إعلان جدة يدعم الوصاية الهاشمية على أوقاف ومقدسات القدس
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
بعد أشهر صعبة من الحوار، نجحت المملكة العربية السعودية في عقد القمة العربية الدورية، وهي التمت بروح منفتحة، وصدر عنها [إعلان جدة]، ليشكل، وثيقة ثقافية، اقتصادية، سياسية ولوجستية وأمنية رفيعة المستوى.
القمة شهدت مشاركة الملك عبدالله الثاني، والرئيس عبد الفتاح السيسي، قيادات إقليمية عربية إسلامية مؤثرة.
القمة استقبلت ضيف المملكة العربية السعودية، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهي مبادرة سياسية مهمة، ردت عليها روسيا من خلال رسالة
بعث بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكانت كمثل “برقية” تحية للمشاركين في القمة المنعقدة اليوم الجمعة في جدة.
.. في ذات الوقت، كان موقع الكرملين الإلكتروني، نقل نص الرسالة، وفيها قال بوتين أنه يعلن :”اهتمام روسيا بتطوير العلاقات الودية مع الدول العربية، لمواجهة التهديدات والتحديات الحديثة بشكل فعال” .
و أن روسيا :”تولي تقليديًا أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية وتعاون الشراكة البناءة مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك إطار الحوار مع جامعة الدول العربية، للاستجابة للتهديدات والتحديات التي تواجه الإنسانية الحديثة، بشكل فعال”.
الرئيس الروسي يخوض الحرب الشرسة على أوكرانيا، منذ ما يزيد عن 18شهرا،وهو هنا، يخاطب القمة عن عزم بلاده على:” مواصلة دعم الجهود الجماعية للحل السلمي للقضايا الإقليمية الحادة، بما في ذلك الأزمات في السودان واليمن وليبيا وسوريا، مع الاحترام الثابت لسيادة الدولة وأحكام القانون الدولي القائمة” .
.. وأن روسيا :”ستستمر في تقديم كل مساعدة ممكنة لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس المقاربات المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وكذلك مبادرة السلام العربية التي تستضيف صاحبتها المملكة العربية، القمة الحالية لجامعة الدول العربية”.
*الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جدة!
.. يبدو أن وصول الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ظهر الجمعة، إلى جدة بطائرة فرنسية أقلعت من بولندا، كان خطة أوروبية، ربما شارك بها جهات كثيرة منها الولايات المتحدة وحلف الناتو، وعمليات، نجح التعاون الدولي، في جعل زيارة زيلينسكي، إلى السعودية، نقطة محورية لتبادل الرؤية الأمنية، والإقليمية والجيوسياسية، مع واقع أوكرانيا، عدا انه إنه اجتمع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في أول زيارة من نوعها، يقوم بها رئيس أوكرانيا إلى المملكة، ومدى ارتباطًا مع عقد القمة العربية.
.. زيلينسكي، قال أن السعودية تضطلع بدور مهم، وأنه مستعد لنقل التعاون معها إلى مستوى جديد، وأن زيارته للسعودية ستتناول موضوعات بينها التعاون في مجال الطاقة.
أولويات أوكرانيا في ازمتها، هي مناقشة صيغة السلام الأوكرانية، لإنهاء الحرب الروسية على بلاده، وحماية المسلمين في أوكرانيا، وعودة السجناء السياسيين من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
.. الرؤية السياسية الدولية والاممية، اخذت زيارة الرئيس الأوكراني، مع الموازاة السياسية التي جعلت مشاركة الرئيس السوري في القمة هامشيا إلى حد كبير، وأن لم تتضح تلك الجلسات السرية التي، قد يكون عقدها كل من زيلينسكي والأسد في أروقة القمة، وهي اجتماعات يتبادلها-غالبا-الإطار العام لأي قمة عربية او دولية.
*إعلان جدة يدعم الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس.
عمليا، هيمنت الأوضاع في فلسطين المحتلة والمسألة الفلسطينية جراد الاحتلال الصهيوني، وحكومة الاحتلال المتطرف، على ما أصلح تسميته[ إعلان جدة] ، الصادر في ختام أعمال القمة العربية الثانية والثلاثين، التي عقدت في المملكة العربية السعودية، وحدد البيان :
1.:
دعم الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
2.:
تبعية إدارة أوقاف القدس وشؤون الأقصى المبارك لوزارة الأوقاف الأردنية بصفتها صاحبة الصلاحية الحصرية.
3.:
مواصلة الجهود الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها في وجه المساعي المدانة للاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى تغيير ديموغرافية وهويتها والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.
