أحمد الموسوي.. مبدع لم يمنعه التوحد من إبهار زوار معرض أبوظبي للكتاب

النشرة الدولية –

24 – إعداد: ريم زايد

لو كنت زائراً في أرجاء معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وسمعت الموسيقى التي يعزِفها أحمد الموسوي من بعيد، لن تصدق أنها أنغام من عزف طفل مصاب بطيف التوحد في الثالثة عشرة من العمر.

ينظرُ إليه الجميع بغرابة، وكأن لحظة لمس أنامله الصغيرة للبيانو قد توقف العالم عن السريان، أما والدته التي يغمر الفخر قلبها، فتقفُ من بعيد تناظِرُ أحمد فخورة به.

الموسيقى..لغة

بدأت حكايته مع العزف عندما عانى أحمد من صعوبة في التعبير عن مشاعره، وتكلم في سنٍ متأخرة، فشعر من خلال الموسيقى التي يصدرها البيانو، أنها اللغة التي يريد أن يتحدث بها إلى العالم كما تقول والدته لـ 24.

وحسب والدته، كثيراً ما تعرّض أحمد للتنمر، ولم يستطع مجابهته إلا بعزف آلة البيانو، وتكمل أم أحمد “لاحظ أحمد أن عزفه يعجب المستمعين إليه، فأصبح يعشق العزف أمام الجمهور ليسمع تصفيقه وتشجيعه له”.

وعن إضافة الموسيقى لأحمد تقول لـ 24: “منحت الموسيقى أحمد الكثير،أهمها أن يشعر أن الموسيقى تعبر عما بداخله، وشعوره بأهميته في المجتمع وتقبل الناس له واحترام موهبته”.
أم أحمد عانت من صعوبات عدّة لتغيير الصورة عن أطفال التوحد، وتكمل: “واجهتُ عدة تحديات بسبب قصور فهم بعض المجتمعات لكيفية التعامل مع المصابين بطيف التوحد”.

 “أرني الدنيا بعينيك”

وكان لأم أحمد وابنها الموهوب، حضور لافت في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، عبر كتاب “أرني الدنيا بعينيك”، الذي تعتبره الكاتبة إيمان العليلي، أم أحمد، نتاج خبرتها باعتبارها أم طفل مصاب بطيف التوحد.

وتضيف “حضرتُ ورش عمل كثيرة، وقرأت كثيراً عن التوحد، وانضممت لعدد من المحاضرات، واستطعتُ من خلال الكثير من الأهالي أن أنشر كل ما تعلمت عن هذا الموضوع، ووظفتُه في كتابي”.
أم أحمد اليوم أول كاتبة إماراتية تكتب عن طيف التوحد، بصيغة الرواية، وأدرجت في الكتاب الكثير من المعلومات عن رحلة علاج أحمد، وسردت كل الإخفاقات والنجاحات الي عايشتها وأسرتها مع طفل مصاب بطيف التوحد.

وحسبِ والدته، أخذ أحمد على عاتقه “أن يثبت للعالم أن أطفال التوحد قادرون على المعجزات وأن ما يحتاجونه هو القليل من التفهم والحب”.

@ahmed1almousawi

 

Back to top button