ما بعد تفاهمات شرم الشيخ ومواقف “الأطراف الخمسة”؟
بقلم: حسين دعسة

الدستور المصرية –

النشرة الدولية –

في وقت حاسم وخطير تمر به الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في فلسطين المحتلة، وبالتالي المنطقة والإقليم، أكد “بيان شرم الشيخ ا”، الذي أعلن بعد بعد جلسات طويلة أجريت في شرم الشيخ، تـــلبية لـــدعـــوة جـــمهوريـــة مـــصر الـــعربـــية، وفيها التقى مسؤولون أمـــنيون وســـياســـيون مـصريـون وأردنـيون و إسرائيليون وفلسـطينيون وأمـيركيون بـارزون، اعتبرت، في سياسة المفاوضات، اســتكمالاً لتفاهمات، تــم التوصل إليه في قمة العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية في شباط الماضي؛ وذلك بحسب البيان الذي كشفت عنه الأطراف كافة ونشر في الإعلام العربي والدولي.

*الأطــراف الخــمسة.

التفاهمات الأساسية، أعادت ما تم من جلسات مهدت للحوار السياسي الأمني، فقد وضع “الأطــراف الخــمسة:” مص، الأردن، الولايات المتحدة الأمريكية، السلطة الفلسطينية، دولة الاحتلال الإسرائيلي، الصهيوني “مبادرة هامة لإدارة مناقشات مســتفيضة، في ظل ظروف تسيطر على بعدها الأمني، إسرائيل وحكومة نتنياهو المتطرفة، حــول :” سبل وأســالــيب الــتخفيف مــن حـدة الـتوتـرات عـلى الأرض بـين الفلسـطينيين والإسـرائـيليين بهـدف تـمهيد السـبيل أمام التوصل لتسوية سلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين” ‘بحسب البيان .

.. عمليا، الأطــراف الخــمسة. “اتفقوا مجــــــددين التزامهم، أمام اليوم الحاضر وخلال الفترة القادمة على نقاط بارزة هي:

*اولا:

بـــــتعزيــــــز الأمــــــن والاســــــتقرار والســــــلام لـلإسـرائـيليين والفلسـطينيين عـلى حـد سـواء، وضرورة تحقيق التهـدئـة عـلى الأرض والـحيلولـة دون وقـوع مـزيـد مـن العنف.

*ثانيا:

الـسعي مـن أجـل اتـــخاذ “إجـــراءات” لـــبناء الـــثقة وتـــعزيـــز الـــثقة المـــتبادلـــة وفـــتح آفـــاق ســـياســـية والتعاطي مع القضايا العالقة عن طريق الحوار المباشر.

*ثالثا :

جـــــددت حـــــكومـــــة إســـــرائـــــيل والســـــلطة الـــــوطـــــنية الفلســـــطينية(..) اســـــتعدادهـــــما والــتزامــهما المشــترك بالتحرك بشكل فوري لإنهاء الإجــراءات الأحــاديــة لــفترة مـن3 إلـى 6 أشهـر. ويتضمن ذلـك الـتزامـاً” إسـرائـيلياً” يـوقـف مناقشة أي وحدات استيطانية جـديـدة لمـدة 4 أشهر، ووقـف إصدار تراخيص لأي نـقاط استيطانية لمدة 6 أشهر.

*رابعا:

بوجود ومراقبة ومتابعة من “الأطــراف الخــمسة”، اتفق الـجانـبان(القصة فلسطيني والإسرائيلي مجـدداً عـلى الـتزامـهما الـراسـخ بـ كافـة الاتـفاقـيات الــسابــقة بــينهما، خــاصــة الحق الــقانــونــي للســلطة الــوطــنية الفلســطينية فــي الاضـطلاع بـالمـسؤولـيات الأمـنية فـي المـنطقة( أ ) بـالـضفة الـغربـية، تـماشـياً مـع الاتفاقيات القائمة، كما سيعملان معاً من أجل تحقيق هذا الهدف.

