تاريخ “ياهوو” والاختيارات الخاطئة.. لن تصدق عدد الفرص الضائعة!

النشرة الدولية –

العربية.نت

تعتبر الفرصة الثانية نادرة إلى حد كبير.. لكن “ياهوو” حالة شاذة لإضاعة العديد من الفرص، والتي كان يمكن أن تضعها في مصافي أكثر الشركات قيمة حول العالم، لو أحسنت اكتشاف القيمة المستقبلية للرهانات التي اقتنعت بها في البداية.

فتحت، ماريسا ماير، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة “Yahoo”، صدرها متحدثة عن الفرص المهدرة خلال رئاستها للشركة، وقالت إنها تشعر ببعض الأسف بعد 6 سنوات من ترك منصبها، حيث ترى أن بعض الأشياء كان يجب القيام بها بشكل مختلف.

وقالت في مقابلة مع “Tech Brew”: “كنا ندرس شراء منصة “Tumblr” من بين 3 شركات، في اتجاهنا للبحث عن استحواذ تحويلي”.

وبالفعل استحوذت “ياهوو” على “Tumblr”، وهي منصة تدوين اجتماعية، مقابل 1.1 مليار دولار في عام 2013 – وهي الصفقة التي شاركت فيها ماير بشكل كبير. وسرعان ما أصبح من الواضح أن السعر كان مرتفعاً للغاية: وبحلول عام 2016، خفضت “ياهوو” قيمة “تمبلر” بأكثر من 700 مليون دولار.

لكن في الوقت نفسه، قالت ماير، إن الشركة كانت تنظر في إمكانية شراء “Netflix”، أو “Hulu”، من بين الخيارات المتاحة حينها.

وأوضحت أن قيمة “نتفليكس” كانت تقارب 4 مليارات دولار، فيما كانت قيمة “Hulu” عند 1.3 مليار دولار في ذلك الوقت”. “وأي من هذين الاستثمارين، كان من الممكن أن يكون استحواذاً أفضل”.

حالياً، تبلغ القيمة السوقية لشركة “نتفليكس” 140 مليار دولار، وتمتلك شركة “ديزني” حصة الأغلبية من منصة “Hulu” منذ عام 2019، وفقاً لما ذكره موقع “ياهوو فاينانس”، واطلعت عليه “العربية.نت”.

وبقدر ما قد تتمنى “ماير” العودة بالزمن وتصحيح المسار، إلا أن خطأها للتعامل مع صفقة “نتفليكس” كان أبسط من المديرين التنفيذيين السابقين في “Blockbuster”. إذ إنه في عام 2000، حاول مؤسسا “نتفليكس”، ريد هاستينغس، ومارك راندولف، بيع شركتهما الناشئة إلى “Blockbuster” مقابل 50 مليون دولار فقط – لوكنهما تعرضا للسخرية.

في ذلك الوقت، بالطبع، كانت “نتفليكس” شركة ناشئة غير مربحة تقدم خدمة تأجير أقراص DVD عبر البريد العادي، بينما كانت متاجر “Blockbuster” جزءاً أساسياً من الحياة الأميركية.

واعترفت “ماير” بأنها وظفت الشخص الخطأ ليكون مدير العمليات في الشركة. حتى إنها وفي عام 2014، أطاحت بـ “هنريكي دي كاسترو”، الذي اختارته شخصياً للدور في عام 2012 على الرغم من التحذيرات من أن ذلك كان خطأ وأنه حصل على تعويضات مفرطة.

وقالت إنها كانت تتمنى لو أنها “قامت بالانفصال عن “علي بابا” في الصفقة المعفاة ضريبياً وقتها، مع توفير 10 مليارات دولار من الضرائب لمساهمين ياهوو”، فضلاً عن أنه كان خيار يسمح لـ Yahoo بالاستمرار كشركة مستقلة”.

وقبل 3 أشهر، قالت شركة “ياهوو”، المملوكة الآن لشركة “Apollo Global Management”، إنها ستلغي حوالي 1000 وظيفة وستخفض عدد الموظفين في وقت لاحق من هذا العام.

تاريخ صادم من الاختيارات الخطأ

في عام 1998، عرض شخصان، لاري بيدج وسيرجي برين، واللذان لم يكونا معروفين لشركة التكنولوجيا، بيع شركتهما الناشئة الصغيرة لشركة “AltaVista” مقابل مليون دولار حتى يتمكنوا من استئناف دراستهم في جامعة ستانفورد.

كانت الشركة التي كان بيج وبرين يتطلعان إلى بيعها هي نظام “PageRank” الحاصل على براءة اختراع حديثاً ويمثل جوهر وجود “غوغل”.

رفضت “AltaVista” عرض الاستحواذ على الشركة. وبالمثل، أرادت ياهوو أن يقضي مستخدموها وقتاً أطول على نظامها الأساسي، على عكس نظام ترتيب الصفحات، الذي يرسل المستخدم إلى موقع الويب الأكثر صلة.

وكان لدى “Yahoo” فرصة أخرى للحصول على “غوغل”، حيث شارك الرئيس التنفيذي الأسبق للشركة، تيري سيميل، في عام 2002، في مفاوضات للاستحواذ على غوغل، استمرت عدة أشهر.

كانت نتيجة المفاوضات رفض سيميل سعر “غوغل” البالغ 5 مليارات دولار، مقابل عرضه الأولي لشراء الشركة بـ 3 مليارات دولار.

اليوم، تفتخر “غوغل” وشركتها الأم “ألفابيت” بقيمة سوقية تزيد عن 1.34 تريليون دولار.

40 مليار دولار أفضل

ومرة أخرى في عام 2008، اقترحت شركة “مايكروسوفت” الاستحواذ على أعمال “ياهوو” بالكامل مقابل 44.6 مليار دولار، أو 31 دولاراً أميركياً للسهم الواحد.

وكانت الصفقة تمثل علاوة بنسبة 62% أعلى من سعر إغلاق “ياهوو” في اليوم السابق للعرض.

وقالت “مايكروسوفت” إن كياناً مشتركاً بين الشركتين، يمكنه السيطرة على سوق الإعلان عبر الإنترنت وإنشاء شركة أكثر كفاءة وتحقيق ما لا يقل عن مليار دولار من الوفر في التكاليف السنوية.

فشلت الصفقة مثل سابقيها، ولكن بعد 8 سنوات، بيعت “ياهوو” إلى شركة الاتصالات العملاقة “Verizon” مقابل 4.6 مليار دولار.

 

زر الذهاب إلى الأعلى