الفلسطينيون يردون على جرائم الاحتلال بعملية “حرميش”
النشرة الدولية –
الغد – د. نادية سعد الدين –
لم يكد عشرات المتطرفين يفترشون بؤرتهم الاستيطانية الجاثمة فوق الأرض الفلسطينية بالضفة الغربية، لتوطينها عقب إخلائها، حتى باغتتهم عملية فلسطينية جديدة أدت لمقتل مستوطن إسرائيلي، وذلك للرد الطبيعي، بحسب منفذيها، على جرائم الاحتلال ومستوطنيه وانتهاكاتهم المتواصلة ضد المسجد الأقصى المبارك ومساعي تقسيمه وتهويده بالكامل.
عملية “حرميش”، المنسوبة إلى المستوطنة المعاد توطينها بعد إخلائها منذ سنوات قرب بلدة قفين شمالي طولكرم، والتي باركتها الفصائل الفلسطينية، أحدثت القلق والإرباك الشديدين داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي وصفت العام الحالي “بالأكثر دموية” بمقتل 20 إسرائيليا، عقب مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار، أمس، بجانب المستوطنة الجاثمة شمالي الضفة الغربية.
وعلى حد زعم جيش الاحتلال، وفق صحيفة “معاريف” الإسرائيلية”، فإن منفذ عملية إطلاق النار تجاوز بمركبته المستوطن وأطلق النار عليه أثناء قيادته السيارة ولاذ بالفرار، فيما نصب جيش الاحتلال الحواجز العسكرية بالمنطقة وبدأ بمطاردة منفذ العملية في شمالي الضفة الغربية.
وتأتي عملية إطلاق النار في ظل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه ضد المسجد الأقصى، وتكثيف محاولات تهويده وتقسيمه، زمنيا ومكنيا، وبعد ساعات قليلة من تنفيذ قوات الاحتلال عملية عسكرية فاشلة في طولكرم، حيث تصدت “كتيبة طولكرم” لجنودها وأوقعت إصابة في صفوفهم وسط تفجير عدد من العبوات الناسفة.
وعلى وقع مطالبة السلطة الفلسطينية بلجنة تحقيق أممية في جرائم الاحتلال وصولا لمحاكمته؛ فقد باركت الفصائل الفلسطينية، عملية إطلاق النار في مستوطنة “حرميش”، واعتبرت أنها الرد الطبيعي على اقتحامات “الأقصى” وهجمات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية؛ مكونات المجتمع الدولي بزيارة الأرض الفلسطينية المحتلة، راصدة ما يتعرض له الفلسطيني من احتلال واستيطان واضطهاد وتنكيل ونظام فصل عنصري (أبرتهايد).
وأدانت “الخارجية الفلسطينية”، اعتداءات المستوطنين وتنظيماتهم المسلحة وجرائمهم ضد الفلسطينيين، وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم، التي تشهد تصعيدا خطيرا ومتسارعا في عموم الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، بحماية جيش الاحتلال وغطاء الحكومة الإسرائيلية.
وانتقدت ما سمته “ضعف ردود الفعل الدولية على انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه، وعدم ارتقائها إلى مستوى معاناة الشعب الفلسطيني، وعدم ترجمتها إلى ضغوط حقيقية على الحكومة الإسرائيلية لوقفها ولإجبارها على تنفيذ إلتزاماتها وتعهداتها كقوة احتلال.
بدوره؛ أكد القيادي في حركة “حماس”، عبد الحكيم حنيني، أن العملية تعكس الجاهزية العالية للشعب الفلسطيني واستعداداته للتصدي لجرائم الاحتلال، التي لن تمر بدون رد قوي، مشددا على أن المسجد الأقصى سيبقى عنوان انتفاضة الشعب الفلسطيني ونضاله.
وبالمثل؛ أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن العملية تمثل ردا طبيعيا ومشروعا على جرائم الاحتلال التي تصاعدت بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان اَخرها في طولكرم ونابلس وجنين.
وقالت إن “العملية جاءت استجابة ميدانية وسريعة من المقاومة الفلسطينية لردع المحتل المجرم وإيلامه في الزمان والمكان المناسبين، وبعثت برسالة قوية أن جرائم العدو المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني لن تمر دون عقاب، حتى تحرير الأرض والمقدسات”.
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، محمد الغول، إن العملية تؤكد فشل منظومة الأمن الصهيونية في الإجهاز والقضاء على فكرة المقاومة، مثلما تأتي كحق ورد طبيعي للفلسطينيين على جرائم الاحتلال المتواصلة.
وأضاف أن العدو الصهيوني لن يفلح في تمرير مخططاته وأهدافه بالنيل من عزيمة وإصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة النضال والكفاح.
وبالمثل؛ اعتبرت كل من لجان المقاومة وحركة المقاومة الشعبية الفلسطينية أن “العملية بأنها تأتي كرد طبيعي وفعلي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، مثلما تثبت أن المقاومة جاهزة للرد على جرائم العدو الصهيوني”.
ودعت أبناء الشعب الفلسطيني الى تصعيد المواجهة ضد الاحتلال ومستوطنيه بكل قوة ردا على جرائمه المتواصلة والمتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك.