ثلاث قضايا أرقت الأردنيين.. وجوبلز علق الجرس فمن يقرعه؟
بقلم: صالح الراشد

صالح الراشد

كثر الحديث عن الاعلام الجديد والإعلاميين الجدد، وأنهم المنافسون لأصحاب المهنة، وذهب عديد المحاضرين لاعلاء شأنهم وآخرون وضعوهم في مصاف الصحف والمواقع، فيما ابتعد عدد قليل بخيالهم وصنفوا بعضهم قبل المحطات الفضائية، وهنا اشتعل الصراع بين الاعلاميين الجدد أنفسهم وأخذوا يتسابقون على نشر الأخبار دون التأكد من مصداقيتها، ودون معرفتهم لنقص ثقافتهم بخطورة فحواها وانعكاس ما فيها على المجتمعات والشعوب، بل ان البعض وحتى يدخل في مجال السباق واحتلال مراكز متقدمة في تصنيف الاعلاميين الجدد أخذوا بنشر أخبار كاذبة الغاية منها جذب القراء فقط.

الكاذبون الجدد الذين يطلق عليهم بجهالة الاعلاميين الجدد لا يملكون في غالبيتهم ثقافة المهنية ومعرفة أصول القياس لسلامة الخبر المنشور ، ولا يعرفون مصدر الخبر لذا تستغلهم الجهات المعادية لنقل رسائلهم كما تفعل الوحدة الصهيونية “8200” المتخصصة في الحرب الالكترونية، حيث تقوم بارسال الاخبار المرغوب ترويجها من خلال اسماء مستعارة ليقوم الكاذبون الجدد باعادة نشرها دون تحقق من دقة وسلامة المعلومات في ألخبر المزعوم، ليساهموا في صناعة الضبابية في المجتمعات وهو ما يزيد من أعباء الراشدون في الاعلام ويجعل مهمتهم في إنارة الطريق وتوضيح المقصود من نشر هذه الأخبار غاية في الصعوبة.

ما حصل في الأيام الأخيرة شكل حالة إنحدار إعلامي فالأخبار كثيرة لكنها غير موثقة بمصدر واضح، وحدث هذا الامر في قضايا المرأة التي سرقت الحليب وتسببت في غليان في المجتمع، ليثبت في النهاية أنها قصة ملفقة، وقصة تأجيل أقساط شهر نيسان نشرت المواقع ووسائل التواصل أكثر من خبر تشير إلى تأجيل الأقساط ثم قامت جمعية البنوك بالاعلان انه لم يكن هناك حوار حول الموضوع، وهناك قضية السيول حين تم نشر قائمة ضخمة باسماء أشخاص جرفتهم السيول مع الحافلة التي تقلهم ثم نفتها القوات المسلحة.

ويبدوا أنه لا يوجد من يراقب أو يتابع هذه الافتراءات، وكيف مرت هذه القضايا دون تحقيق ودون حساب ودون معرفة الاسباب الحقيقية لترويج هذه الافتراءات التي عبثت بالشعب، فهل أصبح مباحاً للدجالين الجدد والمواقع التي تنساق ورائهم الكذب علانية أم لا يوجد من يهتم بالسلامة الفكرية للمجتمع الأردني، لقد شكلت هذه الكذبات أجواء سلبية وغضب شعبي، وتلاعب مروجوها في أعصاب الشعب، فهل يجوز ترك من يعبثون بالمجتمع الأردني دون حساب.؟!!

آخر الكلام:

ستظل كلمات جوزيف جوبلز وزير اعلام المانيا النازية في عهد هتلر خالدة، بعد أن ثبت صحتها ودقتها في بناء الشعوب وخطورتها في قدرة الاعلام على تجهيلهم حين قال: ” أَعطِني إعلاماً بلا ضمير أُعطِكَ شعباً بلا وعي”، فهل المطلوب أن يكون الشعب بلا وعي في ظل ازدهار وانتشار عمل من هم بلا ضمير.؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى