مهرجانات بعلبك خلطة فنيّة مُتقنة حيث المجد سيسطع في عين الشمس
النشرة الدولية –
برس بارتو – تغطية زلفا عسّاف –
تلك الهامة المترامية وسط سهل البقاع الأبيّ، شامخة في العُلى، تحتضن تاريخها العملاق الذي غازل حقبات مُتعدّدة تركت في خباياه حكايا عصور.
إنها بعلبك التي أطلق عليها قدامى العرب إسم الإله بعل، ولا زالت منذ بزوغها شاهدة على الحضارة والعنفوان. مدينة لطالما اتسمت بعمق أصالتها، وشجاعة فرسانها وطيبة أهلها وكرم ضيافتها.
هناك حيث تُقبِّل الشمس جبين القلعة بين معبدي باخوس وجوبيتر، عقدت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدوليّة نايلة دو فريج مؤتمراً صحافيّاً، بحضور نائبة لجنة المهرجانات جمانة دبانة، وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصّار ، وممثّل وزير الثقافة حيان حيدر ، محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر، رئيس بلديّة بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، وممثلة شركة CMACGM راعية الحفل، ماندي باسيل، ووجوه إعلاميّة ورسميّة.
منذ انطلاقة مهرجانات بعلبك الدوليّة العام 1956، لا زالت هذه المهرجانات عنواناً عريضاً للتاريخ الفنيّ الذي تعمّدت أركانه التي حصلت على شرف الحضور على أدراجها، بشرف المشاركة في أصالة التاريخ عبر السنوات.
إستهلّت رئيسة لجنة المهرجانات دو فريج كلمتها بالترحيب، واعتبرت أن الإصرار على إقامة المهرجانات هو رغبة “في إلقاء القليل من الضوء في النفق المظلم” ذاك أن المهرجان متمسّك “بالحفاظ على هذا الإرث الثقافي”.
ووصفت المهرجان لهذا العام ” بالقوة المتحركة التي يدعمها مجتمع متكامل من الداعمين والفنانين والمتعاونين المصممين على إعطاء بعد أوسع لمعركتنا الثقافية هذه”. شاكرة كل الجهات والمؤسسات والداعمين لهذا العام في ظل الأزمة التي نعيشها ليبقى المهرجان صامداً.
وقد استقطب المهرجان في تاريخه عبر السنوات، كبار الفنانين اللبنانيين والعالميين، جاذباً السيّاح ومحبي الفن. وقد توقّع وزير السياحة وليد نصّار أن تكون حركة السياحة الداخليّة واعدة لهذا العام، لا بل ستفوق ما كانت عليه العام الفائت. مشيراً الى أن ” لجنة المهرجانات أثبتت عن حسن إدارة وارادة قوية وايمان بمدينة بعلبك ولبنان، وانعكست هذه الثقة عند اللبنانيين والداعمين. وأضاف: “طلبنا من كل المهرجانات أن تساهم بمشروع أو القيام بأي أمر لدعم البلدة أو المدينة التي يقام فيها المهرجان، والآن تعلن لجنة مهرجانات بعلبك عن ليلة للفنان ملحم زين يخصص ريعها لبلدية بعلبك، وهذا يثبت أن لجنة مهرجانات بعلبك تلتزم بهذا القرار”.
وأعرب الدكتور حيان حيدر، أن “هذه المناسبة طالما كانت ومنذ نصف قرن ونيف عابرة لمفاهيم الثقافة ونظم الحضارة، وقواعد تواصل الإنسان بوسائلها وأدواتها وإبداعاته.” معتبراً أن الأوضاع والنكبات لن تمحو “إسم مهرجانات بعلبك الدولية من صفحات التاريخ، وعلى رغم التوقف القسري من حين إلى آخر، فالمهرجانات بقيت لها من يحميها، ومن يعليها“.
من جهته، أعرب محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر عن سعادته “بالفوز في التحدي للحفاظ على المهرجانات الدولية خاصة في مدينة بعلبك تحديدا، رغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها حالياً، وقال: ” اليوم الرسالة الثقافية التي توجهها لجنة المهرجانات تتخطى إقامة بعض الحفلات، وإنما هي رسالة ثقافية سياحية، ورسالة صمود لبلد يتعذب منذ فترة طويلة، وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، وشح الإمكانيات للجنة المهرجانات، ولكن الأفكار الخلاّقة والعلاقات الموجودة تسمح لنا بأن نتمكن من الإستمرار سنة جديد”.
