هل يمكن إنهاء “حصانة وسائل التواصل الاجتماعى” .. كما يريد بايدن؟
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الرئيس الأمريكى جو بايدن يدعو فى مطالبة رئاسية، من الكونجرس: «إنهاء حصانة وسائل التواصل الاجتماعي»، جاء ذلك فى قمة البيت الأبيض حول «العنف الذى يغذى الكراهية»، بحسب تقارير نشرتها عديد وسائل الإعلام الأمريكية والدولية، كشفت محتواها رويترز ووكالة أسوشيتد برس، وcnn، وغيرها.
أثارت كلمة بايدن، حول مبادرات متعددة لمكافحة «العنف الذى يغذى الكراهية» والعنصرية والتطرف، فى قمة، جمعت الإدارة الأمريكية وقطاع واسع من شركات التكنولوجيا الرقمية ووسائل الاتصال، تحت عنوان: «نحن نقف متحدين» وعقدت، وسط اهتمام موسع فى البيت الأبيض بواشنطن.
.. العنف الذى يغذى الكراهية
فى القمة، بهدف فهم ومعالجة «العنف الذى يغذى الكراهية»، ندد الرئيس جو بايدن بالتفوق فى بعض شرائح المجتمع الأمريكى وحث المشرعين فى الكونجرس على إنهاء «الحصانة الخاصة» لشركات التواصل الاجتماعى، التى تعد من أكبر القطاعات الجماهيرية تأثيرا فى القارة الأمريكية والعالم.
.. هنا، كان الحوار حول التحدث علنًا ضد العنصرية والتطرف، بما فى ذلك النتائج السلبية الإيجابية كافة، وألقى بايدن أفكاره للناخب الأمريكى، فى مواجهة قادة وخبراء وناجين من الهجمات العنيفة القائمة على الكراهية من الحزبى، الديمقراطى الحاكم الجمهورى، عدا عن واقع الولايات المتحدة الأمريكية الدولى والعسكرى والأمنى، بالذات فى وقت تواجه فية أزمات الحرب الروسية الأوكرانية.
* ما الهدف الأول من القمة؟
فى ملخصات التقارير والطروحات، سعى الحدث إلى «مواجهة الآثار المدمرة للعنف الذى يغذى الكراهية على ديمقراطيتنا وسلامتنا العامة، وتعبئة قطاعات متنوعة من المجتمع والمجتمعات فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، لمواجهة هذه المخاطر، وطرح رؤية مشتركة وشاملة من الحزبين لأمريكا أكثر توحيدًا؛ذلك ما يهدف إليه فريق وإدارة بايدن، وبرزت بعض والطروحات على الموقع الإلكترونى لحدث القمة، منها قول الرئيس بايدن فى القمة : «كل أشكال الكراهية التى يغذيها العنف ليس لها مكان فى أمريكا»، مستذكرًا الهجمات المختلفة، بما فى ذلك إطلاق النار الجماعى فى ملهى Pulse الليلى فى أورلاندو، فلوريدا فى عام 2016، وآخر فى سوبر ماركت فى بوفالو، نيويورك. فى وقت سابق من هذا العام.
.. أيضا، استغل بايدن القمة، ونبه بإيجاز حول أحداث 6 يناير 2021، عندما تم اختراق مبنى الكابيتول الأمريكى، قائلًا إن الحدث لا يعكس «من نحن» كأمة.
فى كيفية الأهداف، ومسار القمة، يريد بايدن من الكونجرس «محاسبة شركات وسائل التواصل الاجتماعى على نشر الكراهية». وقد لقيت التصريحات ترحيبا حارا من الحضور.
*.. الحصانة فى القسم 230.. المعنى والدلالة.
لتوضيح المرسوم القانونى، بالفصل 230 من «قانون آداب الاتصالات»، وهوالقانون الذى يشكل حجر الزاوية لشبكات الإنترنت الأمريكية، ويؤمن لـ«فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» خصوصا، حصانة من أى ملاحقة قضائية مرتبطة بمحتويات ينشرها أطراف آخرون، ويمنحها حرية التدخل على منصاتها كما تشاء.
.. يبدو أن القانون الدستورى الأمريكى يتعرض لمعركة حول دلالة الحصانة، ومستقبل العالم الرقمى، الذي قال بايدن، فى إشارة إلى القسم 230: «إننى أدعو الكونجرس إلى التخلص من الحصانة الخاصة لشركات التواصل الاجتماعى وفرض متطلبات شفافية أقوى بكثير عليها جميعًا».
.. والسؤال المثير للجدل: هل يمكن تحميل الناشرين المسئولية عن أى محتوى ينشرونه، فى حين أن منصات الوسائط الاجتماعية محمية بموجب المادة 230 من قانون آداب الاتصالات؟، وهو قانون فيدرالى يحمى الشركات عبر الإنترنت من المسؤولية المتعلقة بالمحتوى الذى ينشره المستخدمون. على وجه الخصوص، ينص جزء من القانون على أنه «لا يجوز معاملة أى مزود أو مستخدم لخدمة الكمبيوتر التفاعلية كناشر أو متحدث لأى معلومات مقدمة من مزود محتوى معلومات آخر».
.. واقع الحال؛ مكتب التحقيقات الفيدرالى، أوضح فى عام 2021 أن جرائم الكراهية فى الولايات المتحدة بلغت أعلى مستوى لها فى 12 عامًا فى عام 2020، وهى أحدث البيانات المتاحة. وقالت وزارة العدل إنها ستزيد من الجهود لمكافحتها.
* نتائج القمة.. مبادرات، لها أبعادها الدولية.
