهم، ففي غزة لا يعرفون أيهم أكثر إيلاماً، رصاص العدو أم الصمت العربي الإسلامي العالمي، فكلاهما يقودان إلى الموت مع فارق السرعة وفارق العدد، فالرصاصة تقتل شخصًا لكن الصمت يبيد أمة، فأين أنتم.؟

وفي غزة يتحدثون يصرخون بدموع تحرق أرواحهم وقلوبهم وقلوب الشرفاء معهم، ولا يعرفون بل يستنكرون صمت العرب والعالم، لكنهم يحفظون مثلاً عربياً أصيلاً “اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب”، ليدركوا ان العرب يعشقون الذهب لا الفضة لذا فإن كلامهم الهام والمؤثر قليل جدّاً، ليشعروا ان الذهب يستخرج من الصمت، وبما أن اليهود يحكمون ذهب العالم فإنهم أيضا يحكمون الصوت والصمت فيوزعون الغنائم على الصامتين ويتركون الموت للمتحدثين .

أليس تُجار الحروب والموت والقتل يعشقون الصمت ويعملون في الظل والعلن لينالوا الغنائم، ألم تتهدل كروشهم، وتكبر أرصدتهم في بنوك العالم إلا من إغلاق أفواههم؟ للمرة الأولى في تاريخ البشرية يسمعون عن إنسان يغلق فمة فيكبر كرشه، نعم عند العرب المتخاذلين يحصل كل شيء، ألم يقل الثائر الكوبي تشي جيفارا: “إن الحرب يشعلها العقلاء، ويموت فيها الأبطال ويقطف ثمارها الجبناء”؟ فهل يوزع الذهب على الجبناء.؟
وهل الذهب مكافأة لهم على سكوتهم؟
والأهم هل هم شركاء في القتل؟!

Back to top button