نحتاج آلام أصحاب الضمائر
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
طالب السيد طارق السويدان، عضو الإخوان المسلمين، وفي أوج اضطرابات وثورات تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن، قبل عشر سنوات تقريباً، في تغريدة شهيرة (13/7/2013) بـ«أن ينصر الله الثورة السورية، ويتمم نجاح الثورة المصرية والتونسية والليبية واليمنية»!
وفي حديث تلفزيوني يقول: «.. هذه رسالة مني لعلماء (السلاطين)، الذين يطالبون البشر بطاعة (ولي الأمر)… لا (طاعة لولي الأمر)»!
وفي شريط آخر، يقول مخاطباً الحضور: «إن لم تتوافر لكم حقوقكم فجاهدوا وكافحوا وناضلوا وابذلوا الدم، بكل الوسائل، لنيل حقوقكم».
وفي مناسبة ثالثة، ورداً على سؤال، يقول: «أنا لم أدعُ إلى السلمية في ليبيا. كان لا بد من مواجهة القذافي بالسلاح. ولما خرجت أول مجموعة، كنت أعرف أسماء بعضهم، وهم من الشباب الذين قمت بتدريبهم».
لأسباب ربما تتعلق بتاريخ الرجل، أو بانكشاف أمور كانت خافية، تغيّرت مواقف الحاج طارق، وتغيّرت لهجته فجأة، وانقلبت بوصلته الثورية 180 درجة، فظهر على وسائل الإعلام مصرحاً: «.. أنا أقولها بوضوح.. أنا لست مع الثورات.. أنا أعتقد أنها تؤدي إلى الخراب، وتؤدي إلى التدمير، وتؤدي إلى مصائب وتؤذي الشعوب. والآن هذه الثورات حدثت، وأنا ليس لي دور في صنعها.. وليس لي دور في دعمها مالياً أو بسلاح، وما لي دخل في هذا إطلاقا؟!».
من حق المعجبين بالسيد طارق عليه معرفة السر الذي دفعه إلى تغيير بوصلة توجهاته بتلك الحدة؟
***
حصل «ع» على الجنسية الكويتية، وهو عسكري، وله زوجة من مواليد 1947، وله منها 3 أولاد: الأول «ص» والثاني «ت» من مواليد عام 1946، أي أنهما ولدا بـ«معجزة ما» قبل أمهما، وهذا من واقع مستندات رسمية.
أما الثالث «م» فقد ولدته أمه في العام نفسه الذي ولدت به، وهذه معجزة «أرضية» ثالثة!
انكشف أمرهم، وغالباً بمحض الصدفة، وتبيّن تزوير جنسياتهم، فهربوا جميعاً من البلاد، لكن سرعان ما عاد اثنان منهم إلى البلاد، بعد تغيّر بعض القيادات العسكرية، وتوفي الثالث في الخارج، ومرّت منذ حينها مياه كثيرة تحت الجسر!
***
السؤال، أو الأسئلة التي تشغل بال كل مخلص لهذا الوطن، وكل متألم من تدهور أوضاعه، وكل حزين على ما آلت إليه أموره، لماذا وصلنا إلى هذا الدرك المنحدر من التسيب الإداري والأخلاقي؟
لماذا لم نسمع بمحاسبة من أعطى هؤلاء جنسيات وطن نادر وغال؟ كيف تمر على المسؤولين مستندات رسمية تبيّن أن الأم ولدت بعد تاريخ ولادة أبنائها؟
وكيف سمح بعودة هؤلاء إلى الكويت تالياً؟ وهل أعيدت لهم الجنسية؟
في غياب جهة يمكن أن نخاطبها، فلا وزارة جادة، ولا مجلس منعقد، فلم نجد أمامنا غير مخاطبة أصحاب الضمائر الحية، لتتعب معاناتهم وآلامهم، وهي تقرأ ما كتبناه وما سبق أن قاله الراحل الكبير عبداللطيف الغانم، رئيس المجلس التأسيسي ورئيس لجنة وضع الدستور، قبل 40 عاماً، إن مجلس الأمة يتراجع بدلاً من أن يتقدم بسبب التجنيس العشوائي، الذي زاد أعداد الكويتيين خلال 20 سنة من 120000 نسمة إلى 600000 بدلاً من الزيادة الطبيعية المقدرة بـ270 ألفاً، أي بنسبة %5 سنوياً. كما أن معظم من تم تجنيسهم أميون لم يفيدوا البلد بل أصبحوا عالة عليه.