انهيار مالي وشيك للأونروا وتدعو إلى دعم ملايين اللاجئين الفلسطينيين
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية

الدستور المصرية –

شهد مقر الأمم المتحدة اليوم الجمعة انعقاد مؤتمر إعلان التبرعات لوكالة الأونروا، بهدف حل المشكلة المالية المزمنة التي تواجهها والدعوة لتعزيز الدعم للوكالة المعنية بمساعدة نحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني.

 

الأمم المتحدة اعتبرت المؤتمر [إعلان التعهدات للأونروا فرصة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة لمواءمة التزامها السياسي بتفويض الوكالة بمساهمات مالية كافية ومستدامة ويمكن التنبؤ بها]،

 

*إرادة سياسية

 

قال المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إن حل المشكلة المالية المزمنة التي تواجه الوكالة يتطلب إرادة سياسية ليُضاهي دعم الجهات المختلفة لمهمة الأونروا، ما توفره لها من موارد.

 

وفي مؤتمر صحفي في نيويورك قال المفوض العام فيليب لازاريني “تكمن المشكلة في التباين بين ما يُتوقع أن تفعله الأونروا والمصادر التي تتوفر لها”.

 

وتدعم الأونروا نحو 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس وهي: غزة، الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، الأردن، لبنان وسوريا. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا عبر التبرعات الطوعية.

 

وأشار لازاريني إلى الطبيعة الفريدة لعمل الأونروا إذ إنها الوكالة الوحيدة المكلفة بتقديم خدمات مماثلة للخدمات الحكومية.

 

وجدد التأكيد على أهمية مواكبة الموارد للاحتياجات، قائلا “إذا انخفضت الموارد لدينا بنسبة 20%، لا يمكننا أن نطلب من 20% من أطفالنا الخروج من المدرسة”.

.. الواقع التاريخي، أن الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس الأونروا في عام 1949 وفوضتها بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.

 

تعمل الأونروا في الضفة الغربية، والتي تشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.

 

وبعد مرور ما يقارب خمسة وسبعين عاما، لا يزال عشرات الآلاف من لاجئي فلسطين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم بسبب ما حصل في عام 1948 نازحين وبحاجة إلى دعم.

 

تساعد الأونروا لاجئي فلسطين على تحقيق كامل إمكاناتهم في التنمية البشرية، وذلك من خلال الخدمات النوعية التي تقدمها في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة والخدمات الاجتماعية، والحماية، والبنى التحتية وتحسين المخيمات، والتمويل الصغير بالإضافة الى المساعدات الطارئة. يتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية.

*برلمان الأونروا الطلابي

.. وشهد المؤتمر مشاركة طالبين من مدارس الأونروا هما لين شرقاوي وأحمد مروان أبو دقّة.

 

تدرس الطالبة لين شرقاوي البالغة من العمر 15 سنة في مدرسة النزهة للبنات التابعة للأونروا في عمان، الأردن. وهي نائبة رئيس برلمان الأونروا الطلابي على مستوى الأردن.

 

نحن لسنا مجرد لاجئين، نحن أطفال نحلم بأن نصبح مواطنين عالميين

 

تحدثت لين إلى الدول الأعضاء ممثلة لأصوات أكثر من نصف مليون شاب وفتاة يدرسون في مدارس الأونروا، حيث قالت:

 

“أقف هنا اليوم أتحدث إليكم بثقة وشغف بفضل التعليم الجيد الذي أتلقاه في مدارس الأونروا”.

 

 

وتابعت قائلة باللغة الإنجليزية:

 

“أنا- مثل نصف مليون طالب في مدارس الأونروا- أشعر بالفخر الشديد بتعليمي وتراثي وثقافتي. نحن أطفال بأحلام وقدرات كبيرة. نحن لسنا مجرد لاجئين من فلسطين. نحن أطفال نحلم بأن نصبح مواطنين عالميين ونريد مساعدة العالم ليصبح مكانا أفضل. التعليم الجيد هو ما سيسمح لنا بالقيام بذلك”.

 

ودعت الدول الأعضاء إلى الإيمان بهم ومنحهم الفرصة.

 

انصتوا إلى طلاب الأونروا

بدوره، أشار تشابا كوروشي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى زيارته الشهر الماضي لمخيم جبل الحسين في العاصمة الأردنية عمان حيث شاهد بنفسه العمل الاستثنائي الذي تقوم به الأونروا.

