محمد رمضان يصوت بانتخابات بير زيت!
بقلم: رجا طلب

النشرة الدولية –

لم يكن فوز كتلة حماس الطلابية في جامعتي النجاح وبيرزيت على كتلة حركة فتح مفاجئا وأسباب هذا الفوز كثيرة ومقدماته كانت واضحة للكثير من المراقبين والباحثين، وهو الفوز الذي يعكس بشكل مباشر مدى ازدهار شعبية «حماس» في الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الفائتة ونهجها السياسي كحركة مقاومة للاحتلال وبخاصة في الوسط الطلابي الجامعي الذي يعد معيارا حيويا لمدى تجذر «الفكر المقاوم» بين الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وهو الفكر الذي غذته المئات من العمليات المسلحة للفصائل ضد قوات الاحتلال وقطعان المستوطنيين.

في المقدمات فقد أظهرت استطلاعات الرأي لعدد من المراكز البحثية والدراسات الفلسطينية في الضفة الغربية جملة من النتائج من أبرزها ما يلي:

  • تشدد الشارع الفلسطيني بشكل عام والشبابي – الطلابي بشكل خاص حيال اطروحات الحل السلمي او ما يسمى عملية السلام، وفي المقابل اتساع جماهيرية العمل العسكري المسلح ضد الاحتلال كرد فعل طبيعي على همجية وتعسف الاحتلال، وكرد فعل على انسداد الافق السياسي بصورة جعلت هذا الشارع امام معادلة صفرية «نحن او الاحتلال».
  • تزايد فجوة انعدام الثقة بين الشارع الفلسطيني والنخبة السياسية، والتي اصبح يُنظر اليها كحالة لصيقة بالاحتلال.
  • غياب صورة «فتح العرفاتية التاريخية» وهيمنة صورة فتح «التنسيق الامني» بدلا منها وذلك خلال 18 سنة مضت، وهو الامر الذي اضر بالصورة النضالية التاريخية لحركة فتح على اعتبار ان السلطة الفلسطينية هي بصورة او باخرى سلطة تابعة لحركة فتح على وجه الخصوص.

ورغم كل ما سبق فان جملة من النتائج فرضت نفسها ومن اهمها:

  • ان هذه الانتخابات الطلابية كانت ناجحة بكل مقاييس العملية الديمقراطية.
  • اتضح ان الشباب الفلسطيني كان ومازال «متعطشا» لممارسة العملية الديمقراطية وان كان على المستوى الطلابي، وهو مستوى يؤشر على الحالة السياسية العامة لكن هذا المستوى بعيد عن عملية صنع القرار السياسي او المشاركة به في ظل منظومة سياسية لا وجود فيها لمؤسسات فاعلة وصانعة للقرار الشعبي – والجماهيري بعد تعطيل انتخابات واعمال المجلس التشريعي والانتخابات الرئاسية المباشرة منذ 17 سنة، وهي مدة زمنية طويلة عملت على تراجع القيم الديمقراطية لدى المجتمع الفلسطيني.
  • انتهت العملية الديمقراطية وظهرت نتائجها ولم تتحول الى معارك وشجار بالايادي والعصي والاسلحة خارج حرم الجامعات وهو مؤشر حضاري ومهم للغاية يؤكد ان الانقسام السياسي بين الضفة وغزة هو انقسام مفتعل تقف وراءه قوى لا تمت للشارع وتحديدا الشبابي بصلة.

ربما يكون اكثر مظهر من مظاهر الديمقراطية الطلابية اهمية وحضورا هي تلك المناظرات الانتخابية التي تجرى في الجامعات والتى تسبق العملية الانتخابية، ففي هذه المناظرات يعيش الطلاب اجواء حرة ومفتوحة وبسقف نقد وانتقاد سياسي يتعدى بكثير الواقع السياسي الفلسطيني الرسمي ويتجاوزه، ففي المناظرة التى جرت في جامعة بير زيت يوم الثلاثاء الماضي 23/ 5/ 2023 وهي الاضخم والاسخن بين كل المناظرات في الجامعات الفلسطينية، فُتحت فيها معظم الملفات الحساسة والساخنة من قبل حماس وفتح والجبهة الشعبية، ووجهت خلالها انتقادات للرئيس الفلسطيني محمود عباس وبخاصة لبعض فقرات خطابه امام الجمعية العامة الذي القاه بمناسبة ذكرى النكبة الخامسة والسبعين، ومنها الطريقة التي طالب فيها الرئيس عباس من الجمعية العامة حماية الشعب الفلسطيني (بقوله احمونا)، كما وجهت انتقادات للرئيس عباس لاستقباله الفنان المصري محمد رمضان في مقر اقامته في النيويورك، حيث اعتبر بعض المحللين ان استقبال «أبو مازن» لرمضان في ذكرى حزينة للشعب الفلسطيني وظهوره في المادة الفلمية التي جمعته مع الرئيس عباس وهو يضحك، أحد أسباب فشل كتلة فتح الطلابية في جامعة بير زيت، وقال أحد المعلقين على واحدة من الشاشات الفلسطينية أن رمضان صوت لصالح حماس، بمعنى أن ظهوره مع الرئيس كان سببا من بين أسباب كثيرة تسببت في خسارة كتلة فتح الطلابية التي حصلت على (3 آلاف و539 صوتا) مقابل (4 آلاف و481 صوتا) لحماس.

زر الذهاب إلى الأعلى