ضخ الأوكسيجين يُمكن أن يكون حلّاً لألم الصداع النصفي
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
يمكن أن يساعد قناع الوجه الذي ينفث الأوكسيجين في علاج الصداع النصفي. ويُعتقد أن الجهاز يعمل على تقليل الالتهاب في الخلايا العصبية التي تسبب الألم. ويتم الآن اختباره في تجربة على 160 مريضا.
ويسبب الصداع النصفي نوبات صداع مؤلمة يمكن أن يصاحبها غثيان واضطراب في الرؤية وحساسية للضوء والصوت والروائح. ولم يتم فهم السبب الدقيق لهذه الهجمات بشكل كامل. وتقول إحدى النظريات إنه نتيجة تنشيط خلايا الدماغ للعصب الثلاثي التوائم، وهو أحد الأعصاب الرئيسية في الوجه، والذي ينقل إشارات الألم مرة أخرى إلى الدماغ.
ويؤدي هذا إلى إطلاق مواد كيميائية تؤدي إلى تهيج الأوعية الدموية على سطح الدماغ وتسبب انتفاخها، ما يؤدي إلى تنشيط إشارات ألم إضافية. ولا يوجد علاج للصداع النصفي، العلاجات الرئيسية هي المسكنات والأدوية التي تسمى التريبتان، والتي تعمل على تقليل الالتهاب وتضييق الأوعية الدموية في الرأس، وتخفيف الألم.
ومع ذلك، فإن هذه الأدوية لا تعمل دائما ويمكن أن يكون لأدوية التريبتان آثار جانبية مثل الغثيان وجفاف الفم والنعاس.
ويستخدم العلاج بالأوكسيجين بالفعل في علاج الصداع العنقودي، نوبات الألم الشديدة في جانب واحد من الرأس، وغالبا ما يتم الشعور بها حول العين، والتي تؤثر في واحد من كل 1000 شخص.
وفي هذه الحالة، يتم إعطاء المرضى اسطوانات من الأوكسيجين لاستخدامها في المنزل وأثناء التنقل؛ يتم إرفاقها بقناع للوجه ويتم تفعيلها عند ظهور العلامات الأولى لنوبة مؤلمة. وهناك بعض الأدلة على أن الأوكسيجين يقلل من الالتهاب والنشاط في الخلايا العصبية المرتبطة بالصداع العنقودي – وقد تم اقتراح آلية مماثلة لتخفيف الصداع النصفي.
وتأتي تجربة الصداع النصفي الجديدة في أعقاب دراسة سابقة أجراها مستشفى ماساتشوستس العام على 22 مريضا، حيث كانت أجهزة الأوكسيجين فعالة أربع مرات مثل العلاج الوهمي (المملوء بالهواء) في تخفيف الألم. وكانت نسبة تخفيف الغثيان أعلى أيضا في مجموعة الأوكسيجين – 42% مقارنة بـ 23%، وكان هناك تحسن أكبر في الأعراض البصرية، 36% مقابل 7%.
الآن، سيتم تقديم مسكنات الألم القياسية المضادة للالتهابات لـ 160 مصابا بالصداع النصفي الذين يطلبون المساعدة في A&E في مستشفى أنقرة للأبحاث في تركيا عند أول إشارة للألم، وسيحصل نصفهم أيضا على العلاج بالأوكسيجين، عبر قناع يوفر 10 لترات من الأوكسيجين لكل دقيقة. وسيتنفسون الأوكسيجين لمدة تصل إلى ساعة، وستتم مقارنة مستويات الألم قبل وبعد في المجموعتين.
وقال الدكتور أندرو داوسون: «من الجيد دائما رؤية المزيد من الأبحاث حول الصداع النصفي خاصة مع خيارات العلاج التي من غير المرجح أن تسبب آثارا جانبية سيئة. الدليل على استخدام الأوكسيجين في الصداع العنقودي غير مثير للجدل سريريا وهو مدرج في إرشادات NICE. وقد تم اقتراح الأوكسيجين كعلاج محتمل للصداع النصفي، وإذا كانت الدراسة الجديدة إيجابية، فسنحتاج إلى تقييم مدى قوة الدليل وموازنة ذلك مع المشكلات اللوجستية لإيصال الأوكسيجين المنزلي للمرضى».