“حملة اقرأ وتذوق” من الكويت إلى معرض تونس الدولي للكتاب
أمل الرندي: نهدف إلى إقناع الطفل بالتخلي عن الوجبات الجاهزة
النشرة الدولية –
بعد انطلاقها في مدارس حكومية وخاصة في الكويت، برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبدعم من جمعية جود الخيرية، وبعد مشاركتها أنشطة معرض كبير مثل معرض القاهرة للكتاب في أواخر يناير الماضي، حطت “حملة اقرأ وتذوّق” في تونس، بدعوة من معرض تونس الدولي للكتاب الـ37، لتكون الورشة التي تقيمها فيه واحدة من 300 نشاط للأطفال، يقيمها واحد من أهم المعارض العربية، ووسط تفاعل عدد كبير من الأطفال مع نشاط الحملة، أقامت الكاتبة الكويتية أمل الرندي، مديرة الحملة، ورشة ناجحة للأطفال، حاملة معهاكتاب “غذاء أمي اللذيذ”، الذي وزعته على الأطفال مجاناً، ففرحوا به وقلّبوا صفحاته، وشاهدوا رسومه الجميلة، وهو من تأليفها وإسهامالمعالجة الغذائية الكويتية د. مي الهزاع في تصويب الناحية العلمية فيه، وقد صدر في الكويت عن جمعية جود الخيرية، وأبدعت في رسومه الفنانة السورية منال محجوب، وهوعبارة عن قصة جميلة مطبوعة بحجم كبير.
حلّ هذا النشاط في “ركن امرح وتعلم” التابع لفضاء الأطفال في المعرض،وتديره الكاتبة التونسية الناشطة وفاء المزغني. وقد ساعد الرندي في تقديم ورشتها التي أقيمت تحت شعار (طعامك سر صحتك وقوتك) ضيفا الورشة التونسيان، المختصة بالتغذية سنية العوني بن رجب، وكابتن اللياقة البدنية رضا قطاط. فقد تطوعتبن رجب، لإحياء الورشة،ومنحت وقتها للأطفال، بمبادرة طيبة منها، وأعطت الأطفال نصائح غذائية مهمة، مشيرة إلى ما ورد منها في القصة، لتكمل ما قدمته أمل الرندي من شرح لأهداف القصة، محفزة الأطفال على تبني وصفات غذائية صحية تحافظ على صحتهم وبنيتهم الجسدية. كما صب عمل كابتن اللياقة البدنية رضا قطاط في هدف القصة، عندما وجه الأطفال نحو الاهتمام بصحتهم من خلال إجراء التمارين الرياضة بشكل دائم، وعدم إهمال أجسادهم في الجلوس مطولاً أمام الأجهزة الإلكترونية. وأبدى الأطفال رغبة قوية في التفاعل مع مقدمي الورشة، واهتمامهم بما يقدم لهم، وانسجامهم مع أحداث القصة التي تتلاقى فيها المادة الأدبية مع المادة الصحية. وما زاد من تفاعلهم استخدام شاشة عرضقُدِّمت من خلالها صور الفاكهة والخضار والمأكولات الصحية بشكل واضح وجميل، كما أثر بهم الأسلوب السلس الذي اعتمده مقدمو الورشة، واللغة الشيّقة التي كُتِبت بها القصة. ثم شكلت الأغنية المرافقة للورشة “اقرأ وتذوق وتفوق”، التي دخل الأطفال إلى الورشة على إيقاعات أنغامها، محطة فرح وسرور لدى الأطفال الذين حفظوا بعض مقاطعها بعدما رددوها مرات عدة.
وبدا من خلال ما رأينا في الورشة تركيزاً على أهمية قراءة القصص، وتثقيف الأطفال حول ضرورة الغذاء الصحي. وقد اتكأت الحقائق الصحية التي ينبغي إيصالها إلى الأطفال على جاذبية القصة، التي أكدت ما أكده القيمون على الورشة، وهو أفضلية التركيز على أكل الخضار والفواكه الصحية، والابتعاد عن الطعام الجاهز الذي كثيراً ما يتسبب بالسمنة، بعدما باتت السمنة المفرطة مرضاً شائعاً في الكثير من الدول، تصيب نسبة كثيرة من الأطفال والشباب، وتتسبب بالإصابة بأمراض مختلفة.
