كيف تعمل القوانين والأعراف على جعل المرأة “متسولة”؟
النشرة الدولية –
المواطن – أمل الحارثي –
وعندما طرقت إحدى الفتيات أبواب الأعمام للمساعدة عادت باكية قائلة: “شعرت أنني متسولة “، علما أن التفسير الوحيد لدخول الأعمام في معادلة
تابع المشاهد العربي في رمضان الماضي واحدًا من أهم المسلسلات التي صنعتها الدراما المصرية، “تحت الوصاية“، مسلسل يسلط الضوء على معاناة أرملة تنتقل وصاية أبنائها للجد بعد وفاة زوجها، الأم التي تعاني الأمرّين من جهل الجد وطمع العم الذي يتحكم فيه، تضطر لأن تتسول حقها وحق أبنائها، وعندما تأكدت بأنها لن تحصل إلا على الفتات، قامت بسرقة مركب زوجها المتوفى لتديره بنفسها وتنفق على أبنائها منه.
مشهد الأم وهي تتسول حقها وحق أولادها، يذكرني بفتاة أخرى توفي والدها تاركًا لها ولأخواتها البنات شقة صغيرة، وبسبب عدم وجود أخ ذكر للفتيات كحاجب للميراث، دخل الأعمام في معادلة الإرث، ومع وجود الجدة على قيد الحياة، (والتي توفيت بعد شهور قليلة من وفاة ابنها) أصبح للأعمام نصيب يساوي نصيب الفتيات تقريبًا؛ فبيعت الشقة وهي ملاذ الفتيات الوحيد، ولم يتمكنّ من شراء بيت جديد بحصتهن في الميراث، فتبدد المال على الإيجارات، وعندما طرقت إحدى الفتيات أبواب الأعمام للمساعدة عادت باكية قائلة: “شعرت أنني متسولة “، علما أن التفسير الوحيد لدخول الأعمام في معادلة الإرث عند عدم وجود ابن ذكر للمتوفي هو أن العم ملزم ببنات أخيه واحتياجاتهن، وهذا مالا يحدث في أغلب الأحيان.
لا تنتهي قصص تسول الحق التي تتعرض لها النساء بسبب جور القوانين؛ فالمشهد لخصه أحد الرجال الذين خرجوا في فيديو قبل فترة يدعو الحكومات إلى تجويع المرأة لا إشباعها، فقال: “لا تشبعوا المرأة فإنها إن شبعت استكفت وتركت زوجها، لكن الرجل إن شبع يتزوج أربعًا وينجب ثلاثين”. على الرغم من اعتراض الناس على الفيديو الرجعي، إلا أنني أرى الرجل صادقًا في حديثه؛ بل إني أرى كلامه مختصرًا مفيدًا لكل ما تتعرض له المرأة من عنف اقتصادي بقصد تجويعها لتتسول حقها من الرجال، وتقبل بحلول تمتهن كرامتها، لا يمكن أن تقبل بها وهي امرأة حرة مستقلة مستكفية .