السفير الروسي: سياسة الكويت تتسم بالحكمة والتوازن
أكد عقد الدورة الثالثة للحوار الروسي - الخليجي الشهر المقبل
النشرة الدولية –
النهار الكويتية – سميرة فريمش –
اشاد سفير روسيا الاتحادية لدى البلاد فلاديمير جيلوث بسياسة الكويت الخارجية التي وصفها بالحكيمة والمتوازنة والبراغماتية.
واكد في مؤتمر صحافي هو الاول منذ اعتماده سفيرا لبلاده على عمق ومتانة العلاقات بين البلدين طوال 60 سنة الماضية، ووصف السياسة الكويتية بالمتوازنة والحكيمة حتى في سنوات الحرب الباردة بين القطبين.
ولفت الى ان اقامة العلاقات مع الكويت عام 1963 تمت عن طريق سفارة الاتحاد السوفيتي السابق في واشنطن، لافتا ان القيادة الكويتية تتمتع بالحكمة.
واضاف أن هذا النهج لايزال قائما من خلال التواصل مع الدول الرئيسية في العالم، وروسيا ترحب بعلاقات الكويت مع كل الدول، موضحا ان بلاده تقدر السياسة الكويتية وتحترمها.
وعن أولويات عمله قال ان كل سفير يهتم بالملفات السياسية والاقتصادية والإنسانية، مشيرا الى آلية للتشاور بين وزارتي الخارجية في البلدين، مضيفا: «ستعقد الدورة الثالثة للحوار الروسي – الخليجي في يوليو المقبل في موسكو».
وعن موقف الكويت من الازمة الروسية – الاوكرانية، قال إن الكويت تمارس سياستها الحكيمة والمتوازنة والبراغماتية حول مجريات الامور في اوكرانيا، كاشفا عن مسودة القرار الحكومي الروسي لدى الجانب الكويتي لإلغاء تأشيرة الدخول لمواطني البلدين لجميع الجوازات وليس الدبلوماسية فقط، وذلك في اطار جذب روسيا السياح اليها، لافتا الى اصدار آلاف التأشيرات لكويتيين وغيرهم لزيارة روسيا، واصفا هذه الخطوة بالمهمة جدا، لافتا الى توافر رحلة طيران يوميا بين الكويت وموسكو مع مفاوضات لفتح خط مباشر الى مدينة سوتشي ومدن اخرى.
ولفت الى الغاء تأشيرة الدخول لبلاده لكل من مواطني المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
ولفت الى استمرار التعاون العسكري الكويتي – الروسي «طالما توجد اسلحة روسية الصنع لدى الجيش الكويتي وتحتاج الى تحديث وقطع غيار، ولكن لم اسمع منذ سنوات عن تدريبات ومع هذا وان كانت هناك رغبة كويتية فستدرسها روسيا ونحن منفتحون على الجانب الكويتي».
واوضح تأثر حجم التبادل التجاري بين الكويت وروسيا بالعقوبات الغربية المفروضة على التحويلات المصرفية والمالية لبلاده، ووجه رسالة اطمئنان بشأن الاستثمارات الكويتية والخليجية والدولية في بلاده، مؤكدا ان روسيا تحافظ على هذه الاستثمارات، كما انها تحظى باحترام الدولة مع الالتزام بقواعد القانون الدولي الخاصة بالملكية، مع عدم وجود قيود على التجارة والاستثمارات.
رؤوس الأموال
ودعا اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة الى تنويع استثماراتهم بعد تغير العالم من وحيد القطب الى متعدد الاقطاب، لافتا لقلق لدى المستثمرين في كل من الولايات المتحدة والدول الاوروبية نتيجة للاوضاع الراهنة وتراجع الدولار وارتفاع حجم الدين.
واشار الى ان روسيا موجودة وستظل موجودة مع اصدقائها العرب في قضاياهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي.
وتطرق جيلوت الى ما يدور في سوق النفط العالمي بين الدول المنتجة والمستهلكة وكيفية سداد ثمن البيع بعملة اخرى غير الدولار، مشيرا الى ان المؤشرات تؤكد ان منطقة شرقي آسيا ستصبح مركزا للتطور الاقتصادي العالمي على الرغم من بعض الدول الكبرى، ولا احد سيمنع ذلك، لافتا في الوقت ذاته على اعتماد دول آسيا على النفط الخليجي أكثر من الدول الغربية.
وعن مشاركة رئيس اوكرانيا في القمة العربية التي عقدت أخيراً في السعودية، قال: «إن خطابه المسيَّس كان لجذب الانظار والتعاطف»، لافتا ان الدول الغربية قلصت وسائل الاعلام الروسية بلغاتها الروسية والاسبانية والفرنسية، للتخوف من شرحها للحقائق ولإبعاد الناس عن معرفة وجهات النظر الروسية.
واشار جيلوت الى انه عمل في الكويت من عام 1995 الى عام 2000، ثم عاد سفيرا، مشيرا الى ترحيبه بالتعامل مع الصحافة الكويتية التي لها درجة كبيرة من الحرية مقارنة بحساسية الاعلام العربي، ولافتا الى إجراء المزيد من اللقاءات مع الصحافيين متمنيا مراعاة الدقة في نقل المعلومات.