4.:
مركزية القضية الفلسطينية، باعتبارها أحد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة، مدينا بأشد العبارات الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين بأرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم.
5.:
تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وايجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
6.:
دعوة وحث المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال، ووقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة التي من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية وتقويض جهود السلام الدولية.
* نص إعلان جدة :الأمن مفتاح الاستقرار.
*ديباجة الاعلان:
بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ،وبرئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس وزراء المملكة العربية السعودية، عقد قادة الدول العربية الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة )قمة جدة( بتاريخ 29 شوال 1444هـ الموافق 19 مايو 2023م بمحافظة جدة في المملكة العربية السعودية.
وتأكيدًا على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على الأسس والقيم والمصالح المشتركة والمصير الواحد، وضرورة توحيد الكلمة، والتكاتف والتعاون في صون الأمن والاستقرار، وحماية سيادة دولنا وتماسك مؤسساتها، والمحافظة على منجزاتها، وتحقيق المزيد من الارتقاء بالعمل العربي والاستفادة من المقومات البشرية والطبيعية التي تحظى بها منطقتنا للتعاطي مع تحديات العصر الجديد بما يخدم الأهداف والتطلعات نحو مستقبل واعد لشعوبنا والأجيال القادمة.
وحرصا على تهيئة الظروف واستثمار الفرص وتعزيز وتكريس الشراكات وترسيخ التفاهمات بين دولنا على أساس المصالح المشتركة، والتعاون لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة وتنفيذ الرؤى التنموية الطموحة لدولنا من خلال نهضة شاملة في جميع المجالات لمواكبة التطورات العالمية، وصناعة مستقبل يلبي آمال وتطلعات شعوبنا ويحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة لدولنا العربية.
واستلهاما من التجارب السابقة التي خاضتها دولنا، واستشعارا لحجم التحديات المحيطة بأمننا العربي، والأحداث التي مرت بها بعض دولنا، ولأهمية المحافظة على ثقافتنا وقيمنا وتجاربنا وعزمنا الأكيد على أن يكون مواطنو دولنا هدف التنمية، وركنا متينا في الاستقرار والبناء، وأن يكون الأمن مفتاح الاستقرار ،فإننا:
*بنود الأحوال في فلسطين المحتلة :مركزية القضية:
1- نجدد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية لدولنا باعتبارها أحد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة، وندين بأشد العبارات، الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم كافة، ونؤكد على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، ودعوة المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال، ووقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة التي من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية وتقويض جهود السلام الدولية ، والتشديد على ضرورة مواصلة الجهود الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها في وجه المساعي المدانة للاحتلال لتغيير ديمغرافيتها وهويتها والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، بما في ذلك عبر دعم الوصاية الهاشمية التاريخية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وإدارة أوقاف القدس وشؤون الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية بصفتها صاحبة الصلاحية الحصرية، وكذلك دور لجنة القدس وبيت مال القدس في الدفاع عن مدينة القدس وصمود أهلها.
*بنود الأوضاع في السودان :
2- نتابع باهتمام تطورات الأوضاع والأحداث الجارية في جمهورية السودان الشقيقة، ونعرب عن بالغ قلقنا من تداعيات الأزمة على أمن وسلامة واستقرار دولنا وشعوبنا ،ونؤكد على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني ،والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع انهيارها، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين، واعتبار اجتماعات جدة التي بدأت بتاريخ 16 شوال 1444هـ الموافق 6 مايو 2023م بين الفرقاء السودانيين خطوة مهمة يمكن البناء عليها لإنهاء هذه الأزمة، وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان وحماية مقدرات شعبه.
3- نرحب بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، الذي تضمن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها، ونأمل في أن يسهم ذلك في دعم استقرار الجمهورية العربية السورية ،ويحافظ على وحدة أراضيها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي، وأهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها، اتساقاً مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة.
*بنود الأوضاع في اليمن:
4- نجدد التأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استنادا إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، كما نجدد الدعم لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في اليمن، بما يكفل إنهاء الأزمة اليمنية.
*بنود الوضع السياسي ومستقبل لبنان:
5- نعرب عن تضامننا مع لبنان ونحث كافه الأطراف اللبنانية للتحاور لانتخاب رئيس جمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته.
*بنود الأمن الداخلي والخارجي العربي:
6- نشدد على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة . ونؤكد على أن الصراعات العسكرية الداخلية لن تؤدي إلى انتصار طرف على آخر، وإنما تفاقم معاناة الشعوب وتثخن في تدمير منجزاتها، وتحول دون تحقيق تطلعات مواطني دولنا.