 

وقال إنه تشرف هناك بلقاء طلاب فلسطينيين، استمد التفاؤل من آمالهم وأحلامهم ومنظورهم للحياة.

 

وأضاف “بدون استثناء، أعرب كل من أولئك الشباب عن الأمل في المستقبل وتطلعاتهم المشرقة لمجتمعاتهم ولفلسطين”.

 

ورحب كوروشي بطالبي الأونروا المشاركـَين في المؤتمر، وحث جميع الحضور على الإنصات لهما وقال إنهما يعيشان ويتنفسان – كل يوم – الدعم الذي لا يقدر بثمن المقدم من الأونروا.

وذكـّر المشاركين في المؤتمر بأن الأمر لا يتعلق بمناقشة النظريات، ولكن بعواقب بشرية على نحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني يعتمدون على خدمات وكالة الأونروا وعلى التعهدات التي سيتم إعلانها في قاعة المؤتمر.

 

وحذر من أن الفشل في معالجة أزمة التمويل التي تواجهها الوكالة سيؤدي إلى الحرمان من خدمات الرعاية الصحية والتعليم والغذاء والماء، لأكثر من يحتاجون إليها.

 

وباللغة العربية اختتم رئيس الجمعية العام كلمته قائلا:

 

 

“عندما كنت شابا دبلوماسيا في المنطقة، كانت احتمالية الوصول إلى حل سلمي أمر في متناول الأمل والتوقع. ولكن اليوم، وبعد عقود من الزمن، تضاءلت هذه الاحتمالية بشكل أكبر، الأمر الذي يأتي تزامنا مع تضاؤل الأمل لدى من يعيشون هناك وهم المتضررون بشكل يومي من عدم الوصول إلى حل. إنني على ثقة بأنكم ستتعهدون بتقديم الدعم وتوفير التمويل اللازم والضروري لتمكين الأونروا من مواصلة القيام بمهامها، لأن ذلك يعود بالنفع ليس على حياة الفلسطينيين فحسب، بل على استقرار المنطقة أيضا”.

 

*حافة الانهيار المالي

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لم يتمكن من حضور المؤتمر بسبب ظرف عائلي طارئ اضطره إلى السفر إلى وطنه البرتغال بشكل مفاجئ.

 

ونيابة عنه حذر رئيس ديوانه كورتيناي راتراي من أن الأونروا على شفا الانهيار المالي.

 

وقال: “كل عام نلتقي، وكل عام نواجه نفس التناقض. من جهة نقر جميعا بالدور الأساسي الذي تقوم به الأونروا، فهي شبكة أمان للأكثر استضعافا وركيزة للاستقرار الإقليمي وحافزا للتنمية وأداة حيوية لمنع الصراع وشريان حياة للأمل والفرص للملايين. ومن جهة أخرى نترك الأونروا عالقة في مأزق مالي.”

 

ويُذكر أن تمويل الأونروا يتم بشكل كامل تقريبا عبر التبرعات الطوعية. وتعمل الأونروا حاليا في ظل عجز مالي يقدر بخمسة وسبعين مليون دولار.

 

وقال راتراي، نيابة عن الأمين العام، إن عواقب أي خفض آخر في ميزانية الأونروا ستكون كارثية وستؤثر على الملايين من لاجئي فلسطين الذين يعتمدون على خدماتها الأساسية.

 

وأكد عدم وجود بديل للحل السياسي الذي يحقق رؤية الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام. وأضاف “ولكن الواقع على الأرض، من استمرار الاحتلال إلى توسيع بناء المستوطنات، يعمل ضدنا. في هذه الصورة القاتمة، تعد الأونروا أحد أشعة الأمل القليلة”.

 

وحث الأمين العام في كلمته، التي قرأها رئيس ديوانه، جميع المشاركين في المؤتمر على دعم هذا الأمل والقيام بدورهم لضمان توفير التمويل الكامل للأونروا كي تواصل مساعدة لاجئي فلسطين.

 

 

“على هذه الأرض ما يستحق الحياة”

تحدث الطالب الفلسطيني أحمد مروان أبو دقّة، الطالب في مدرسة خزاعة الإعدادية للبنين في خان يونس، وهي واحدة من 700 مدرسة تديرها الأونروا.

