العاصمة الأردنية تحتضن النسخة السادسة لمؤتمر “نساء على خطوط المواجهة”
النشرة الدولية –
رعى رئيس الوزراء الأردني الدكتور، بشر الخصاونة الإثنين، افتتاح فعاليات مؤتمر “نساء على خطوط المواجهة” “WOFL” في نسخته السادسة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- الأردن الذي تنظمه مؤسسة مي شدياق MCF ، في العاصمة عمّان.
ضم المؤتمر الذي انعقد في فندق فيرمونت حضوراً لافتاً من الشخصيات البارزة في المجالات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والفنية والاقتصادية والتقنيات الحديثة.
ويهدف مؤتمر WOFL MENA CHAPTER- JORDAN 2023 الى تمكين النساء وتشجيعهن في سَعْيِهنَّ نحو تحقيق نتائج مُستدامة تخدُم الصالح العام والمجتمع بكافة مكوناته ويلقي الضوء على قصص سيدات وفتيات تحدّينَ وحقّقنَ نجاحاتٍ وتركن بصماتٍ بارزةً في مختلفِ القطاعات.
في بداية المؤتمر، ألقت معالي الدكتورة مي شدياق، وزيرة الدولة السابقة لشؤون التنمية الإدارية في لبنان، ورئيسة مؤسسة MCF كلمةً افتتاحية رحبت خلالها بالحضور وأثنت على جهود الأردن في مجالات تمكين النساء وتعزيز مشاركتهن في الحياة العامة مجدِّدَةً التحية لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي لا يتأخّر عن دعم أي خطوة تُعلي من شأن المرأة، وساهم في تمكينِ قدراتها، وعقيلته جلالة الملكة رانيا العبدالله التي كانت السبّاقة في منحِ رعايتٍها لمؤتمر WOFL Jordan في نسختِه الأولى عام 2016.
وقالت الوزيرة شدياق: لاشكّ أنّ مناخَ التغيير السلمي الذي بدأ يفرضُ تلمُّسَ واقعٍ جديد في المنطقة من شأنِه أنْ يُخفِّفَ أجواءَ التشنّج التي لطالما دفعت المرأة ثمنَها إلاّ أنّ شرارات التوتّر التي تبدأُ تخمُدُ على إحدى الجبهات كما هو حاصلٌ في اليمن لا تلبثُ أن تعودَ لتشتعِلَ في دولةٍ أخرى كما هو الحال في السودان ناسفةً معها كل الايجابيات التي حقّقتها النساء اللواتي شاركن في الثورة وحلِمنَ بغدٍ جديدٍ أفضل.
صحيحٌ أنَّ المشاركةَ الفاعلة للمرأة في الحراك الشعبي في عددٍ من البلدان العربية اعتُبرت خطوة أولى باتجاهِ تغييِر الثقافة المجتمعية والنظرة الدونِية تُجاهها إلا أنَّ نتائجَ الانتخابات التي أعقبت هذا الحراك جاءت مخيِّبة للآمال. فالمرأة لم تحقق نسب تمثيل مقبولة، ما عدا في الدول التي تطبق نظام الحصص (الكوتا).
من هنا، لفتت الوزيرة د. مي شدياق الى أنّ التحدّيات تبقى كبيرة لاسيما في المجتمعات حيث لا زالت المرأة تُغَيَّبُ بسببِ تقاليد وقِيَم اجتماعية، في وقتٍ تبرزُ نساءٌ شُجاعات ومبادِرات قاوَمنَ لكسر الصّور النمطيّة، وإثبات حضورهنّ فأثّرن بالرّأي العام وصنعن الفرق.
وبعدما عدّدت شدياق العديد من الإنجازات التي حققتها المرأة بشكلٍ عام مؤخراً، والتي تبعثُ ولو القليل من الأمل بالتغيير، عادت وشدّدت على أنّ هذه الإنجازات لا تمحي واقعًا أليمًا لا تزال تعيشه النساء والسيدات في العالم… إذْ لا تزال نسبة جرائم القتل الأسرية مرتفعة، حيث المطلوب المزيد من القوانين والإجراءات العملية لوضعِ حدٍّ لكلِّ أشكال العنف القائم على النوع الإجتماعي وإلغاء التمييز على صعيد الأحوال الشخصية، وإنهاء ولاية أمر الرجل والإذن بالسفر، إلخ…
لذا، لا بُدَّ من نضال المجتمعات حتّى نيل المرأة كاملَ حقوقها، علماً أنّ المقصود هنا هو نضال المرأة والرجل معًا… الرجل المؤمن بشريكتِه في المجتمع. قد يكون الدرب لا يزال طويلًا، إلّا أننا مؤمنون بانتصار الحقّ في نهاية المطاف.
