إجلاء طاقم السفارة الأميركية بالخرطوم مع دخول المعارك في السودان أسبوعها الثاني

النشرة الدولية –

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد، أن القوات الأميركية قامت بإجلاء موظفي سفارة الولايات المتحدة لدى الخرطوم، حيث دخلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعها الثاني.

وخلف القتال في السودان مئات القتلى وآلاف الجرحى، بينما يحاول السودانيون التأقلم مع انقطاع الكهرباء ونقص المواد الغذائية.

وقال بايدن في بيان “اليوم بناء على أوامري، نفذت القوات الأميركية عملية لإخراج موظفين حكوميين أميركيين من الخرطوم. أنا فخور بالالتزام غير العادي لموظفي سفارتنا في الخرطوم الذين أدوا واجبهم بشجاعة ومهنية”.

وأعرب بايدن عن شكره لـ”المهارة الفائقة لجنودنا الذين قاموا بنقلهم إلى بر الأمان”، مضيفا أن جيبوتي واثيوبيا والسعودية ساعدت في هذه العملية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة علقت بصفة مؤقتة العمليات في سفارتها بالخرطوم، وأجلت جميع الموظفين الأميركيين وعائلاتهم بأمان في ظل استمرار العنف في السودان.

وأضاف بلينكن في بيان “سنواصل مساعدة الأميركيين في السودان في التخطيط لسلامتهم وإطلاع المواطنين الأميركيين في المنطقة على أحدث تطورات الوضع هناك” مكررا الدعوات لطرفي الصراع بتمديد هدنة العيد وتوسيع نطاقها على نحو عاجل من أجل وقف دائم للأعمال القتالية.

وكانت قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو في السودان قد غردت قبل ساعات أنها “قامت فجر الأحد، بالتنسيق مع بعثة القوات الاميركية المكونة من 6 طائرات بغرض إجلاء الدبلوماسيين وأسرهم”.

وأعلنت دول أجنبية عدة أنها تستعد لإجلاء محتمل لآلاف من رعاياها، على الرغم من استمرار إغلاق المطار الرئيسي في السودان.

وكان أكثر من 150 شخصا من السعوديين ورعايا دول أخرى قد وصلوا بحرا إلى جدة السبت، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك.

وأشارت الخارجية السعودية إلى أن الأجانب هم من 12 دولة هي الكويت وقطر والإمارات ومصر وتونس وباكستان والهند وبلغاريا وبنغلادش والفليبين وكندا وبوركينا فاسو، وبينهم “دبلوماسيون ومسؤولون”.

ومع نقل القوات البحرية السعودية للرعايا المدنيين عبر البحر الأحمر من بور سودان إلى جدة، استؤنف القتال في الخرطوم بعد هدنة وجيزة شهدت وقفا لإطلاق النار في أول ايام عيد الفطر الجمعة.

وأكد قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في بيان موافقته على “طلب عدد من الدول تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد”، و”تقديم المساعدة اللازمة لتأمين ذلك”.

وأفاد البيان بأنه “ينتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات التي تطلب دولها ذلك خلال الساعات القادمة”.

وتابع بأن كلًا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستقوم بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها جوا “بطائرات نقل عسكري من الخرطوم، ويتوقع الشروع في ذلك فورا”.

وشدّد البرهان لقناة “العربية” على أن “كل المطارات تحت سيطرة الجيش”، باستثناء مطارَي الخرطوم ونيالا بولاية جنوب دارفور حيث “توجد إشكالية”.

رائحة دماء

وتوقفت الانفجارات العنيفة التي هزت الخرطوم في الأيام الأخيرة ليل الجمعة السبت، بعد إعلان الطرفين القبول بهدنة لمناسبة عيد الفطر. لكن إطلاق النار والانفجارات تجددت صباح السبت.

وكان الجيش أعلن الجمعة، أنه “وافق على وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام” بمناسبة عيد الفطر، دعا إليه قبل يوم واحد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وقال دقلو في بيان إنه “ناقش الأزمة الحالية” مع غوتيريش و”ركز على الهدنة الإنسانية والممرات الآمنة وحماية العاملين في المجال الإنساني”.

ويصعب كثيرا معرفة تفاصيل التطورات الميدانية في ظل خطر التنقّل، فيما يؤكد كل من الطرفين تقدمه. لكن لا يمكن معرفة من يسيطر على ماذا في العاصمة التي هجر شوارعها المدنيون.

في الخرطوم، التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، قلب الصراع حياة المدنيين الذين احتموا يتملكهم الرعب داخل منازلهم من دون كهرباء في أجواء من الحرّ الشديد.

ويجازف عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية على نحو عاجل أو للفرار من المدينة.

وقال أحد السكان سامي النور، إن العيد يجب أن يكون “مع الحلويات والمعجنات وأطفال سعداء وتحية الأقارب”، لكن بدلاً من ذلك هناك “إطلاق نار ورائحة دماء حولنا”.

خلال المعارك العنيفة في الخرطوم خلال الأيام الماضية، شنّت طائرات مقاتلة ضربات على مواقع عدة، بينما جابت دبابات الشوارع وأطلق الرصاص والمدفعية في مناطق مكتظة. لكن العنف امتد إلى أنحاء أخرى من البلاد ايضا.

واتهم الجيش في وقت متأخر من الجمعة، قوات الدعم السريع بشنّ هجمات في المدينة التوأم للعاصمة أم درمان حيث أخرجوا “عددا كبيرا من نزلاء” أحد السجون. لكن “الدعم السريع” نفت ذلك.

ووقعت معارك في إقليم دارفور في غرب السودان حيث قالت منظمة أطباء بلا حدود في مدينة الفاشر إن الوضع “كارثي”، و”لا يتوفر عدد كافٍ من الأسرّة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل”، وبينهم عدد كبير من الأطفال.

توقف المستشفيات

قالت منظمة الصحة العالمية إن 413 شخصًا قتلوا وأصيب 3551 بجروح في القتال في جميع أنحاء السودان، لكن يُعتقد أن العدد الفعلي للقتلى أكبر من ذلك.

وقالت لجنة أطباء السودان إن أكثر من ثلثي المستشفيات في الخرطوم والولايات المجاورة “توقفت عن العمل”. وتعرضت أخرى للنهب وقُصفت أربعة مستشفيات على الأقل في ولاية شمال كردفان.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن العنف قد يوقع ملايين آخرين في براثن الجوع في بلد يحتاج فيه 15 مليون شخص – أي ثلث السكان – إلى المساعدات.

ودعت مجموعة الأزمات الدولية إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف الانزلاق إلى “حرب أهلية شاملة”.

 

Back to top button