ادعمونا!
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

لا شك في أننا نعيش حالة إحباط سياسي عامة، بسبب عدم إكمال كل من الحكومة أو مجلس الأمة لمددهما، حتى أصبحت القاعدة أن تكون الانتخابات سنوية، والحكومة تشكل مرتين وأكثر في العام الواحد! إلا أنه وعلى ما يبدو فحالة الإحباط أصابت النساء أكثر من الرجال.

فمع متابعة تسجيل الترشح لانتخابات أمة 2023، ثبت يقيناً انخفاض نسبة المشاركة بشكل عام من الرجال والنساء في الترشح هذه المرة، وانعكس على النساء كذلك، فهل قررت المرأة أن تبتعد عن المعركة السياسية، وخوض الحياة البرلمانية؟

فقد أغلق باب الترشح على 249 مرشحاً، منهم 15 امرأة فقط، بنسبة قاربت %6 فقط من إجمالي المرشحين.

ولا يمكن أن نرجع عزوف المرأة عن المشاركة إلى الإحباط السياسي فقط، بل هناك عوامل أخرى من وجهة نظري المتواضعة، تقف وراء الموضوع، فرغم أن عمر التجربة السياسية النسائية في الكويت يصل إلى نحو 18 عاماً، وهي مدة أقصر من عمر عمل الرجل السياسي بلا شك، لكننا لم نستثمرها على الوجه الصحيح.

فالمرأة ظلت بلا دعم، على كل المستويات، تجاهد وحدها للوصول إلى المقعد البرلماني، من دون أي احتضان سياسي مثلاً، أو دعم مالي، أو حتى دعم من خلال تدريب أو تمكين أو دعم معنوي، إلا من بعض المنفتحين سياسياً واجتماعياً من الشعب الكويتي.

فقد كانت المرأة بحاجة ماسة إلى أن تتخلل السنوات الثماني عشرة الماضية حملات توعية رسمية وشعبية بأهمية وجود المرأة في البرلمان إلى جانب الرجل، فضلاً عن أن تقوم الجهات الرسمية والمجتمع المدني بدورات تدريب مكثفة لتهيئة النساء للعمل السياسي، وإكسابهن الخبرة، فهذه الدورات إن وجدت فما زالت بعدد ضئيل للغاية لا يلبي الطموح.

فضلاً عن أن التجمعات السياسية، وبرغم وجود نساء عاملات ونشطات، آثرت ترشيح الرجال، بدلاً من احتضان المرأة، إلا في حالة واحدة ربما خلال السنوات الثماني عشرة الماضية، فلم تستثمر هذه التجمعات بنسائها، ولم تدعمهن، مما أدى إلى تخوف بلا شك لديهن من المشاركة بلا دعم.

بل حتى وسائل الإعلام، إلا من رحم ربي، لا تقدم دعماً للمرأة كما يجب، أو بلا مقابل، بل بمبالغ طائلة لا تملكها معظم الشخصيات النسائية التي يقررن خوض هذا المجال.

اليوم، ونحن في ساحة انتخابية شهدت خلال المرات السابقة العديد من مظاهر الفساد الانتخابي كالفرعيات وشراء الأصوات ونقلها وغيرها من أمور، أصبحت تقصي الرجل الكفء، فما بالكم بامرأة بلا دعم، تسعى وحدها لأن تقنع الناخب بأن يمنحها صوته الوحيد!

انقذوا المرأة، فقلة إقبالها على الترشح تدق ناقوس خطر، وقبل أن تعزف المرأة عن المشاركة، ابدأوا، كجهات رسمية وجهات نفع عام، بتبينها واحتضانها، حتى نصل إلى يوم تتساوى فيه فرص المرأة مع الرجل بالنجاح، ويكون المعيار للمفاضلة بينهما الكفاءة.

ملاحظة:

نفخر في مبادرة سجل مضاوي بأننا نقدم دعماً، وفقاً للإمكانات المتاحة، للنساء المرشحات في كل الانتخابات التي تشارك بها نساء في الكويت، ولن نتوانى عن ذلك، ونمد يد العون إلى كل مؤسسات المجتمع المدني الأخرى التي ترغب في دعم المرأة.

زر الذهاب إلى الأعلى