مهى الشاعر عضو المجلس التنفيذي لمؤسسة MCF ، ورئيسة المؤتمر، فاستهلّت كلمتها الافتتاحية، بتهنئة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله على الجائزتين اللتين فازا بهما في العام الماضي وهما جائزةَ “الطريق إلى السلام” وجائزةَ “زايد للأخوة الإنسانية” لعام 2022.
ثم أثنت على نجاحات الشباب الأردنيين في مختلف المجالات وتقديرهم الدائم للمرأة.
بعدها سلّطت السيدة الشاعر الضوء على شجاعة المرأة الأردنية التي لعبت دورًا محوريًا في تطوير الاقتصاد والتعليم ونظام الرعاية الصحية والتي ساهمت بفعالية في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
وأشادت الشاعر بالدور الذي لعبته المرأةُ العربية في مواجهة التحديات الأخيرة وإرادتها التي لا تلين ولا تستسلم للظروف الصعبة.
ثم كانت كلمة لراعي المؤتمر الدكتور بشر الخصاونة ألقاها مندوب دولة الرئيس معالي الوزير فيصل شبول وزير الاتصال الرقمي جاء فيها:
تنوعت أنشطة مؤتمر WOFL MENA CHAPTER- JORDAN 2023 وتضمنت عروضاً ركّزت على قطاعات مختلفة مثل الاتصالات والمصارف والطيران والصحة كما تضمَّنت مقابلات وحلقات حوارية مع نساء رائدات حول دور المرأة في السياسة والدبلوماسية وفي مجال التربية والذكاء الإصطناعي وال ChatGPT ومع ناشطات في الحركات الثورية، كذلك خُصّصت ندوة حوارية لعالم الانتاج والإخراج والتمثيل تمّ التطرّق خلالها الى دور قطاع الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في تشجيع النساء وتمكينهنّ.
تجدر الإشارة إلى أنهّ جرى خلال المؤتمر عرضُ تقرير تكريماً لسيداتٍ ثلاث موجودات معنا اليوم، حصلن في شهر آذار (مارس) المُنصرم على جائزة المرأة العربية للعام 2023 في لندن، وهنّ وزيرة الخارجية الليبية الدكتورة نجلاء المنقوش، وعضو مجلس الشيوخ في الأردن السيدة خولا العرموطي والوزيرة والإعلامية اللبنانية السابقة ورئيسة مؤسسة MCF الدكتورة مي شدياق.
كذلك تم تسليم الرئيس والمدير التنفيذي لشركة الإنتاج Cedars Art Production السيد صادق صباح درعاً تكريمياً قبل بدء جلستِه الحوارية من قبل وزيرة الثقافة الأردنية السيدة هيفاء نجار، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في الأردن سعادة السفير يوسف راجي،ومعالي الدكتورة مي شدياق.
البداية كانت مع المدير التنفيذي لشركة أورانج فيليب منصور الذي ركزّ على الدور الذي نجحت المرأة في تبوّئه في قطاع الاتصالات.
ثم دار حوارٌ شيّق بين د. نجلاء المنقوش، وزيرة خارجية ليبيا في حكومة عبد الحميد الدبيبة منذ 15 آذار 2021 والإعلامي الشهير مؤسس “تكريم” الأستاذ ريكاردو كرم. يُشار الى انّ الوزيرة منقوش هي أول امرأة تستلم منصب وزيرة الخارجية في ليبيا، وخامس وزيرة خارجية في العالم العربي.
جلسة النقاش التالية في مؤتمر “نساء على خطوط المواجهة” كانت بعنوان “النساء في مجال العمل الديبلوماسي” شاركت فيه من ألأردن سمو الأميرة بسمة بنت علي، سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا FAO، من الكويت السفيرة نبيلة الملا وهي أول خليجية تعين في منصب سفيرة لبلادها، من بريطانيا سفيرة المملكة المتحدة في الأردن بريدجيت بريند، وانضم إلى الحوار عبر تقنية الZoom سفيرة لبنان في إيطاليا ميرا ضاهر. أدار الحوار الإعلامي زافين قيومجيان.
تركّز الحوار في هذه الحلقة حول تطوير أجندة المرأة ِوالدور الذي بإمكان المرأة أن تلعبّه في حقلِ الدبلوماسية، وقوتِها في التواصل والتوصّل إلى الاتفاقات بسلاسة أكبر عندما يُشاركنَ في طاولة المفاوضات،وحول نضالاتهنّ كنساء في مجال يهيمن عليه الرجال تاريخيًا.
بعد ذلك كان عرض من قبل رئيسة إدارة الثروات في INVESTBANK السيدة نيفين أبو سنينة، تحدثت فيه عن دور المرأة في القطاع المصرفي وعن الأهمية التي يوليها مصرفَهم لمسألةِ تمكين المرأة.
في فقرة أخرى، انتقل الجميع إلى فضاء مهنة الطيران مع القبطانة في الخطوط الملكية الأردنية الكابتن ديما صابر، وهي كابتن أول لطائرة Airbus 320.
ثم دار حوار غاصَ في حياة السيدة نجاة فالو بلقاسم، القاضية والسياسية الفرنسية ذات الأصول المَغربية والمُنتمية إلى الحزب الاشتراكي. فالو هي أول امرأة تتولى منصب وزيرة التربية والتعليم العالي في فرنسا وذلك من 2014 حتى 2017. ومنذ عام 2020، شغلت منصب مديرة حملة One Campaign في فرنسا، وهي منظمة دولية غير حزبية وغير ربحية للدعوة وحملات تكافح الفقر والأمراض، خصوصاً في إفريقيا، من خلال زيادة الوعي العام والضغط على القادة السياسيين لدعم السياسات والبرامج التي تنقذ الأرواح وتحسن المستقبل. أجرى المقابلة معها الأستاذ ريكاردو كرم. وقد شاركت بلقاسم الحضور قصّتها و أخبرتنا عن مسيرتها الفريدة وكيف استطاعت كمهاجرة أن تحقّق هذا النجاح الاستثنائي.
وبعد عرض تقرير عن الChatGPT والذكاء الإصطناعي، عُقدت حلقة نقاش شارك فيها كلٌّ من الفنانة الكويتية د.شروق أمين، والخبيرة الاردنية في الذكاء الإصطناعي ومستشارة شركة Tesla والمؤسسة والمديرة التنفيذية في شركة Galaxy For Technology د.ريما دياب، والمستشارة المالية اللبنانية والمؤسسة الشريكة والرئيسة التنفيذية لشركة Dare Advisor دانيال حاتم التي أسست أيضاً D Does Business، والمستشارة اللبنانية للبحوث عن الذكاء الإصطناعي د.منال جلول إحدى المؤسسين في AI Labs. أدار حلقة الحوار الكاتب والإعلامي الكندي- الفلسطيني شاكر خزعل.
ChatGPT هو نموذج لغة الذكاء الاصطناعي للمحادثة يعتمد على بنية GPT-3.5 ، تم تدريبه بواسطة OpenAI. كنموذج لغوي، تم تدريب ChatGPT على كمية هائلة من البيانات، مما سمح له بفهم وتوليد لغة شبيهة بالإنسان استجابة لمجموعة واسعة من الموضوعات.
القسم الثاني من المؤتمر تمحور حول عدد من الحوارات التي ركّزت على تفوّق المرأة في عالم الصحة والناشطات في الحركات الثورية عالميْ الإعلام والفن.
السيدة ساندرا شقارق الرئيسة المشاركة في مجموعة Hikma تحدّثت في العرض الذي قدّمته عن الدور الذي تلعبه الشركة في الشأن الصحي وفي دعم المرأة في مجالاتٍ عدّة.