أعلنت، القمة والإدارة الأمريكية، عن المبادرات المهمة مرحليا، خلال العقد الحالى والقادم، من القطاعين العام والخاص لمعالجة العنف بدافع الكراهية، منها:
* أولا:
استثمارات بقيمة مليار دولار تدفعه مجموعة من المحسنين يطلق عليهم «New Pluralists» لجعل الممولين يدعمون جهدًا مدته 10 سنوات «لبناء ثقافة الاحترام والانتماء والتعاون فى المجتمعات والمنظمات فى جميع أنحاء أمريكا» و«الوقوف فى الخلف العمل الأساسى للوحدات الشجاعة والمعالجين والجسور».
* ثانيا:
أفصح المدعى العام الأمريكى ميريك جارلاند فى القمة أن جميع مكاتب النيابة العامة الأمريكية البالغ عددها 94 ستعمل على مبادرة «متحدون ضد الكراهية» خلال عام 2023، ومن ذلك أكملت مكاتب المحامين الأمريكية فى ماساتشوستس ونيوجيرسى والمنطقة الشرقية من واشنطن برامج تجريبية متحدة ضد الكراهية». «وأعلن أن هذه المبادرة ستتوسع لتشمل 16 مكتبًا إضافيًا للمدعين العامين فى الولايات المتحدة وسيتم إطلاقها فى جميع مكاتب المحامين الـ 94 الأمريكية خلال العام المقبل».
* ثالثا:
يعمل مكتب الإرهاب والاستخبارات المالية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية على تطوير موقع على شبكة الإنترنت لـ«التقارير والموارد الرئيسية المتعلقة بتمويل التطرف العنيف المحلى للمساعدة فى إعلام القطاعين العام والخاص».
* رابعا:
ستجرى وزارة الخزانة أيضًا مشاركة استراتيجية مع المؤسسات المالية الإقليمية فى جميع أنحاء الولايات المتحدة لمناقشة المخاطر المرتبطة بتمويل التطرف العنيف المحلى، وستعقد ورشة عمل مع شركات العملات الافتراضية حول الاستخدام المتطرف العنيف المحلى للأصول الافتراضية».
* خامسا:
مبادرات نوعية من أربع شركات تكنولوجية – YouTube وTwitch وMicrosoft وMeta – عن الإجراءات التى تتخذها لمكافحة التطرف العنيف عبر الإنترنت.
* سادسا:
قال موقع YouTube إنه من بين إجراءات أخرى، سيزيل «المحتوى الذى يمجد أعمال العنف بغرض إلهام الآخرين لارتكاب الأذى أو جمع الأموال أو التجنيد، حتى لو لم يكن منشئو مثل هذا المحتوى مرتبطين بجماعة إرهابية محددة».
* سابعا:
تشارك Meta، المعروفة سابقًا باسم Facebook، فى شراكة بحثية جديدة مع مركز Middlebury Institute للدراسات الدولية حول الإرهاب والتطرف ومكافحة الإرهاب (CTEC). سيحلل البحث اتجاهات التطرف العنيف والأدوات التى تساعد المجتمعات على مكافحته.
* ثامنا:
تطلق Twitch، وهى منصة بث مباشر تملكها أمازون، أداة جديدة «لتسريع التزامها المستمر بردع الكراهية». الأداة «تمكّن مشغلى البث ومجتمعاتهم من المساعدة فى مواجهة الكراهية والمضايقات وإضفاء الطابع الفردى على تجربة الأمان لقنواتهم.» لم يتم الإعلان عن تفاصيل حول الأداة الجديدة.
* تاسعا:
تعمل Microsoft على «توسيع نطاق تطبيقها لاكتشاف العنف والوقاية منه وأدوات الذكاء الاصطناعى (AI) والتعلم الآلى (ML) واستخدام الألعاب لبناء التعاطف لدى الشباب».
كما طورت Microsoft بعض أدوات الذكاء الاصطناعى / التعلم الآلى «التى يمكن أن تساعد فى الكشف عن التهديدات الموثوقة للعنف أو السلامة العامة»، وستجعل هذه الأدوات أكثر أساسية وبأسعار معقولة بحيث يمكن للمدارس والمؤسسات الأصغر استخدامها «للمساعدة فى منع العنف».
وفى نفس الوقت، تعمل Microsoft أيضًا على تطوير «تجربة جديدة» لـ Minecraft: الإصدار التعليمى – نظام أساسى قائم على الألعاب للتعلم الإبداعى – «لمساعدة الطلاب والأسر والمعلمين على تعلم طرق لبناء عالم أفضل وأكثر أمانًا عبر الإنترنت وخارجه من خلال الاحترام والتعاطف والثقة والسلامة».
.. حال التقنيات الرقمية، بما فى ذلك وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها من المنصات عبر الإنترنت، أمام مواجهة من الإدارة الأمريكية، القناعة مؤسسة الرئاسة أن هذا العالم الرقمى، أدى إلى «انتشار الإيديولوجيات المتطرفة العنيفة والتعبئة للعنف – والتى يجب أن يتحمل قطاع التكنولوجيا مسؤوليتها».
.. قد تمتد هذه القمة، لتصبح نسخها منتشرة حول العالم، لوضع الإطار للمبادرات الدولية والأممية، التى ستحد- قطعا- من الحريات، وتبدأ فواصل من الحروب السيبرانية والإعلامية والاقتصادية الرقمية، التى، ستجد مناخها ظلال الأزمات والحروب، الهجرات وتوسع دوائر اللاجئين والموت المجانى فى مختلف دول العالم، بالذات فى المنطقة والإقليم.