 

افتتح الطالب أبو دقة- وهو عضو برلمان الأونروا الطلابي- كلمته باقتباس من الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش قائلا: “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.

 

من جهته حذر المفوض العام من أن الأونروا لن يكون لديها تمويل أو نقد اعتبارا من سبتمبر لمواصلة تشغيل مدارسها، كما أن الموارد اللازمة لعمل مراكزها الصحية والخدمات الحيوية الأخرى آخذة في النفاد.

 

وردا على سؤال حول مساهمة الدول العربية في ميزانية الأونروا قال لازاريني إنه ليس على دراية بعد بأي التزام ملموس بزيادة تلك المساهمة خلال العام الحالي. ولكنه أعرب عن تفاؤله لما سمعه من تصريحات بهذا الشأن.

 

*وثيقة

كلمة المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أثناء افتتاح مؤتمر إعلان التبرعات للأونروا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 2 حزيران/يونيو 2023.

السيد الرئيس، أصحاب السعادة، السيدات والسادة،

 

أود أن أعرب عن تقديري لك، السيد رئيس الجمعية العامة، على عقد هذا المؤتمر.

 

كما أعرب عن امتناني لسعادة السفير كورتيناي راتراي، رئيس الديوان في المكتب التنفيذي للأمين العام، على حضورك اليوم وعلى إيصال رسالة الدعم القوية من الأمين العام.

 

واسمحوا لي أيضا أن أرحب بكل من لين وأحمد، وهما من طلبة الأونروا من الأردن وقطاع غزة، تباعا. وفي هذا اليوم فهم موجودون هنا لتمثيل ونقل أصوات نصف مليون طالب وطالبة من الأونروا من كافة انحاء المنطقة.

 

السيدات والسادة،

 

غالبا ما يتم الإشادة بالأونروا لنتائجها وتأثيرها على حياة لاجئي فلسطين، على الرغم من الأزمات العديدة.

 

خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت المنطقة تصعيدا جديدا في قطاع غزة، وزلزال في سوريا، ومستويات غير مسبوقة من العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية، وانهيار مالي في لبنان وانتعاش اقتصادي بطيء من جائحة كوفيد في الأردن.

 

وقد استمرت خدمات الأونروا طوال ذلك الوقت.

 

وواصل الفتيان والفتيات من اللاجئين الفلسطينيين الوصول إلى أكثر من 700 مدرسة تابعة للأونروا في جميع أنحاء المنطقة.

 

واصل اللاجئون الشباب دراسة تكنولوجيا الطاقة المتجددة وصيانة السيارات الهجينة في مراكز التدريب لدينا.

 

كما وتلقى ما يقرب من مليوني لاجئ الرعاية الصحية في عياداتنا.

 

وكذلك تلقى مليونان من اللاجئين الأكثر عوزا مساعدات غذائية ونقدية.

 

وأثناء تشغيل جميع هذه الخدمات، فقد حرصنا على تحسين تقديم الخدمات من خلال الرقمنة واتخذنا خطوات نحو الاستدامة البيئية.

 

 

السيد الرئيس،

 

إن صمود اللاجئين الفلسطينيين وتصميمهم في مواجهة الشدائد والنزوح ينبغي ألا تجعلنا نتجاهل المأساة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا.

 

نواجه في قطاع غزة، بعيدا عن الدمار والخسائر في الأرواح وسبل العيش، نواجه أزمة نفسية-اجتماعية ذات عواقب طويلة الأجل. ويعاني واحد من كل اثنين من طلاب الأونروا في غزة من الصدمة ويحتاج إلى دعم متخصص لمواصلة التعلم.

 

وفي لبنان، تستقل أعداد متزايدة من اللاجئين، وأحيانا عائلات بأكملها، قوارب الموت المتجهة إلى أوروبا بدافع اليأس.

 

وتركت اثنا عشر عاما من النزاع في سوريا العديد من اللاجئين دون خيار آخر سوى العودة للعيش وسط أنقاض منازلهم مع محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية.

 

وفي هذا السياق، تعتبر خدمات الأونروا بالنسبة للعديد من اللاجئين المصدر الوحيد للحياة الطبيعية. حتى أنها المصدر الوحيد للأمل في بعض الحالات.