*خامسا:

اتفق “الــجانــبان” عــلى اســتحداث آلــية للحــد والتصدي للعنف والتحــريــض والــتصريــحات والتحــركــات الــتي قــد تتســبب فــي اشتعال المــوقــف. وتــرفــع هــذه الآلية تقارير لـ قيادات الـدول الخـمس فـي نيسان عـند استئناف فـعـالـيـات جـلسة الاجتماع في شرم الشيخ، بما في ذلك الـتزامـهما بـ كافـة الاتفاقيات السابقة بـينهما، كـما أعـادا الـتأكـيد عـلى اتـفاقـهما عـلى الـتعاطي مـع كـافـة الـقضايـا الـعالـقة عـن طـريق الحوار المباشر.

*سادسا:

” الأطــراف الخمسة”، اتفقوا عــلى إرســاء آلــية لاتــخاذ الخــطوات الــلازمــة لتحســين الأوضــاع الاقتصاديـة للشعب الفلسـطيني طـبقاً لاتفاقيات سـابـقة بـما يـسهم بـشكل كـبير فــي تــعزيــز الــوضــع المالي للســلطة الــوطــنية الفلسـطينية. وتــرفــع هــذه الآلــية تـــقاريـــر لـــقيادات الـــدول الخـــمس فـــي نيسان عـــند اســـتئناف فـــعالـــيات جـــلسة الاجتماع في شرم الشيخ.

*سابعا:

أكد الأطراف مجـــدداً عـــلى الالتزام بعدم المساس بــالـــوضـــعية التاريخية الــقائــمة لــلأمــاكــن المــقدســة فــي الــقدس – فــعلاً وقــولاً – كــما جــددت الــتأكــيد فــي هــذا الــصدد عــلى أهــمية الــوصــايــة الــهاشــمية/الــدور الـخـاص لــلمملكة الأردنــية الــــهاشــــمية.

*ثامنا:

ضــــرورة أن يتحــــرك” الإســــرائــــيليون الفلســطينيين”، وفق اتفاق الأطراف كافة، بــشكل فــاعــل مــن أجــل الــحيلولــة دون حــدوث أى تحــركــات قــد يـكون مـن شـأنـها الـنيل مـن قـدسـية تـلك الأمـاكـن، بـما فـي ذلـك خـلال شهـر رمـضان المـبارك والـذي يـتواكـب خـلال العـام الـحالـي مـع أعياد الفصح لدى المسيحيين واليهود.

*تاسعا:

استمرار عقد الاجتماعات في إطار هذه الــصيغة، فــضلاً عــن تطلعها للتعاون بهـدف وضــع أســاس لإجــراء مفاوضات مـبـاشـرة بــين الفلســطينيين والإســرائــيليين لــلتوصــل إلــى ســلام شــامــل وعــادل ودائـــم، مـــع تـــعزيـــز الـــتعاون والـــتعايـــش بـــين كـــافـــة شـــعوب الشـــرق الأوســـط.

*عاشرا:

ووفق البيان، أعــرب الأطــراف عــن تــقديــرهــا لجــمهوريــة مــصر الــعربــية لــتنظيم واستضافة هــذا الاجــتماع، فــضلاً عــن مــساعــيها لــضمان تــحقيقه لــنتائــج إيــجابــية، وكــذلك دورهـا الـرئـيسي الـذي يهـدف لـلتوصـل إلـى تـسويـة سـلمية لـلقضية الفلسـطينية والــحفاظ عــلى التهــدئــة والاستقرار فــي المــنطقة.

*حادي عشر :

وجه الأطــراف الــشكر لـلمملكة الأردنـية الـهاشـمية والـولايـات المتحـدة الأميـركية عـلى دورهـما الـحاسـم والــرئــيسي فــي الــتوصــل لــتفاهــمات تهــدف إلــى مــنع الــتصعيد وتــعزيــز آفاق السلام.

… الغيط يبحث مع مسؤول روسي تطورات الأوضاع في المنطقة العربية

*جامعة الدول العربية وروسيا.

في ذات الوقت شهدت العاصمة المصرية، مباحثات أجراها الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، استعرضت التطورات في المنطقة العربية.