*بنود التنمية المستدامة والأمن والاستقرار:
7- نؤكد على أن التنمية المستدامة، والأمن ،والاستقرار، والعيش بسلام، حقوق أصيلة للمواطن العربي، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى المستويات كافة، وحشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل قائم على الإبداع والابتكار ومواكبة التطورات المختلفة، بما يخدم ويعزز الأمن والاستقرار والرفاه لمواطني دولنا.
8- نؤمن بأن الرؤى والخطط القائمة على استثمار الموارد، والفرص، ومعالجة التحديات ،قادرة على توطين التنمية، وتفعيل الإمكانات المتوفرة، واستثمار التقنية من أجل تحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة تتكامل في تشييدها قدرات دولنا، مما يتطلب منا ترسيخ تضامننا وتعزيز ترابطنا ووحدتنا لتحقيق طموحات وتطلعات شعوبنا العربية.
*بنود القيم الثقافية والحوار المجتمعي والهوية والسياسات الثقافية :
9- نعبر عن التزامنا واعتزازنا بقيمنا وثقافتنا القائمة على الحوار والتسامح والانفتاح، وعدم التدخل في شؤون الآخرين تحت أي ذريعة، مع التأكيد على احترامنا لقيم وثقافات الآخرين، واحترام سيادة واستقلال الدول وسلامة أراضيها، واعتبار التنوع الثقافي إثراء لقيم التفاهم والعيش المشترك، ونرفض رفضا قاطعا هيمنة ثقافات دون سواها ،واستخدامها ذرائع للتدخل في الشؤون الداخلية لدولنا العربية.
10- نسعى لتعزيز المحافظة على ثقافتنا وهويتنا العربية الأصيلة لدى أبنائنا وبناتنا، وتكريس اعتزازهم بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة، وبذل كل جهد ممكن في سبيل إبراز موروثنا الحضاري والفكري ونشر ثقافتنا العريقة؛ لتكون جسرا للتواصل مع الثقافات الأخرى.
11- نثمن حرص واهتمام المملكة العربية السعودية بكل ما من شأنه توفير الظروف الملائمة لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة، وخصوصاً فيما يتعلق بالتنمية المستدامة بأبعادها الثقافية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية، وعملها خلال سنة رئاسة المملكة للقمة العربية (32) على عدد من المبادرات التي من شأنها أن تسهم بدفع العمل العربي المشترك في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ومن ذلك:
– مبادرة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والتي تستهدف أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين العرب ،بما يسهم في تعزيز التواصل الحضاري بين الدول العربية والعالم، ويُبرز الحضارة والثقافة العربية العريقة والمحافظة عليها.
– مبادرة الثقافة والمستقبل الأخضر، والتي تهدف إلى رفع مستوى التزام القطاع الثقافي في الدول العربية تجاه أهداف التنمية المستدامة، وتطوير السياسات الثقافية المرتبطة بالاستدامة، بالإضافة إلى المساهمة في دعم الممارسات الثقافية الصديقة للبيئة وتوظيفها في دعم الاقتصاد الإبداعي في الدول العربية.
– مبادرة استدامة سلاسل إمداد السلع الغذائية الأساسية للدول العربية، والتي تعتمد بشكل أساسي على مجموعة من الأنشطة وتوفير فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية ومالية تساهم في تحقيق الأمن الغذائي لدول الوطن العربي، والمساهمة الفاعلة في تلبية احتياجات الدول العربية من السلع الغذائية.
– مبادرة البحث والتميز في صناعة تحلية المياه وحلولها، بغرض تحفيز البحث العلمي والتطبيقي والابتكار في صناعة إنتاج المياه المحلاة وحلول المياه للدول المهتمة والمحتاجة، والتركيز على نشر ومشاركة المعرفة والتجارب والمساهمة في تحسين اقتصاديات هذه الصناعة لخفض التكلفة ورفع كفاءة العمليات واستدامتها بيئياً ،والمساهمة في إصدار المواصفات والمقاييس المعيارية والهيكلة المؤسسية لقطاعات المياه لتكون صناعة استراتيجية للدول العربية.
12- مبادرة إنشاء حاضنة فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية، والتي من شأنها احتضان التوجهات والأفكار الجديدة في مجال التنمية المستدامة وتسليط الضوء على أهمية مبادرات التنمية المستدامة في المنطقة العربية لتعزيز الاهتمام المشترك ومتعدد الأطراف بالتعاون البحثي وإبرام شراكات استراتيجية.