 

أصدقاء الأونروا الأعزاء،

 

بفضل دعمكم، كانت الوكالة وما زالت واحدة من أنجح قصص التنمية في المنطقة لجهات متعددة الأطراف.

 

ولكن هل ستستمر في أن تكون كذلك؟

 

يطلب منا تقديم خدمات شبيهة بخدمات الحكومة، ولكننا لا نتلقى الوسائل للقيام بذلك.

 

كما وننقل معنا ديونا كبيرة وذلك للسنة الرابعة على التوالي.

 

ويدفعنا نقص التمويل المزمن إلى العمل في ظل تدابير تقشفية شديدة.

 

وهذا يؤثر على جودة خدماتنا ويحد من قدرتنا على الاستجابة للتحديات الجديدة.

 

إن برنامجنا التعليمي غير مؤهل للاستجابة بفعالية لخسائر التعلم الناجمة عن جائحة كوفيد بسبب نقص الاستثمار.

 

وقد بدأ نظامنا الصحي الممتاز، الذي وصل لمعايير التطعيم الشامل، في الانخفاض دون معايير منظمة الصحة العالمية في بعض المناطق.

 

ويؤدي نقص التمويل إلى إضعاف ثقة الموظفين واللاجئين في الوكالة.

 

لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟

 

 

في البيئة السياسية الحالية، لم يعد نموذج الأونروا، المتمثل بتقديم خدمات شبيهة بالخدمات العامة بناء على التمويل الطوعي، ذي فعالية.

 

ولم يعد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على قمة الأولويات نظرا للتغيرات والتحولات الجيوسياسية في كل من المنطقة والعالم، وظهور أزمات إنسانية جديدة – كما هو الحال اليوم في أوكرانيا.

 

وقد أثر هذا الواقع، إلى جانب التطورات السياسية الداخلية في البلدان المانحة، بما في ذلك تعاظم مستويات عدم الاكتراث ناهيكم عن الحملات ذات الدوافع السياسية لتشويه سمعة الوكالة، وهذه كلها اثرت على تمويل الأونروا.

 

ومن دواعي القلق البالغ أن بعض المانحين الأكثر التزاما ا قد أعربوا عن أنهم سيقللون بدرجة كبيرة من تبرعاتهم للوكالة هذا العام.

 

ومن المهم بمكان أن نضع بعين الاعتبار أن الأونروا ليست وكالة إنسانية أو إنمائية عادية يمكنها توسيع نطاق برامجها أو خفضها وفقا للتمويل الذي تحصل عليه.

 

وتدعو ولايتنا إلى حصول اللاجئين الفلسطينيين على التعليم والرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الوكالة.

 

وبالتالي، ما الذي يتوقع من الأونروا تقليصه؟

 

هل تطلب أي من حكوماتكم تقليص اعداد الطلبة بنسبة 20 أو 30 % من المدارس العامة حتى تتمكن من الاستمرار ضمن حدود ميزانيتها المالية؟

 

أصحاب السعادة، السيدات والسادة،

 

بينما أخاطبكم اليوم، لا أملك الأموال اللازمة لإبقاء مدارسنا ومراكزنا الصحية وغيرها من الخدمات قيد التشغيل اعتبارا من أيلول/سبتمبر.

 

نحن أيضا بحاجة ماسة إلى مبلغ إضافي قدره 75 مليون دولار أمريكي للحفاظ على خط إمدادات المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص في قطاع غزة.

 

وأيضا نحن بحاجة إلى مبلغ 30 مليون دولار أمريكي للحفاظ على المساعدات النقدية والغذائية لـ 600,000 لاجئ فلسطيني في سوريا ولبنان والأردن.

 

إن الاخفاق في جمع الأموال اللازمة سيكون له آثار إنسانية وسياسية وأمنية هائلة على المنطقة وخارجها.

 

إنني أدرك تماما أنكم سئمتم من الاستماع عاما بعد عام إلى الأزمة المالية للأونروا.

 

يعتقد الكثير منكم بطريقة ما أنه يمكننا الاستمرار في “التدبر والخروج من الأزمة”.

 

وتعتقد مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين ذلك أيضا.

 

لكن الأزمة حقيقية.

 

إن أكبر تهديد وجودي لنا الآن هو الاستمرار في إنكار شدة الأزمة التي تحاصرنا الآن والاعتقاد أن الوضع الراهن لا يزال فعالا.