ووصفت نتائج الاجتماع عن بيان الجامعة العربية و الأمين العام خلال اللقاء الذي عقد بالقاهرة، عن الانزعاج الشديد لتدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة جراء التصعيد والعنف الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية، وبما يُنذر بالمزيد من التدهور الذي قد يؤدي إلى انفجار الموقف.

*المبعوث الأممي للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند.

.. وايضا وبالتزامن مع اجتماع شرم الشيخ، أقر المبعوث الأممي للسلام في الشرق الأوسط “تور وينسلاند” ، اليوم الأحد، بصعوبة احتواء التصعيد في الضفة الغربية والقدس بسبب انعدام الثقة بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، بينما حذرت الخارجية الفلسطينية من مغبة محاولة الحكومة الإسرائيلية اتهام الشعب الفلسطيني بأي تصعيد خلال شهر رمضان.

تصريحات ” وينسلاند، جاءت في حوار نشر في موقع “والا” الإسرائيلي،، قائلا:إنه من الصعب للغاية الاتفاق على إستراتيجية لاحتواء التصعيد في الضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان، بسبب انعدام الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما أن :” أن القيادتين، الإسرائيلية والفلسطينية، بحاجة إلى اتخاذ قرارات إستراتيجية من أجل أن يمر شهر رمضان الكريم دون تصعيد” .

المبعوث الأممي، شدد على أن تنفيذ تفاهمات اجتماع العقبة-وتاليا تفاهمات شرم الشيخ – يمكن أن يساعد في دفع الأمور نحو الاتجاه الصحيح، وأن – ذلك – يؤكد على أن ضمان الهدوء والسلام في الضفة الغربية وشرق القدس مفتاح للحفاظ على الهدوء في غزة؛ وقال إن الحكومة الإسرائيلية لا تولي اهتماما كافيا لعنف المستوطنين، لافتا إلى أنه لا يمكن تكرار حادثة حوارة.

.. وفي واقع الحال، ومنذ عقد اجتماع العقبة الخماسي في الأردن، في 26 من فبراير/شباط الماضي، لم يهدأ التصعيد والعنف الإسرائيلي لحكومة نتنياهو المتطرفة، غير المسبوق الذي انطلق ولم يتوقف ضد الشعب الفلسطيني الاعزل.

*الإعلام الصهيوني، يمزج بين العنف والتطرف ويحرض.

الموقع الاعلامي الصهيوني المدعوم ت خارجية الاحتلال الصهيوني المتطرف، “تايمز أوف إسرائيل”، حرض ضد اجتماع شرم الشيخ، وسابقا قمة العقبة وقال:”تستعد إسرائيل والسلطة الفلسطينية لعقد قمة الأحد في مصر مع تصاعد التنبيهات الإرهابية قبل رمضان.

وتابع:” أعرب قادة الجيش-الصهيوني المتطرف- عن قلقهم من التقاء العناصر المحرضة، والإحباط من تصرفات إيتمار بن غفير على الأرض التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاضطرابات.

التزمت إسرائيل بوقف مشاريع الاستيطان الجديدة في محادثات العقبة ، وفقًا لبيان مشترك صدر بعد الاجتماع ، على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفى سريعًا أن يكون هناك أي تجميد للبناء على الخط الأخضر.

 

 

وفقًا للقراءة المشتركة من اجتماع الشهر الماضي ، اتفقت إسرائيل والسلطة الفلسطينية أيضًا على تهدئة التوترات ومنع المزيد من العنف قبل حلول شهر رمضان المبارك. واتفق الجانبان على “العمل الفوري لإنهاء الإجراءات الأحادية الجانب لمدة 3-6 أشهر”، حسبما جاء في البيان الختامي لذلك الاجتماع.

كما، قالت صحيفة هآرتس إنه في اجتماع أخير مع وزير الدفاع يوآف جالانت ، قال مسؤولون عسكريون إن الاضطرابات الإسرائيلية المستمرة في الداخل ، وتراجع شعبية السلطة الفلسطينية ، وتصاعد الهجمات” القومية اليهودية “وأعمال وزير الأمن القومي – المتطرف-إيتامار بن غفير ، كلها تساهم في دولة شديدة التقلب في الضفة الغربية.

