الكابوس الأردني
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

الموت يطارد الجميع في الطرقات في الأزقة وعلى الأرصفة، فلا فارق بين السير على الشوارع الرئيسية أو الفرعية، فالموت يعشعش بين جنباتها رغم القوانين الصارمة التي يجب ان تصبح أشد صرامة لحماية أبناء الوطن الأبرياء، فهنا حادث يقتل فتاة وآخر تنقلب به سيارته والكارثة في حوادث الموت والاصابات الحوادث الجماعية التي تشكل وجع وألم شعبي ويرافقها استنكار أردني، كون أبناء الشعب لهم قيمة كبيرة، فقد تعلمنا ان الإنسان أغلى ما نملك، فهل يعقل أن يتحول الغالي لهدف يومي لسيارات يقودها طائشين يفتقرون للحد الأدنى من الشعور الإنساني.

ويبدو ان الاستهتار بارواح وممتلكات الآخرين قد وصل الذروة، فرغم الموت المتوصل على الطرقات لا زال البعض يسابق الريح وآخرون لا يعترفون بأولويات المرور بل ان البعض لا يأبه بالاشارات الضوئية، وهذه قمة الاستهتار بأرواح الآخرين وتأتي هذه الأفعال الطائشة لوجود حالة من العصبية أو الفوقية في فكر هذه النوعية من الأشخاص، وهو ما يوجب عمل فحوصات نفسية لهم لمعرفة نوعية الأمراض التي يعانون منها لمعالجتها وضمان عدم انتشارها بين الآخرين، كون الانسان السليم صاحب الفكر الراشد يلتزم بالقوانين والأنظمة كونها تضمن سلامته وسلامة الآخرين، ويكون العلاج بالتعليم والتدريب والتأديب.

ولا يمر يوم في الأردن دون ان نسمع عن وفيات جديدة على طرق المملكة، والغالبية العظمى لهذه الوفيات بسبب أخطاء إنسانية من السائقين والمُشاة،  وليس بسبب عدم صلاحية السيارات والشوارع، وهذا يعني أننا بحاجة إلى تغليظ العقوبات وزيادة كاميرات المراقبة لتغطي جميع شوارع الوطن، وهنا قد يغضب البعض ويصرخ بأنها جباية، ونقول ان جباية المال من المستهترين هو طريق السلامة لحماية الآخرين، ولا ضير من تطبيق نظام النقاط بكل صرامة وسحب الرخص ممن يستحقون،  لضمان إبعاد المخالفين عن شوارعنا وبالتالي توفير الحماية لأبناء الوطن من موت مؤلم تحت عجلات أشخاص فقدوا الإنسانية ومعانيها الكبرى لعلنا نوقف الكابوس الأخطر الذي يؤرق أبناء الوطن.

آخر الكلام:

قال الحكماء: “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”، لذا زيادة عدد المطبات وكاميرات المراقبة وتشديد العقوبات أهم بكثير من اختصار دقائق لعابث لا يعرف قيمة وثقافة السيارة التي يقودها، ولا يدرك أنها وجدت لتسهل حياة الإنسان وليس لتدميرها.

Back to top button