وبدوره رأى رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل أنه ” في ظل هذه الأزمة التي يعيشها وطننا الحبيب لبنان اقتصادياً وسياسياً، دائما يكون هناك بارقة أمل، شعلة تحملها لجنة مهرجانات بعلبك لإحياء مهرجانات بعلبك الدوليّة ضمن الإمكانيات المتوفرة. فكل الشكر والتقدير لكل من ساهم في استمرارية هذا الحدث الثقافيّ الفنيّ المميّز طيلة هذه السنوات في مدينة الشمس والحضارة بعلبك”.
وأشارت ماندي باسيل ممثلة المجموعة الراعية إلى أن “مجموعة CMA CGM الشريك التاريخي لمهرجانات بعلبك الدوليّة، بقيت لأكثر من عقدين وفيّة للمهرجان من خلال مواكبته في أبعاده الثقافيّة والفنيّة المختلفة”. ولفتت الى أنه “على مدى السنوات ال 24 الماضية، أكّدت المجموعة دعمها للمهرجان لأهمية تعزيز الثقافة وتشجيع الشعب اللبناني على أن يبقى متمسكاً ببلده ومؤمناً بمستقبله”.
وأعلنت نائبة رئيسة المهرجان جمانة دبانة برنامج المهرجان .
برنامج الإحتفال
يُقدِّم مِهرجان الإحتفال باقة منوّعة من الفن العربي والعالمي ضمن 5 حفلات تمتدّ بين 1 و16 تموز المقبل، مُزجت فيها خيارات اللجنة بين أنواع عدّة من الفنون والفنانين لتُقدّم باقة تستهدف جميع الأذواق من العزف على التشيللو الى الموسيقى الصوفيّة والفلامينكو والرقص المعاصر كما والباليه، وبذلك يكتمل المشهد لحدث ثقافي يؤمن للبنان المكسور جناحاً كي يُحلّق في سماء الفن والثقافة ويرفع راية الأمل.
-1 تموز موعد مع حفل “جالا روبرتو بوليه وأصدقاؤه”، يتضمن لوحات رقص باليه ورقص معاصر مع نجم دار “لا سكالا” في ميلانو روبرتو بوليه، برفقة راقصون وراقصات.
-2 تموز تُطلّ فرقة الكندي الموسيقيّة الصوفيّة الحلبيّة ودراويش دمشق التي انطلقت العام 1983. وترافق منشد الفرقة الشيخ حامد داود، مجموعة موسيقيين ودراويش.
-7 تموز ليلة النكهة الخاصّة بالمهرجان بحيث سيكون الجمهور على موعد مع حفل موسيقيّ أنتج خصيصاً لمهرجانات بعلبك بعنوان: “الجذور في أيدينا. من إسبانيا ولبنان” بمشاركة الفنان ناتشو أريماني. يضم راقصة فلامنكو والمغنيّة فابيان ضاهر وجوقة جامعة القديس يوسف، إضافة إلى موسيقيين من لبنان وإسبانيا.
– 14 تموز سيُحيي الفنان البعلبكي ملحم زين حفلاً مميّزاً يستعرض خلاله أسلوبه الغنائيّ المميز، حفلة سيحضرها أهالي مدينة بعلبك وتسمى “حفلة أهل البلد”.
-16 تموز يُختتم المهرجان بحفل “فودو تشيللو”، مع المغنيّة الفرنسيّة الإفريقيّة “إيماني” هذا العرض الذي يعتبر مزيجاً بين العشق الساحر في نغمات ايماني العميقة وايقاعات ثمانية من عازفي التشيلو لا زال يجوب أوروبا ويحقق نجاحاً واسعاً.
يمكن الحصول على التذاكر من خلال
Virgin Megastores
أونلاين عبر www.ticketingboxoffice.com
وللاستعلام: 01217810
https://youtu.be/DoPpwlUbpC4
حكايا روت للتاريخ والثقافة أمجاداً لا تنتهي بين أقسام القلعة من الدكة والرواق المقدّم والبهو المسدس والساحة الكبيرة والمذبح والبرج، وبين برج المملوكي ومعبد جوبيتر وباخوس التي ستشهد هذا العام حركة سياحيّة واعدة وبخاصة طيلة فترة المهرجان الذي سينعكس على بعلبك إيجاباً من الناحية السياحيّة.
شاهد المؤتمر
https://youtu.be/8bMuHW7dlk0