وبحسب الصحيفة ، تحدث قادة الجيش بشكل خاص عن وزير الشرطة بن غفير ، الذي كان يأمر بزيادة هدم المباني غير القانونية في القدس الشرقية. وقيل إن مثل هذا الإجراء قبل أسبوع من شهر رمضان ، تم تنفيذه في تجاهل تام للعواقب الأمنية المحتملة وتوصيات قادة الأمن.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية ان “بن غفير” اليميني المتطرف، وعد وتسدد باتخاذ موقف أكثر عدوانية ضد منازل الفلسطينيين التي تم بناؤها دون التصاريح اللازمة من إسرائيل في القدس الشرقية والضفة الغربية. وقد صاغ هدم مثل هذه المباني كجزء من جهود إسرائيل لمكافحة، ما يحرض عليه واصفا المقاومة الفلسطينية المشروعة دوليا، ب “الإرهاب الفلسطيني” ، على الرغم من عدم وجود روابط بين أصحاب المنازل التي هدمت بسبب عدم وجود تصريح في الأسابيع الأخيرة والمخالفات الأمنية، بالطبع متناسيا أنه إرهابي، وتطرف يقود عصابات توراتية وصهيونية، ضد الشعب الفلسطيني ويدعو إلى تهويد وإغلاق الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، ويدعو إلى تهويد القدس والمسجد الأقصى، الحرم القدسي الشريف.

.. في واقع الحال، ومنذ بداية العام ومع تشكل الحكومة الليكودية المتطرفة، تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، مع خلال العام الماضي ، حيث شن الجيش الإسرائيلي الصهيوني، غارات مفتوحة، في النهار والليل، في كل مدن الضفة الغربية وسط سلسلة من الهجمات المقاومة الفلسطينية، وقد تصاعدت هذه التوترات الاي سيطر فيها العنف الإسرائيلي المتطرف بشكل أكبر في الأسابيع الأخيرة ، حيث ظهرت سلسلة من الغارات الإسرائيلية القاتلة والهجمات الفلسطينية ، فضلاً عن تصاعد عنف المستوطنين.

*ما بعد شرم الشيخ؟

قد تظهر النتائج وفق الحرص، العملي السياسي الأمني، الذي يحاول وقف العنف والتطرف من الاحتلال الإسرائيلي، التي تعد إقليميا ودوليا وأمميا، مسؤولة عن أي تصعيد مباشر بحسب عنف وسلاح الأمن الإسرائيلي المتطرف أمام العالم. وهناك رؤية تشير إلى :

 

*1.:

توافق وتعزيز قوة السلطة الفلسطينية، وتحالفها بين جميع القوى الفصائل الفلسطينية من جانب أمني، دبلوماسي، يقود المرحلة بدعم عربي إقليمي ودولي أممي.

*2.:

انهيار دولة الاحتلال الصهيوني، وعنصريته التي يقودها رئيس حزب الليكود الصهيوني التوراتي المتطرف، مع تحالف حكومي متطرف متغطرس، ما أدى إلى تمرد وعصيان في الاحتلال مفاصل الجيش والأمن والقوى المدنية والقضاء في الدولة التي بدت هشاشتها واضحة أمام العالم بالذات أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

*3.:

وجود تفاهمات وضغط مؤثر من الاردن ومصر والولايات المتحدة، تجاه حقن العنصرية والعدوان المتطرف والاستيطان، والخروج عن القانون كما يقود ذلك نتنياهو، وسط حكومة من الأحزاب الدينية اليهودية المتطرفة.

*4.:

.. وقبل أيام، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، على ضرورة خفض التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإعادة الهدوء قبل شهر رمضان، وذلك على خلفية التوترات الأخيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، خاصة الضفة الغربية.

*5.:

تواصل الاحتجاجات الضخمة في إسرائيل على خلفية موافقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) على مشروع قانون “الإصلاحات القضائية” الذي قدّمته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما دفع منتقديه للخروج إلى الشوارع للتظاهر، وهي مؤشرات ما زالت تضرب الكيان الإسرائيلي المتطرف في العمق.

زر الذهاب إلى الأعلى