هل تتجه أسواق الأسهم لفورة جديدة بعد هدوء أزمة البنوك الأمريكية؟
النشرة الدولية –
ارتفعت الأسواق العالمية نهاية تعاملات، الخميس، مع استمرار الهدوء الحذر بين المستثمرين وتسرب التفاؤل لسلوك بعضهم لاسيما بعد التدخلات السريعة التي قامت بها حكومات الولايات المتحدة وأوروبا لرأب الصدع فى القطاع المصرفي.
بنهاية التعاملات اليومية، زاد مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 0.4% ، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.6%، وصعد مؤشر “ناسداك” بنسبة 0.7%.
ووسط تلك الارتفاعات اليومية، عاد مؤشر ناسداك الأمريكي رسميًا للتنصيف كسوق صاعد وذلك للمرة الأولي على مدار 3 سنوات تقريبا منذ اندلاع جائحة كورونا.
وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 1.03%، كما صعد “فوتسي 100” البريطاني بنحو 0.7%.
وزاد “داكس” الألماني 1.3%، وارتفع “كاك” الفرنسي 1.06%. فيما اختلف الوضع قليلا باليابان حيث انخفض مؤشر “نيكي” بنسبة 0.4%، ونزل المؤشر الأوسع نطاقًا “توبكس” بنسبة 0.6%.
وسجلت الأسواق العالمية بذلك صعودا كبيرًا خلال الأسبوعين الأخيرين حيث تم الاستحواذ على بنك سليكون فالي من قبل فرست ستزن بنك واجبر البنك المركزي السويسري بنك يو بي اي اس على الاستحواذ على كريدي سويس في محاولة لبث الاطمئنان بالاسواق واستعادة ثقة المستثمرين.
يشار إلى أنه وبعد انهيار بنكي “سيليكون فالي” و”سيجنتشر” دعا البيت الأبيض السلطات التنظيمية الأمريكية اليوم لتعديل القواعد المتعلقة بالبنوك.
احتمالات الكساد
وأبرز التساؤلات بين المستثمرين، هل تستمر تلك الارتفاعات؟ أكد الخبير الاقتصادي والتمويل الدكتور أحمد السيد، بتصريحات صحفية، لا نريد أن نغرق فى التفاؤل حيث أن وضع الاقتصاد العالمي مازال مقلقاً بشكل كبير وموجة التسريحات التي تقوم بها الشركات الكبري حول العالم من مختلف القطاعات تعطي انطباعاً أن الأوضاع مازالت غير واضحة بشكل كبير، واحتمالات الكساد مازالت فى الأفق.
ولفت إلى أن المستثمرين في حال حدوث أي أزمات جديدة سيكون البيع العشوائي والتراجعات العنيفة حيث طريق الأسواق، ويعتقد أن بيانات التضخم التي ستصدر عن الفيدرالي الامريكي الجمعة القادمة ستحدد بشكل كبير رؤية المستثمرين تجاه الفترة القادمة.
وأكد أنه يجب على المستثمرين اقتناص الفرص لكن بانتقائية شديدة والتركيز على الاسهم القوية ماليا والتي تعمل في قطاعات لا تتأثر كثيراً بالكساد وتوترات الأسواق، وخاصة قطاعات الرعاية الطبية والأغذية والطاقة، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك درجة عالية من المخاطرة.
ولفت إلى أن قيام الفيدرالى برفع سعر الفائده يؤكد أن النظام المصرفي الامريكي مهدد والنظام العالمى فى خطر و أن القلق و الخوف من حدوث نفس الأزمة فى القريب العاجل قد يكون وردًا.
وأشار إلى أنه بالرغم أن اوضاع القطاع المصرفي فى الدول العربية مختلفة عن مثيلتها فى اوروبا وامريكا، لكن كان للأزمة اثر كبير على الاسواق العربية منذ بداية شهر مارس الجاري، ولذلك نأمل أن يكون لهذه الانتعاشة تأثيراً إيجابية على اسواقنا المحلية.
وأوضح أن أوضاع الاقتصاد العالمي تؤثر بشكل مباشر على البورصات العربية وبالتالي فإن حدوث انتعاشة فى الاسواق العالمية ستنقل العدوي للبورصات العربية خلال الفترة القادمة ايجاباً كما نقلتها سلباً خلال الفترات الأخيرة.
تقلبات قوية
وبدوره، أوضح كبير محللي الاقتصاد من شركة إيڤست الحسن علي بكر، أن الحالة الحالية هي نوعا ما مرحلة من الهدوء الحذر بعد فترة من المشاعر السلبية التي سيطرت على الأسواق بعد الأزمة المصرفية وهو ما أعطى الأسواق دفعة جيدة خلال الأيام الماضي.
وأوضح أن الفترة الحالية تبقى محملة بالكثير من الأحداث التي تجعل المستثمرين ينتظرون إلى فترة تقلبات قوية ما بين ارتفاعات وانخفاضات حيث إن الفترة الحالية تحمل العديد من اعلانات الشركات لنتائجها ربع السنوية وهو ما يجعل المخاطر الغير منتظمة تسيطر في بعض الأحيان على أداء الأسهم.
وأشار إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تحركات فردية في بعض أسعار الأسهم وسط المخاطر المنتظمة المتمثلة في ترقب الخطوات القادمة من البنوك المركزية بعد الأزمة الأخيرة.
ولفت إلى أن التحركات القادمة للفيدرالي الأمريكي بشكل خاص قد تحمل بعض الأنباء الإيجابية لمستثمري حيث أن مرحلة السياسة التشددية التي اتبعها خلال الفترة الماضية ومسلسل رفع الفائدة قد يشهد بعض التحول خلال الفترة المقبلة وهو ما قد يحمل للأسواق بعض من القوة.
وأكد أن الأسواق لاتزال تنظر بحذر لاي تطورات جديدة في الأزمة المصرفية والتي يمكن لأي حدث جديد أن يعيد حالة الخوف إلى الأسواق من جديد ولذلك تبقى النظرة نحو ارتفاعات حذرة لأسواق الأسهم خلال الفترة المقبلة.
وعلى ذات الصعيد، أكد أحمد فهمى المحلل الفنى بأسواق الأسهم أنه لطالما الفيدرالى يقوم برفع سعر الفائده فان النظام المصرفى الامريكى مهدد والنظام المصرفى العالمى ويوجد بعض القلق والخوف من حدوث مشابه لسيلكون فالي فى القريب العاجل ومن ثم سيؤثر على أسواق الأسهم.