 

وسيؤدي ذلك حتما إلى الانهيار الداخلي للأونروا.

 

لا يشكل سد فجوة التمويل اليوم شيئا على المجتمع الدولي بالمقارنة مع ما قد يكلفه إذا انهارت الوكالة في الأشهر المقبلة.

 

 

السيد الرئيس،

 

لقد أشرت دائما إلى المهمة المستحيلة للتوفيق بين:

 

 

* الولاية المسندة من الجمعية العامة؛

 

* وتوقعات اللاجئين الفلسطينيين والبلدان المضيفة بأن تواصل الأونروا تقديم جميع الخدمات. سينظر إلى أي تقليص على أنه تخلي عن حقوق لاجئي فلسطين؛

 

* تزايد احتياجات اللاجئين بسبب تفاقم الفقر والنزاعات؛ وكذلك

 

* ركود الموارد من الجهات المانحة وانعدام إمكانية الاعتماد عليها.

 

 

لقد أصبحت هذه معادلة من المستحيل التغلب عليها وتجاوزها.

 

وخلال الأشهر الـ 18 الماضية، عملت مع البلدان المضيفة والجهات المانحة لإيجاد حلول طويلة الأجل للتحديات المالية التي تواجهها الوكالة.

 

كما وناقشنا توسيع الشراكات والسعي للحصول على مزيد من التمويل متعدد السنوات.

 

وبحثنا أيضا الزيادات من الميزانية العادية للأمم المتحدة لتغطية التكاليف التشغيلية.

 

لكن أيا من هذه الخيارات، سواء بشكل فردي أو جماعي، لن يشكل نقطة التحول التي تحتاجها الأونروا، واللاجئون والبلدان المضيفة والمنطقة.

 

 

في الختام،

 

صوتت الجمعية العامة في كانون الأول الماضي بأغلبية ساحقة لتجديد ولايتنا لثلاثة سنوات أخرى.

 

يتطلب التزامنا الجماعي تجاه حقوق اللاجئين الفلسطينيين مسؤولية مشتركة على ثلاثة مستويات:

 

أولا: يتطلب الأمر على وجه السرعة استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط للتوصل إلى حل سياسي.

 

ثانيا: يتطلب تمتع جميع اللاجئين الفلسطينيين تمتعا كاملا بأبسط حقوق الإنسان الأساسية لهم، بما في ذلك الحق في العمل.

 

ثالثا: يتطلب وجود الأونروا بشكل مستدام في ظل غياب بديل وحل سياسي عادل ودائم.

 

وبما أننا نقترب من إحياء ذكرى مرور 75 عاما على إنشاء الوكالة، فإنني أناشدكم التفكير بجدية في سبل النهوض بمسؤوليتنا المشتركة تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

 

وقد حان الوقت لبذل جهود حقيقية للحفاظ على عقود من الاستثمار في تنميتها البشرية وفي الاستقرار الإقليمي.

 

لقد حان الوقت للتفكير في واجبنا الجماعي تجاه اللاجئين الفلسطينيين في المستقبل.

 

وهو يتطلب الإرادة سياسية والعمل للتغلب على الوضع الراهن وتخطيه.

 

وحتى يحين مثل هذا الوقت، فيجب أن تستمر الوكالة ماليا.

 

لذلك أناشدكم جميعا اليوم أن تمدوا الأونروا بالأموال والقدرة على التنبؤ التي نحتاجها لدعم مدارسنا ومراكزنا الصحية وغيرها من الخدمات الحيوية.

 

أناشدكم جميعا أن تبقوا على الأمل حيا لنصف مليون طفل مثل لين وأحمد. انتهى.

 

 

مناشدة الأمم المتحدة، حدث تاريخي مهم في هذه المرحلة تاريخ القضية الفلسطينية، الأمر الذي يحتاج إلى تحالف دولي عربي، وتعاون أممي، يمنع انهيار وكالة الغوث، في وقت تعددت في وكالات الإغاثة وزادت إعداد اللاجئين في كل دول المنطقة والعالم.

 

 

الوثيقة تحذير لبث روح التعاون الدولي لمنع انهيار عمل وكالة الغوث، وهو أمر عصيب في وضع الأزمة الاقتصادية العالمية واستمرار الحرب الأوكرانية، الروسية وتفشي التضخم والجوع والفقر في دول العالم كافة.

زر الذهاب إلى الأعلى