(صور) السفارة اليونانية تتعاون مع «لابا» في أمسية الإرث المقدوني
الفعالية سلطت الضوء على عظمة الإسكندر الأكبر وشجاعة المرأة المقدونية
النشرة الدولية –
الجريدة –
تميزت الأمسية الفلكلورية اليونانية التقليدية، التي استضافتها الكويت، وجاءت بالتعاون بين السفارة اليونانية و«لابا»، احتفاءً باليوم العالمي للرقص.
احتفاءً باليوم العالمي للرقص في 29 أبريل من كل سنة، وبتعدد الثقافات في الكويت، أحيت السفارة اليونانية بالتعاون مع «لابا»، أمسية فلكلورية يونانية تقليدية بالكويت.
وتأتي الأمسية التي نظمها قسم الرقص الاستعراضي في «لابا» ضمن إطار معرض «الإسكندر الأكبر في الكويت» للفنان اليوناني إفيثميوس فارلاميس، والذي أقيم على مدى 3 أشهر في غاليري كاب (CAP)، برعاية بافلوس تروخوبولوس Art Manager – Experimental workshop of Vergina.
وكان قد سبق الأمسية التي استضافتها الأكاديميّة في مقرها، ورشة عمل تدريبية حول الاستعراض والرقص اليوناني الفلكلوري، بمشاركة فرقة Traditional Greek Folklore Ensemble.
تخلّلت الأمسية عروض شعبية راقصة أبحرت بالحاضرين نحو شمال اليونان، حيث مسقط رأس الإسكندر الأكبر المعروف بـ «ذي القرنين»، حيث مزجت بين الموسيقى الرائعة والأداء الاستثنائي والأزياء التقليدية وشغف المواهب الشابة بالتاريخ والتراث، واندفاعهم لتقديم أداء استعراضي متميز أبهر الجمهور من سفراء ودبلوماسيين عرب وأجانب وعشّاق الثقافة اليونانية والمتأثرين بتاريخ الإسكندر المقدوني وعظمة مسيرته.
تميّز الاحتفال الاستعراضي بمشاركة فنانين يونانيين معروفين من منطقة فيرجينا، حيث تم اكتشاف قبر الملك فيليب الثاني، والد الإسكندر الأكبر، والقصور الصيفية للقائد المقدوني الأسطوري، كما حضر كل من السفير اليوناني في الكويت، كونستانتينوس بيبرينجوس، والقائم بالأعمال في بعثة الاتحاد الأوروبي لدى البلاد، غيديمناس فرانافيتشس، والملحقة الثقافية في سفارة فرنسا، آيه بن عزوز، وعضوة مجلس إدارة «لوياك» فتوح الدلالي.
تولّى الأستاذ الزائر في قسم التاريخ في جامعة الكويت، د. حسن بدوي، تقديم الاحتفال، حيث تحدّث عن مجموعة المكتشفات التي عُثر عليها في قبر الملك فيليب الثاني والتاج الذهبي وتماثيل ابنه الإسكندر الأكبر، مشيرا إلى أن «منطقة مقدونيا تقع شمال اليونان، وهي من أغنى المناطق بالثروات الطبيعية في البلاد، كما أنها مقصد جاذب للسياحة. وتشكّل صناعة الخوذة فيها الهوية الأساسية لسكان المنطقة الواقعة بشمال اليونان، وللنساء على وجه التحديد، وذلك في إطار الحفاظ على التراث اليوناني».
عربون امتنان وتقدير
وفي كلمته، تعمّق تروخوبولوس في تراث بلاده الغني والواسع، قائلًا: «تنتمي فيرجينا إلى محافظة إيماثيا، حيث أسس الملك فيليب الثاني مملكته. ومن أهم ملامحها وخصائصها اللباس التقليدي للمرأة، لكونه ينتمي إلى الزي اليوناني القديم في المملكة المقدونية. كما أن الخوذة التي ترتديها النساء من عصر الإسكندر الأكبر تعتبر الزيّ المميّز لنساء المنطقة، حيث تُعد دلالة رمزية على جرأة النساء أيام الإسكندر الأكبر، إذ تقدّمن المعارك وحملن السلاح وحاربن وهزمن العدو، بعدما فقد المحاربون شجاعتهم. فكان أن أهدى الإسكندر الأكبر خوذة المحاربين إلى النساء، ولا تزال تراثا حيا حتى اليوم».
