لمستقبل أكثر ذكاء.. كيف سيحول الذكاء الاصطناعي مشهدية ألعاب البلوكتشين؟
النشرة الدولية –
Unlock – شانتال عاصي –
أدى ظهور ألعاب الويب 3.0 القائمة على تقنية البلوكتشين، إلى خلق ثورة في قطاع الألعاب نظراً لتوفيرها ميزات غير مسبوقة، مثل اللامركزية، الأمن، ضمان ملكية اللاعب، إمكانية التشغيل البيني والتمثيل الرقمي. إلى جانب هذه التطورات والميزات، ظهر الذكاء الاصطناعي كمكوّن حيوي في تشكيل وتغيير مستقبل ألعاب الويب 3.0، الذي يلعب دوراً محورياً في تعزيز التجارب التفاعلية، تحسين آليات اللعب، وتعزيز البيئات الغامرة داخل ألعاب الويب 3.0.
دور الذكاء الاصطناعي في ألعاب الويب 3.0
إضفاء المزيد من الديناميكية: تم تصميم ألعاب الويب 3.0 على شبكات البلوكتشين اللامركزية، والتي توفر بيئة ديناميكية ومتغيرة باستمرار للاعبين. فيمكّن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء عالم ألعاب أكثر ديناميكية يستجيب لإجراءات اللاعب. على سبيل المثال، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل سلوك اللاعبين وإنشاء أحداث أو تحديات ديناميكية بناءً على أفعالهم. الأمر الذي يمكن أن يخلق تجربة ألعاب أكثر جاذبية وغامرة، حيث يشعر اللاعبون أنهم جزء من عالم حي يتنفس ويستجيب لأفعالهم.
كشف الاحتيال: تعتمد ألعاب الويب 3.0 بشكل كبير على تقنية البلوكتشين المصممة لمنع الاحتيال وضمان نزاهة اللعبة. ومع ذلك، لا تزال هناك طرق يمكن أن يحدث من خلالها الاحتيال، مثل الحسابات المزيفة. أمذا من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي فيمكن اكتشاف ومنع الاحتيال في ألعاب الويب 3.0. على سبيل المثال، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل سلوك اللاعب لاكتشاف النشاط المشبوه أو تحديد الحسابات المزيفة.
تحليل السوق: تعتمد ألعاب الويب 3.0 على الأصول الرقمية التي يمكن تداولها أو استخدامها بطرق مختلفة. فيمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل اتجاهات السوق والتنبؤ بقيمة هذه العملات الرقمية، ممّا يمكن أن يساعد اللاعبين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن شراء الأصول الرقمية أوبيعها. كما يمكن أن يساعد أيضًا مطوري الألعاب في سكّ أصول أكثر قيمة ومطلوبة.
المساعدون الافتراضيون والشخصيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي: في ألعاب الويب 3.0، تلعب شخصيات الكمبيوتر الذكية والمساعدون الإفتراضيون دورًا مهمًا. فيمكن أن تتصرف هذه الشخصيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل الأشخاص الحقيقيين ، والتكيف مع كيفية تفاعل اللاعبين، وحتى التعلم من تكتيكاتهم. إنها توفر تحديات مثيرة ورفاقًا متعاونين وميزات ألعاب معقدة تجعل تجربة الألعاب أكثر غامرة. علاوة على ذلك، يمكن للمساعدين الافتراضيين المدفوعين بالذكاء الاصطناعي مساعدة اللاعبين من خلال تقديم النصائح وتوجيههم وتسهيل المعاملات داخل اللعبة، مما يوفّر الراحة ويحافظ على مشاركة اللاعبين.
ماذا عن التحديات؟
مع استمرار تطور ألعاب الويب 3.0، برز الذكاء الاصطناعي كتكنولوجيا مهمة تقود الابتكار وتشكل مستقبل الألعاب. بينما يوفر الذكاء الاصطناعي العديد من الفرص لتحسين طريقة اللعب وإنشاء تجارب غامرة، فإنه يعرض أيضًا بعض التحديات التي يجب معالجتها، إليكم أبرزها:
تحذيرات من فيتاليك بوتيرين: تجنب توسيع وظائف إيثيريوم
خصوصية البيانات وأمنها: يعتبر ضمان خصوصية وأمان بيانات اللاعب، من أبرز التحديات التي يواجهها اللاعب. فيعتمد الذكاء الاصطناعي في ألعاب الويب 3.0 على كميات هائلة من بيانات المستخدم لاتخاذ قرارات ذكية وتقديم تجارب مخصصة. لذا، يجب على مطوري الألعاب والأنظمة الأساسية إعطاء الأولوية لإجراءات حماية البيانات القوية، بما في ذلك العملات الرقمية وتخزينها الآمن، لحماية معلومات اللاعب والحفاظ على الثقة في النظام البيئي للألعاب.
تطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي: يجب أن تلتزم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في ألعاب الويب 3.0 بالإرشادات الأخلاقية لتجنب التحيزات المحتملة أو التمييز أو السلوكيات الضارة. لذا، يجب على المطورين تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي بعناية تعزز الإنصاف والشمولية واحترام اللاعبين. إن تحقيق التوازن الصحيح بين قدرات الذكاء الاصطناعي والاعتبارات الأخلاقية أمر بالغ الأهمية لتعزيز بيئة ألعاب إيجابية وشاملة.
التعقيد التقني: يتطلب تنفيذ الذكاء الاصطناعي في ألعاب الويب 3.0 خبرة وموارد تقنية. يحتاج المطورون إلى التغلب على التحديات المتعلقة بتصميم الخوارزمية وبيانات التدريب والمتطلبات الحسابية والتكامل مع تقنية البلوكتشين. يعد الاستثمار في المواهب والبنية الأساسية للذكاء الاصطناعي أمرًا ضروريًا للاستفادة الكاملة من إمكاناتها وتقديم تجارب ألعاب سلسة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: الأكثر جذباً لقطاع الألعاب
إنّ قطاع الألعاب الإلكترونية هو من أكثر القطاعات نمواً وازدهاراً حالياً، ومن المتوقع أن ينمو قطاع الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمقدار ثلاثة أضعاف في غضون عامين فقط ليبلغ 5 مليارات دولار بحلول عام 2025، والجدير بالذكر أن قيمته السوقية الحالية تبلغ 1.8 مليار دولار.
ولفت أحد الخبراء في إلى القطاع أن ارتفاع نسبة اللاعبين والهتمين في هذا لمجال، سيجذب المزيد من اللاعبين المتعمدين إلى المنطقة، سواء الناشرين أو شركات التطوير، إلى جانب حثّ الشركات في العديد من القطاعات على تبني نهج اللعب من أجل الربح بهدف جذب المزيد من العملاء والاحتفاظ بهم.
وفقاً لأحدث الدراسات التي أجراها CoinGecko، تمكنت الإمارات العربية المتحدة من الحفاظ على مكانتها بين أكثر 15 دولة مهتمة بألعاب الويب 3.0 خلال الفترة الممتدة بين 2021 و2023 بالرغم من التراجع الحاصل.
ومن المتوقع أن تصل ايرادات سوق ألعاب الفيديو في الإمارات العربية المتحدة إلى 359.20 مليون دولار، وفقاً لتوقعات Statista. كما أنه من المتوقع أيضاً أن يسجل معدل نمو سنوي مركب قدره 5.77٪ خلال الفترة الممتدة ما بين عام 2023 و 2027. ويمكن أن يؤدي هذا الرقم إلى خلق سوقٍ قد يصل حجمه إلى 449.60 مليون دولار بحلول عام 2027. وفي الوقت عينه، من المتوقع أن يصل عدد المستخدمين في البلاد إلى 4.27 مليون مستخدم بحلول عام 2027، مع وصول انتشار المستخدمين إلى 40.7٪ في غضون أربع سنوات.
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا أساسياً في عالم ألعاب الويب 3.0، فهو قادر على إحداث ثورة في التجارب التفاعلية، ودفع حدود ابتكار اللعب. فبدءاً من تعزيز مشاركة اللاعب من خلال الخوارزميات الذكية، وصولاً إلى تحسين تدابير الأمان وتقديم رؤى قيّمة للّاعب، يمكّن الذكاء الاصطناعي مطوّري الألعاب من إنشاء تجارب ألعاب غامرة وديناميكية مخصّصة في بيئة الويب 3.0 اللامركزية. مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يعد تكامله مع ألعاب الويب 3.0 بمستقبل مثير مليء بالإمكانيات اللانهائية لكل من المطورين واللاعبين على حد سواء.