أماّ الجلسة الثالثة من دور مؤتمر 2023 WOFL MENA CHAPTER- JORDAN فتناولت أهمية المرأة في القيادة وخصوصاً الثائرات والناشطات اللواتي شاركن في الحركات المطلبية على الأرض وناضلنَ في سبيل تحقيق الإصلاحات في مجتمعاتهن. شاركَ في الندوة العراقية رشا العقيدي نائبة رئيس تحرير قسم الشرق الأوسط في مجلة New Lines، لوري هايتيان الناشطة السياسية والمنسقة الوطنية لحزب التقدم اللبناني التي شاركت في ثورة 17 تشرين 2019، الكاتبة والأديبة الايرانية الحائزة على جائزة والأستاذة في جامعة جورج تاون تارا كنغرلو، والافغانية راحله صديقي المؤسِّسة والمديرة التنفيذية في Rahela Trust.
أدار الجلسة الإعلامي زافين قيومجيان.
في هذه الجلسة، نرحب بالناشطات اللواتي يعكسن من خلال قصصهن نضال النساء في مجتمعاتهن. أوحت بموضوع النقاش في هذه الحلقة الشابة الإيرانية مهسا أميني التي أصبحت اللحظة التاريخية التي أطلقت العنان لغضب النساء الإيرانيات اللواتي خرجن إلى الشوارع وقررن القتال من أجل حريتهن حتى الموت. ألهمت النساء الإيرانيات الناشطات في جميع أنحاء العالم بشجاعتهم وتصميمهم وذكرنا بالنساء اللواتي لا يقهرن في هذه المنطقة اللواتي يواصلن القتال على الخطوط الأمامية من أجل حقهن في التعبير عن حريتهن وعيشها.
ثم عُقِدت جلسة نقاش بعنوان “تمكين المرأة في المجتمعات العربية من خلال إنتاج المسلسلات والأفلام” شاركت فيها شخصيات برعت في عالم الإنتاج والتمثيل. أدارت الحوار الإعلامية نسرين ظواهرة مع كل من المنتج صادق الصباح الحائز على وسام الأرز اللبناني والرئيس والمدير التنفيذي في شركة الإنتاج Cedars Art Production ونائب رئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب ورئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب المقر الرئيسي في بيروت. إلى جانب الممثلة والمنتجة المصرية الحائزة على جوائز عدّة نجمة السينما والتلفزيون إلهام شاهين، وملكة جمال لبنان السابقة فاليري أبو شقرا التي بدأت مسيرتها التمثيلية عام 2014، والمنتج والمخرج محمد سامر البرقاوي الذي أخرج مسلسل الهيبة الذي حصل على أكثر نسبة مشاهدة وهو المسلسل العربي الوحيد الذي بيعت حقوق انتاجه الى تركيا.
لطالما كانت المسلسلات والأفلام السينمائية المنبر الأفضل لطرح قضايا المجتمع، مساهمة من خلال الرسائل الأساسية التي تطلقها في تسليط الضوء على العديد من القضايا الإجتماعية. ولعل أبرز هذه القضايا، تمكين المرأة وتعزيز دورها والدفاع عن حقوقها
لقد أمضت شركة الصباح إخوان سبعين عامًا في المساهمة والتوزيع في عالم السينما العربية مع نجاحات لا حصر لها في الإنتاج السينمائي والدرامي. على مدى ثلاثة عقود، لعبت الشركة دورًا رائدًا في تعزيز مكانة المرأة في مجتمعنا.
في ختام هذا اليوم الحافل غادر الجمهور القاعة مثنياً على الغنى الثقافي والفكري والإبداعي الذي تميّز به الحوار مع جميعِ المتحدثات والمتحدثين، على أمل أن يتجدد اللقاء في عددٍ سابع من مؤتمر “نساء على خطوط المواجهة” في نسخته للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عمّان في العام 2024.
وفي ختام هذا اليوم الحافل غادر الجمهور القاعة مثنياً على الغنى الثقافي والفكري والإبداعي الذي تميّز به الحوار مع جميعِ المتحدثات والمتحدثين، على أمل أن يتجدد اللقاء في عددٍ سابع من مؤتمر “نساء على خطوط المواجهة” في نسخته للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عمّان في العام 2024.