تروخوبولوس: ارتديت الليلة الزي الكويتي التقليدي عربون وفاء وامتنان وتقدير للشعب الكويتي
وإذ أشاد بـ «العلاقات التاريخية بين الكويت واليونان»، قال تروخوبولوس: «ارتديت الليلة الزي الكويتي التقليدي، عربون وفاء وامتنان وتقدير للشعب الكويتي ونساء الكويت، على ضيافتهم ومحبتهم. فنحن معنيون بالحفاظ على تراث الإسكندر الأكبر، وتربطنا قواسم مشتركة مع الشعوب التي تدرك معنى الحياة وقيمة التاريخ والتراث. وعلاقة الكويت بإرث الإسكندر المقدوني، علاقة متينة ساهمت في إنجاح معرضنا على مدى 3 أشهر».
التراث القديم
من جهته، تطرّق رئيس الفرقة اليونانية، سوتيراس تسيرويانيس، إلى «تاريخ مقدونيا الغنية بالغابات والأشجار والخضراوات، حيث كان أجدادنا يبحثون عن نباتات محددة بشكل دائري ليتم ربطها بالصوف ووضعها على رأس المرأة بغرض التزيين. ومن ثم تغطية الرأس بمنديل أبيض كدليل على عُذرية الفتاة. وقد اشتهرت فيرجينا بصناعة الأقمشة، وبالذات صبغة اللون الأسود».
واستعرض كيفية صناعة الخوذة الدائرية التقليدية للمرأة المقدونية، «وهي خوذة تعيدنا إلى التاريخ القديم، من العصر الهيللينيستي وخوذة الملك فيليب الثاني إلى العصر البيزنطي. ونحن نمثل استمرارا للتراث القديم، وربما جيلنا هو آخر جيل يهتم بهذا التراث».
بدورها، سردت رئيسة قسم الرقص الاستعراضي في «لابا» تينا زبوفتشي نبذة عن «اليوم العالمي للرقص في 29 أبريل من كل عام، والذي أطلقته لجنة الرقص في المعهد الدولي للمسرح عام 1982، تزامنا مع عيد ميلاد الفنان الفرنسي جان جورج نوفير (1727 – 1810)، مصمم الرقصات العالمي المعروف بمبتكر الباليه الحديث.
وقالت: «الهدف من هذا اليوم العالمي يكمن باعتباره محطة تقديرية لما يكتنزه الأداء الاستعراضي والرقص من قيمة فنية عالمية ورسالة إنسانية تكرس أهمية التنوع، حيث تتخطى الحواجز السياسية والثقافية والعرقية واللغوية والعقائدية كافة، وتجمع شتى الشعوب والحضارات ضمن سياق لغة مشتركة عنوانها الرقص».
وتابعت زبوفتشي: «إن احتفاء لابا باليوم العالمي للرقص يندرج ضمن سياق حرصها الشديد على إحياء الرقص الفلكلوري والفن الاستعراضي، نظرا لأهمية هذه الفنون في تهذيب النفس البشرية وصقل المواهب وتجديد الأمل والشغف بالحياة. وقد مُنحت الأكاديمية منذ عام 2017 شهادة الاعتماد الدولي للرقص CID من قبل منظمة اليونسكو. وهي إذ تؤمن بالتعاون الوثيق مع سفارات البلاد ومؤسساتها وهيئاتها الفاعلة، حيث تعمل على تنظيم فعاليات ريادية والاحتفال بالمناسبات العالمية، من منطلق دورها ورسالتها الفنية والثقافية والإنسانية».
وفي ختام الأمسية، جرى عرض فيلم قصير عن محتويات قبر الملك فيليب الثاني الثمينة، ذوات القيمة التاريخية اللامحدودة، وموقعه الجغرافي في مدينة فيرجينا. وشارك الحاضرون في تعلم واكتساب بعض الخطوات والتقنيات المتعلقة بفنون الاستعراض الفلكلوري اليوناني.