إشاعة!
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

لا يختلف اثنان، على أن الانتخابات، أي انتخابات كانت، وفي أي بلد، تتخللها الكثير من الظواهر والسلوكيات، ليست جميعها إيجابية، بل إن هناك العديد من السلوكيات السلبية التي تعكر صفو الانتخابات، وانتخاباتنا البرلمانية ليست استثناء.

ولعل من أبرز هذه السلوكيات السلبية، نشر الإشاعات بهدف إطاحة مرشح ما، أو خفض فرص نجاحه.

ولعل أسلوب بث الإشاعات، من أقدم أساليب التأثير في أرقام المرشحين وحظوظهم، وهو الأسلوب الذي ظل مستمراً بل زاد مع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث الانتشار السريع، وسهولة البث.

ومن خلال مراقبة ومتابعة العديد من الانتخابات، سواء البرلمانية أو المجلس البلدي وغيرها في البلاد، بحكم عضويتي في مجلس إدارة جمعية الشفافية الكويتية، والتي جمدتها مؤخراً لتطوعي في حملة أحد المرشحين، فقد اكتشفت أنواعاً متعددة من الإشاعات.

ولا يختلف اثنان على أنه، وللأسف، بعض هذه الإشاعات قد تطول سمعة بعض المرشحين ومكانهم ونزاهتهم، وهو الأمر الذي يجب أن يتم وأده على الفور.

بينما هناك نوع آخر يبدو خطيراً للغاية، لكون ظاهره مديحاً وباطنه مغايراً تماماً، كالترديد بالقول «فلان ناجح» أو «فلان سيصل إلى أكثر من ٣ آلاف صوت» على سبيل المثال، بالتالي قد يخسر أصواتاً خاصة تلك الأصوات التي قد تجد في أكثر من مرشح ما يمثلها، بالتالي فإن هذه الأصوات عندما تظن أن نجاح خيارهم الأول من المرشحين مضمون فيتوجهون للتصويت لمرشح آخر يعجبون بطرحه ورؤاه، بالتالي فإن خسارة هذه الأصوات بسبب إشاعة «ناجح» قد تؤدي لخسارة المقعد النيابي كذلك.

وهناك إشاعة أخرى تنتشر غالباً، بعد إغلاق باب الترشح وفحص وتدقيق أسماء المرشحين، بأن تخرج قوائم تشير إلى شطب بعض المرشحين، وهي إشاعات غالباً تعمل على حرب نفسية لزعزعة الثقة بالنفس سواء لدى المرشح أو مؤيديه، ولا تنتهي ولا يقطع دابرها إلا بالإعلان الرسمي من قبل الجهات المعنية بالقوائم النهائية للمرشحين.

بينما لا يخلو الأمر من نسب تغريدات أو مواقف لمرشح ما عكس توجهه، أو رؤاه وبرنامجه.

واليوم، وبما أننا في انتخابات مهمة، ومصيرية، وبما أننا نعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي تتطلب أن نحسن الاختيار، ونعمل على إيصال الصوت الوطني الحر إلى مقعد الرقابة والتشريع، وأن نصوت للأفضل أداءً، والأفضل حرصاً على الكويت ومستقبلها ومستقبل ابنائنا، فإن أولى خطوات الاختيار الصحيح هي محاربة الإشاعات ووأدها.

فاليوم الوصول للمرشح، في ظل تواجده على شبكات التواصل الاجتماعي، بل حتى إنشاء مقار انتخابية افتراضية لبعض المرشحين، أصبح الوصول للمرشحين ولبرامجهم، ورؤاهم سهلاً للغاية لا يتطلب من الناخب سوى كبسة زر؛ ليقرأ ويرى بنفسه، بعيداً عن الإشاعات.. ويقرر صح.

زر الذهاب إلى الأعلى