وفي حديث خاص بكونا أعربت الكاتبة أمل الرندي عن شكرها، أولاً، للجهة الداعية، لا سيما المزغني التي أتاحت لها نقل هذه الحملة من الكويت إلى القاهرة ثمتونس، معربة عن طموحها في نشر الحملة على نطاق أوسع. كما شكرتضيفي الورشة اللذين تطوعا لتعميم الفائدة على أطفال المعرض. وحيت من تونس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت على رعايته للحملة، وتوقفت عند الدور المهم لـ “جمعية جود الخيرية”، بإكبار ما قدمته من رعاية ودعم ومواكبة بشكل دائم للورش والأنشطة التي أقامتها الحملة.
وقالت الرندي: “هذه الحملة موجهة إلى الأطفال بعمر 8 إلى 11 سنة، بهدف تحفيزهم على تكوين عادات غذائية صحية سليمة، بأسلوب تربوي توعوي، لا بالإملاء وممارسة السلطة. ونحن نتطلع إلى استمرار هذه الحملة بشكل أوسع على المستويين الكويتي والعربي، كما نخطط لاستكمال سلسلة قصص بدأناها بقصة “طعام أمي اللذيذ”، وأطلقنا عليها سلسلة “حكايات قبل الأكل””.
وعن محتوى القصة تقول الكاتبة: “تدور حول رحلة يقوم بها أطفال مدرسة إلى خارج البلاد، يخضعون خلالها لنظام غذائي صحي، بصحبة طبيبة التغذية العلاجية د. مي، ولنظام رياضي صارم من قائد الرحلة حازم. لكن الأنشطة الممتعة، والطعام اللذيذ الذي تناوله الأطفال أثناء الرحلة، وأسلوب الأخصائية اللطيف، غيرت قناعاتهم، فتخلوا عن عاداتهم في طلب الوجبات السريعة، وصاروا يتبعون أسلوب حياة صحية. فالعادات البسيطة المفيدة قد تصنع تغييراً كبيراً في حياتنا”.
وعن الأغنية المواكبة للحملة “اقرأ وتذوق وتفوق” التي تفاعل معها الأطفال، أشارت الرندي إلى “أنهاعلامة فارقة في هذه الورشة وفي الحملة عموماً، وهي من تأليف الشاعر الكبير المبدع علاء الجابر، تلحين المبدع محمد غنيم، أداء المغنيتين الصغيرتين الجميلتين سماء ونور غنيم، توزيع وتنفيذ المبدع طارق الرفاعي وإخراج المبدع محمد سلامة”.
وتختم أمل الرندي: “تركنا الصفحة الأخيرة من الكتاب، قابلة للنزع بسهولة، وقد حولناها إلى مساحة لمسابقة، يرسم عليها الطفل إحدى الفواكه التي يحبها، ويختارها من رسوم الكتاب. ولا شك في أن الأنشطة التي تدور على هامش القصة، من مناقشات، بأسلوب يحبه الطفل، وطبيعة العلاقة بينه وبين مقدمي الورشة، وحيوية الأغنية التي يحبها الطفل، وتزيين الأفكار التي نطرحها عليه بالمرح والفرح، وعرض رسوم الأطعمة الصحية بشكل جاذب، والكلام على سلبيات السمنة وما يتعرض له الأطفال المصابون بها من تنمّر… كل ذلك يبشر بحملة ناجحة، يتمتع الأطفال خلالها بأحداث القصة، ويستفيدون من لغتها، ويكتسبون منها المعلومات الطبية المفيدة. كما تسهم ورش القصة في تقديم حوافز، تساعد الطفل على تبني الأفكار الصحية والانتماء إليها، والتخلي عن عادته غيرالصحية في طلب الوجبات السريعة الجاهزة، من أجل مستقبل صحي وبنية جسدية قوية، والركون إلى طعام أمه. وسوف نتابع هذه الحملة على المستوى المحلي والعربي، وننتقل بها إلى حيث يمكننا ذلك، واضعين أمام أعيننا المهمة النبيلة والإنسانية التي نسعى لتحقيقها، وهي إنقاذ الطفل الكويتي والعربي من مخاطر أساليب الغذاء الضار”.
في نهاية الورشة، قدمت أمل الرندي، باسمها وباسم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجمعية جود الخيرية،وبحضور مديرة فضاء الأطفال في المعرض الكاتبة وفاء المزغني،للضيفين المشاركين درعي تقدير لمشاركتهما الكريمة في الحملة.