ذلك أن معالم المشهد الدولي (..) تمر بواحدة من أشد الفترات خطورة، بحسب ما أكد أمين الجامعة العربية احمد ابو الغيط.
*الملك عبدالله الثاني في قمة جدة.. تنوير ووعي في مسائل الأمة
جاء تشديد الملك عبدالله الثاني في كلمته بقمة جدة، العربية بدورتها العادية 32 مهما، متنورا، حاسما بإتجاه تأكيد الملك الوصي الهاشمي أمام القمة المثيرة للجدل في ظلال أزمات إقليمية دولية جيوسياسية واسعة، فكانت كلمة مدرية في خمس دقائق لها وزنها التاريخي والسياسي، ذلك أن الملك الوصي الهاشمي، قال بكل وضوح أن:” القضية الفلسطينية لا تزال محور اهتمامنا، ولا يمكن أن نتخلى عن سعينا لتحقيق السلام العادل والشامل”…
*ماذا أراد الملك عبدالله الثاني من قمة جدة؟
الرؤية الملكية الهاشمية السامية، منطلق وعي وسيادي للدولة الأردنية، لهذا يرى الملك عبداللة أمام قمة جدة المختلفة :
*اولا :
لا تزال القضية الفلسطينية محور اهتمامنا، ولا يمكن أن نتخلى عن سعينا لتحقيق السلام العادل والشامل.
*ثانيا:
السلام والدخول في المستقبل وعودة الحقوق، لن يتحقق إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقه في الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين.
*ثالثا:
لا يمكن للسلام والأمن أن يتحقق مع:
أ. :
استمرار بناء المستوطنات، ومصادرة الأراضي، وهدم البيوت، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ب. :
تدمير الفرص المتبقية لتحقيق حل الدولتين، الذي يمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، فالبديل عن ذلك سيضع المنطقة بأكملها على طريق الصراع المستمر.
ج. :
أهمية وضرورة ومسؤولية احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، المدينة المقدسة التي نكرس كل إمكاناتنا من أجل حمايتها والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، انطلاقا من الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
رؤية الملك الوصي، تتزامن مع قمة عربية، تحاول إعادة مؤسسة القمة إلى ميثاقها ودور جامعة الدول العربية، لتكون في مكانة تتوازى مع المنظمات والاتحاد آت الروافع الإقليمية والدولية والاممية، التي لها وضعها ودورها ومؤسساتها في العمل العربي المشترك، إضافة إلى التعاون الدولي.
الملك، بإطلالة سياسية واعية من حضور وفاعلية حضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، حققت كلمة الملك في قمة جدة، مؤشرات داعمة لصنع القرار العربي القومي، فقد استعرض جلالته قضايا ومسائل الساعة، في المنطقة والإقليم والعالم، سياسيا وامنيا واقتصاديا.
*قمة جدة.. ونظرة إلى المستقبل.
كل أحداث ولحظات عقد القمة وافتتاحها في جدة، شكلت محطات أشغال رفيع المستوى، عربيا ودوليا وأمميا، الحضور المميز على مستوى الملوك ورؤساء الدول العربية الإقليمية، مصر، قطر، الجزائر، تونس، وعديد الوفود العربية، والمنظمات الدولية، عدا عن ووجود الرئيس السوري، والرئيس الأوكراني، منح صوت القمة العربية، خطوات إلى الأمام، فقد نجحت المملكة العربية السعودية، بجعل القمة 32،الدورية السياسية التي، حاولت مسك زمام المبادرات العربية الإقليمية وبالتالي، بحث سبل الخروج من أزمات طالت، تحتاج إلى جهد وحدوي ورؤية جماعية مفصلية سيادة.. قمة جدة، بداية لوضع قضايا ومسائل المنطقة والإقليم والعالم، على طريق التعاون والأمن المشترك والقوة الاقتصادية والتحديث والإصلاح في العلاقات العالمية كافة.
جهودنا السياسية والأمنية” .
.. في التحليل الاستراتيجي، ان القمة، تجاوزت مؤشرات وإشكاليات الفشل، إذ جرى وضع خطط زمنية وإمكانية لتعود، مؤسسة الجامعة العربية إلى وكيانها السياسي، وإمكانية تفعيل الأدوار المنورة بكل وحداتها ، ومنظماتها وطبيعة الارتقاء بالأداء الحيوي، ضمن تحريك الملفات الساخنة بكل وأزماتها، وابداع دبلوماسية معاصرة تتولاها الجامعة مع مؤسسات العمل العربي المشترك.