كيف جعلت الكاتبة الإماراتية إيمان العليلي من ابنها المتوحد ملهماً بتغريدة؟
النشرة الدولية –
“من رحم الألم والمعاناة يولد الأمل والإنجازات”، لعل هذا ما حصل تماماً مع الكاتبة الإماراتية، إيمان خلفان العليلي، التي لم تكن تعلم أبداً أن تغريدة كتبتها بعد موقف موجع سيكون لها الأثر الأكبر.
فقد شرحت العليلي عبر تويتر ما شعرت به من “كسر الخواطر”، بسبب موقف تعرض له ابنها أحمد بسبب رفاقه في المدرسة.
https://twitter.com/i/status/1652391953022046213
وقالت الأم إن ولدها أحمد المصاب بالتوحد، ظل في حالة حماس لا توصف لمدة أسبوع كامل وهو يحضر لزيارة أحد أصدقائه، بعد أن دعا الأخير كل رفاقه في الصف.
كما أضافت أنها حاولت التواصل مع صديق ابنها كي يرسل لها عنوان منزله يوم الدعوة، إلا أنه لم يجب، حتى اضطرت في نهاية المطاف للتحدث إلى صديق آخر.
وهنا كانت الصاعقة، فالصديق الثاني أخبر الأم أن الطفل صاحب الدعوة رفض دعوت ابنها، دون أن يعطيها تفسيراً.
“كسرة قلب”
وكشفت الأم كيف عاش طفلها إحباطاً لا يوصف بسبب الموقف، موضحة أنه دخل بحالة بكاء هيستيرية، مع العلم أنها لم تخبره بالسبب الحقيقي، بل أعلمته فقط أن ذهابه أصبح صعباً.
وطالبت الأم الأهالي بسبب الموقف الموجع الذي تعرضت له أن يعلموا أولادهم ثقافة تقبل الاختلاف، خصوصا مع أصدقائهم من ذوي الهمم، قائلة: “ستكون الدنيا بخير لو حدث ذلك”.
وجاءت التغريدة: “أحمد ولدي (الطفل التوحدي) صار له أسبوع متحمس ليوم الجمعة لأن ولد في المدرسة قرر إنه يعزم كل الصف عنده في البيت، اليوم أحاول أكلم الولد عسى يطرش لي اللوكيشن ما يرد علي، كلمت ولد ثاني معاهم قالي الصراحة يا خالوا الولد اللي عازم ما يبا أحمد ويوم سألت ليش؟ ما كان في رد..
الله لا يراويكم كسرة قلب ولدي ودموعه اللي مب راضية توقف من الصبح يوم قلت له إنك صعب تروح اليوم، وطبعا ما قلت له إن ربعك هو اللي ما يباك لأنه هو أصلا يحب هالولد وايد .. لو الأهالي بس يعلمون عيالهم تقبل أصدقائهم من ذوي الهمم بتكون الدنيا بخير #كسر_الخواطر “.
وفي حديث خاص مع “العربية.نت”، أفادت الكاتبة الإماراتية، إيمان خلفان العليلي، تعليقاً على الحادثة، أنها فخورة بابنها لأقصى الحدود، مشيرة إلى أن أحمد تعرّض للتنمر مراراً في حياته.
وأضافت أنه سمع كلمات من أصدقائه كانت جارحة بالفعل، كـ”مجنون، ومريض، وغير صاحٍ”.
وفي يوم من الأيام، شاهد أحمد بطاقته الشخصية وقد كتب عليها عبارة “من ذوي الهمم”، ما دفعه لسؤال أمه عن معناها، فكان جوابها له: “يعني أنك مختلف، ومميز”، موضحة أنها شددت عليه حينها أن يفخر بنفسه لا أن يتدارى منها.
ولفتت أيضاً إلى أنها لطالما سمعت انتقادات من الناس تنصحها بإخفاء الأمر، حتى إن بعض الناصحين كان في بيته طفل من أصحاب الهمم، إلا أنها رفضت الموضوع.
كذلك أشارت إلى أنها أرادت توصيل رسالة مفادها أن ابنها مميز وليس مريضا، خصوصا أنه كان يعاني من أشد أنواع التوحد إلا أن حالته تحسنت.
وكشفت الأم أن ابنها يصنّف اليوم على أنه عبقري بالعزف على البيانو، وأن باستطاعته حل أمور معقدة جداً تحتاج مختصين وفنيين بالآلة الموسيقية.
وأكدت أن جل ما يعاني منه ابنها اليوم هو التشتت الشديد، وبعض الأمور الأخرى التي لها علاقة بالنمو.
أما عن الحادثة والتغريدة، فنوهت العليلي إلى أنها شعرت بكسر الخواطر جراء ما مر به ابنها، مؤكدة أنه موقف موجع جداً.
لكنها في الوقت نفسه، أكدت أن تغريدتها وصلت بصداها إلى عائلات كثيرة، حيث تلقت إثرها مكالمات هاتفية من أمهات ينقلن لها كيف لفتت كلماتها نظرهن للموضوع ما دفعهن لشرح فكرة الاختلاف لأطفالهن.
وأكدت أن رسالتها استطاعت تغيير عقليات عائلات كثيرة.
إلى ذلك، ختمت حديثها بأنها تطمح لأن يصل ابنها للعالمية بسبب الملكة التي يتميز بها، وأن يستطيع أن يغير بموهبته تفكير العالم أجمع بالنسبة لخاصية “التوحّد”.
وذكرت أن أحمد وبسبب عزفه على البيانو أعطى آملاً لكل من هم بمثل حالته للبحث عما يميزهم، وبالفعل استطاع أن يكون ملهما إلى حد كبير.
وأكدت أن حلمها لا يقف عند حد، إلا حينما يصبح أحمد سفير الأطفال من نفس الحالة في العالم، كاشفة عن رواية كتبتها بعنوان “أرني الدنيا بعينيك”، تحدثت فيها عن رحلتها مع ابنها وكل ما مرت به من تجارب.