(فيديو) إيران تتحدى صواريخ أميركا بمنشأة نوويّة تحت الأرض

النشرة الدولية –

النهار العربي –

تشيّد إيران موقعاً نووياً جديداً تحت الأرض بالقرب من قمة جبال زاغروس في وسط إيران، متحدّية الدول الغربية مع تعثّر المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية.

ويبني عمّال المنشأة النووية تحت سطح الأرض ما يجعلها على ما يبدو خارج نطاق سلاح أميركي صُمّم حديثاً لتدمير مثل هذه المواقع ويُعرف بالقنابل “الخارقة للتحصينات”، وفق خبراء وصور عبر الأقمار الصناعية تم تحليلها عبر وكالة “أسوشيتد برس”.

وأظهرت الصور والمقاطع التي التقطتها مؤسسة “بلانيت لابز بي بي سي” قيام إيران بحفر أنفاق في الجبل بالقرب من مفاعل نطنز النووي، على بعد حوالى 140 ميلاً جنوب طهران، والذي تعرّض لهجمات متكرّرة وسط مواجهة بين طهران والغرب بسبب برنامجها النووي.

ومع إنتاج إيران لليورانيوم الآن بالقرب من مستويات تصنيع الأسلحة بعد انهيار اتّفاقها النووي مع القوى العالمية، فإن الموقع الجديد يعقّد جهود الغرب لمنع طهران من تطوير قنبلة ذرية مع استمرار توقف الطرق الدبلوماسية بشأن برنامجها النووي.

يأتي البناء في موقع نطنز بعد خمس سنوات من انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من جانب واحد للولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

وأضحت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، رداً على أسئلة من “أ ب” بشأن البناء، أن “أنشطة إيران النووية السلمية شفافة وتخضع لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

ولفتت إلى أن “البناء الجديد سيحل محل مركز تصنيع أجهزة الطرد المركزي فوق الأرض في نطنز الذي تعرّض لانفجار وحريق في تموز (يوليو) 2020”. واتّهمت طهران إسرائيل بوقوفها وراء الحادث.

ولم تعترف طهران بأي خطط أخرى للمنشأة على الرغم من أنها ستضطر لإعلان الموقع للوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا كانت تخطّط لإدخال اليورانيوم فيه.

ولم ترد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرّها فيينا على أسئلة بشأن المنشأة الجديدة تحت الأرض.

تفاصيل البناء
تمتد المنشأة المحمية بالبطاريات المضّادة للطائرات والأسوار والحرس الثوري على مساحة ميل مربّع في الهضبة الوسطى القاحلة في البلاد.
تظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة “بلانيت لابز بي بي سي” في نيسان (أبريل) وحلّلتها وكالة “أسوشييتد برس” أن إيران تختبئ في جبل “Pickaxe” الذي يقع خلف السياج الجنوبي لنطنز.
وكشفت مجموعة مختلفة من الصور التي حلّلها مركز “جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار” أنه تم حفر 4 مداخل في سفح الجبل: اثنان منها إلى الشرق واثنان آخران إلى الغرب. ويبلغ عرض كل منها 20 قدماً وطولها 26 قدماً.
وفق “أ ب”، يمكن قياس حجم العمل في أكوام ترابية كبيرة. واستناداً إلى حجم أكوام الخردة وبيانات الأقمار الصناعية الأخرى، أخبر خبراء في المركز الوكالة أن إيران من المحتمل أن تبني منشأة على عمق 260 قدماً إلى 328 قدماً.
وأشار معهد العلوم والأمن الدولي، وهو منظّمة غير ربحية مقرّها واشنطن منذ فترة طويلة تركّز على برنامج إيران النووي، العام الماضي أن الأنفاق يمكن أن تتعمّق أكثر.
ويقول الخبراء إن حجم مشروع البناء يشير إلى أنه من المحتمل أن تتمكن إيران من استخدام المنشأة الموجودة تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم أيضاً وليس فقط لبناء أجهزة طرد مركزي.
وفق الباحث المشارك في المركز الذي قاد التحليل من أعمال النفق ستيفن دي لا فوينتي، فإن “أجهزة الطرد المركزي على شكل أنبوب والمرتّبة في مجموعات كبيرة من عشرات الآلات تقوم بسرعة بتدوير غاز اليورانيوم لتخصيبه. سيسمح الدوران المتسلسل الإضافي لإيران بتخصيب اليورانيوم بسرعة تحت حماية الجبل”.
ومن المرجّح أن تكون منشأة نطنز الجديدة تحت الأرض أعمق من منشأة فوردو الإيرانية، وهي موقع تخصيب آخر تم الكشف عنه في عام 2009 من قبل الولايات المتحدة وقادة العالم الآخرين.
“صراع جديد”
بدورها، حذّرت مديرة سياسة عدم انتشار الأسلحة في جمعية الحد من الأسلحة “أرمز كونترول أسوسييشن” كيلسي دافنبورت، ومقرّها واشنطن، من أن “استكمال هذه المنشأة سيشكل سيناريو كابوسي يخاطر بإشعال دوامة تصعيدية جديدة”.
وأضافت “بالنظر إلى مدى اقتراب إيران من تصنيع قنبلة نووية، فليس لدى طهران مجال كبير للغاية لتصعيد برنامجها من دون تعثر الخطوط الحمراء الأميركية والإسرائيلية. في هذه المرحلة، أي تصعيد إضافي يزيد من خطر نشوب صراع”.
وبحسب ما ورد، ناقش مسؤولون أميركيون استخدام قنبلتين متتاليتين من النوع الجديد لضمان تدمير الموقع. ولكن ليس من الواضح أن مثل هذه الضربة المزدوجة ستضر بمنشأة بعمق مثل تلك الموجودة في نطنز، بحسب “أ ب”.
ويعتبر خبراء أن “مثل هذه الإجراءات التخريبية قد تدفع طهران إلى الاقتراب أكثر من تطوير قنبلة نووية، وتدفع برنامجها إلى عمق الجبل حيث قد لا تتمكن الضربات الجوية والمزيد من التخريب والجواسيس من الوصول إليها”.
ومنذ انتهاء الاتفاق النووي، أعلنت إيران أنها تخصّب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% على الرغم من أن مفتّشين اكتشفوا مؤخراً أن البلاد أنتجت جزيئات يورانيوم نقية بنسبة 83.7%.
وقدّر المفتّشون الدوليون حتى شباط (فبراير) أن مخزون إيران من النفط كان أكثر من 10 أضعاف ما كان عليه بموجب اتّفاق عهد الرئيس الاسبق باراك أوباما بما يكفي من اليورانيوم المخصّب للسماح لطهران بصنع قنابل نووية عدّة، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتنفي إيران أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية إلّا أن المسؤولين في طهران يناقشون علناً قدرتهم على الحصول على سلاح نووي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى