«الاحترار العالمي» خطر كبير على الأرض… ماذا لو تخطّى ارتفاع حرارتها الدرجتين والنصف؟
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
تعتبر قضية الاحترار العالمي من القضايا أو الأزمات البيئية الفادحة التي يواجهها كوكب الأرض في أيامنا هذه، نظراً لفداحة نتائج هذه الكارثة على الكوكب ككلّ والبشر بشكل خاص. إنّ الاحترار العالمي يمثّل الزيادة طويلة الأجل في متوسط درجة حرارة سطح الأرض بسبب الأنشطة البشرية، وفي المقام الأول انبعاث غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
تأثيرات الاحترار العالمي
يتمحور أثر الاحتباس الحراري في البيئة والمياه في الكرة الأرضية حول اختلال التوازن البيئي الطبيعي، ويترتّب عن هذا الخلل نتائج سيّئة وخيمة على مختلف الأصعدة، أهمها:
– التغيرات البيئية: يتسبب الاحترار العالمي بحدوث تغييرات كبيرة لا رجعة فيها في كثير من الأحيان في نظم الأرض البيئية. فالاحترار العالمي يعطل الموائل ويهدد التنوع البيولوجي ويؤدي إلى فقدان الأنواع المتعددة. ففقدان التنوع الطبيعي له آثار بعيدة المدى في التوازن البيئي، وشبكات الغذاء، والصحة العامة للنظم البيئية.
– التأثير في صحة الإنسان: إنّ الاحترار العالمي يؤثر بشكل مباشر في صحة الإنسان، فيساهم ارتفاع درجات الحرارة في الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة ومشكلات القلب والأوعية الدموية ومشاكل الجهاز التنفسي وانتشار الأمراض التي تنقلها النواقل مثل البعوض. كما يمكن أن تؤدي الأحداث المناخية الشديدة والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ إلى الإصابات والوفيات والنزوح ومشاكل الصحة العقلية.
– الأمن الغذائي والزراعة: إنّ التغيرات في أنماط المناخ تؤثر في الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي. فيمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطل الأمطار وزيادة حدوث الآفات والأمراض إلى تقليص غلّة المحاصيل وتعطيل الممارسات الزراعية. الأمر الذي يشكل تهديدًا لإنتاج الغذاء وتوافره والقدرة على تحمل تكاليفه، لا سيما في المناطق المعرضة للخطر.
– تأثّر الموارد المائية: يؤثر الاحترار العالمي في الدورة الهيدرولوجية، مما يؤثر في توافر المياه وجودتها وتوزيعها. يمكن أن يؤدي تغيير أنماط هطل الأمطار إلى الجفاف أو هطل الأمطار الغزيرة، مما يؤدي إلى حدوث شحّ في المياه أو الفيضانات، على التوالي. هذا ويمكن أن تؤثر هذه التغييرات في إمدادات مياه الشرب والزراعة وتوليد الطاقة المائية والنظم الإيكولوجية المائية.
– الآثار الاقتصادية والاجتماعية: مما لا شك فيه، إنّ العواقب الاقتصادية للاحترار العالمي كبيرة. تؤدي الأحداث المناخية القاسية مثل ارتفاع مستويات سطح البحر والتدهور البيئي، إلى تكبّد تكاليف مباشرة وغير مباشرة، بما في ذلك إلحاق الأضرار بالممتلكات، إصلاح البنية التحتية، نفقات الرعاية الصحية، ونزوح المجتمعات.
– الأمن الدولي والهجرة: يمكن أن يؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم النزاعات على الموارد، والتسبب بنزوح السكان، وزيادة ضغوط الهجرة. فالتنافس على الموارد النادرة مثل المياه والأراضي الصالحة للزراعة يمكن أن يؤدي إلى توترات جيوسياسية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للكوارث المرتبطة بالمناخ والتدهور البيئي أن تجبر الناس على الهجرة، مما قد يؤدي إلى تحديات اجتماعية واقتصادية وسياسية.
ماذا لو ارتفعت حرارة الأرض درجتين؟
ويقول الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل انه إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار 2.7 درجة مئوية، فسيكون لذلك عواقب وخيمة على الكوكب وأنظمته البيئية. سيؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى تكثيف موجات الحر والجفاف وحرائق الغابات، مما يؤدي إلى زيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة. فضلاً عن ذوبان الأنهار الجليدية والجبال الجليدية القطبية، التي من شأنها أن ترفع من مستويات سطح البحر، مما يتسبب بتآكل السواحل، وزيادة الفيضانات، وتشريد المجتمعات الساحلية.
ويضيف : كما من شأن ارتفاع درجة الحرارة أن يعطل النظم البيئية ويهدد التنوع البيولوجي، مما قد يؤدي إلى انقراض العديد من الأنواع، فستعاني الشعاب المرجانية من ابيضاض واسع النطاق بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات، مما يؤثر في النظم البيئية البحرية.
ويتابع: ستواجه الزراعة تحديات كبيرة، مع انخفاض غلات المحاصيل بسبب الإجهاد الحراري، وندرة المياه، وزيادة تفشي الآفات. هذا وستؤدي التغييرات في أنماط هطل الأمطار وتوافر المياه إلى إجهاد موارد المياه، مما يؤثر في إمدادات مياه الشرب وتوليد الطاقة الكهرومائية».
دراسة تحذيرية!
وحذرت دراسة حديثة من أن استمرار الوتيرة الحالية للاحترار العالمي دون رادع سيعيق حياة مليارات من البشر ويعرضهم لتداعيات الطقس الحار بشكل خطر. فإن الدراسة تقدر التأثير في البشر في حال استمر العالم فى مساره المتوقع وارتفعت درجة حرارته 2.7 درجة مئوية بنهاية القرن أو بحلول عام 2100، مقارنة بما كانت عليه درجات الحرارة فيما قبل العصر الصناعي.
ومع الأخذ فى الاعتبار كل من الاحترار العالمي المتوقع والنمو السكاني، فقد وجدت الدراسة أنه بحلول عام 2023، سيكون هناك حوالى ملياري شخص خارج مجال المناخ، ويواجهون متوسط درجات حرارة 29 درجة مئوية أو أعلى، مع وجود حوالى 3.7 مليار شخص يعيشون خارج المنطقة المناخية بحلول عام 2090.