السويدان بنظر الذايدي
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
كتب الزميل مشاري الذايدي في «الشرق الأوسط»، 21 أبريل 2023، عن طارق السويدان، الناشط الإخواني، المعروف بحيويته الحركية، ودأبه في تدعيم فكر جماعة الإخوان، والبحث عن مناطق جديدة، في السياسة والثقافة، فذكر أنه تعرّف على السويدان قبل 20 عاماً عبر أشرطة الكاسيت، وعن حديثه عن التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية والخلفاء والعهود الأندلسية وغيرها، لاحظ حينها، بالرغم من جماهيرية الرجل، أنه متطفل على المادة العلمية التراثية، وكان يقع في أخطاء بدائية، حتى في نطق أسماء الأعلام والمواضع، وهذه أهون الأخطاء. وكيف انتقل تالياً للثرثرة عما يسمى بـ«تطوير الذات»، وغرف كثيراً من الهراء الذي كان يسلب ألباب العامة وأشباههم، وكان حضوره يتقاتل لسماع ترهاته وأمثاله من نجوم الوعظ «المودرن» من خطباء ونشطاء الإخوان. لكنه لم يكن يتصرف منفرداً، وإن كان منغمساً في الإعجاب بذاته، بل هو جزء من برنامج إخواني صحوي في ذاك الوقت، استهدف بناء مادة إعلامية عن التاريخ، ثم عن الإدارة، لتوجيه المتلقين وفق أفكار وتصورات الإخوان في هذه المجالات.
أثناء الربيع العربي الإخواني، باح هؤلاء «النجوم بالسر المكتوم»، ومنهم طارق السويدان وسلمان العودة وغيرهما، ولم يكن غريباً تالياً سقوطه في فضيحة التغريدة المتداولة على «تويتر» قبل حذفها، التي ذكر فيها: «المسجد الحرام والمسجد الأقصى شقيقان جمعهما الوحي، وتجمعهما أنوار ليلة القدر وبركاتها، نسأل المولى سبحانه أن يجمعهما التحرير قريباً غير بعيد»!
تعجب الناس من جرأته في المطالبة بـ«تحرير» الحرم المكي! فحاول طارق متذاكياً أن ينسحب بدعوى أن ذلك من خطأ من إدارة حسابه، لكن سبق السيف العذل، علماً بأن له تغريدة سابقة، ذكر فيها أنه هو الذي يدير حسابه شخصياً وليس أحداً غيره. وعذره أقبح من ذنبه، فكيف يترك لآخرين إرسال تغريدات، على حسابه، قد تودي به واحدة منها إلى التهلكة؟
وتساءل الذايدي عما إذا كان هذا الكادر الإخواني الكويتي وحده من يتذاكى في عالم الإعلام ومنصات «تويتر»، أم ثمة «طوارق» كُثر بصور جديدة على منصات التواصل. وأضاف أن السويدان أساساً مهندس بترول، وهذا لا يمنعه من إظهار مواهبه الأخرى، والمساهمة في مجال آخر غير مجال دراسته، لكنَّ الملاحظة اللافتة، إذ إنَّ جلَّ خطباء «الإخوان» ونشطائهم في العالم ليست لديهم المتانة العلمية الشرعية والمُكنة الفقهية والدُّربة الكافية في علوم التراث، فغالب نجوم «الإخوان» في السياسة والإعلام والحركة من خلفيات، مثل الهندسة والطب والصيدلة.. إلخ. وهذه معلومة بدهية لدى دارسي تاريخ جماعة الإخوان.
ما صنعه جيل طارق سويدان وعمرو خالد، وجاراهما في ذلك سلمان العودة، هو تجريب تقنيات جديدة في الخطاب الجماهيري الحديث، ومحاولة التلبس برداء الحداثة والعصرية والتسامح، من دون مساس بجوهر الفكر الإخواني الصلب. وأشاد الذايدي بملاحظة للباحث السعودي يوسف الديني، بيَّن فيها خدعة تسامح الدعاة الجدد هذه، مطالباً بالنظر إلى «طبيعة الشخصية الأصولية من زاوية سياسية، وأنها غير مرتبطة بدين أو حالة تديّن، بل تستخدم الشعارات الدينية كقناع مفاهيمي لتمرير أيديولوجيتها نحو السلطة».
ملاحظة: تعليقاً على مقال الخميس الماضي، بيّن لي خبير أن عدد المواطنين عام 1957 كان 104 آلاف مواطن.
وحسب أعلى معدلات الزيادة الطبيعية، ناقص الوفيات، فإن عددهم اليوم يجب ألا يزيد على 700 ألف، بدلاً من 1.4 مليون. فأين الخلل؟