في نهاية الحرب الروسية – الأوكرانية.. الجميع يخسر!
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

وجدت دراسة من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ، باستخدام بيانات من 1946 إلى 2021 جمعتها جامعة أوبسالا ، أن 26 بالمائة من الحروب بين الدول تنتهي في أقل من شهر و 25 بالمائة أخرى في غضون عام. لكن الدراسة وجدت أيضًا أنه “عندما تستمر الحروب بين الدول لفترة أطول من عام ، فإنها تمتد إلى أكثر من عقد في المتوسط]،بينما يشير” صموئيل شاراب” كبير العلماء السياسيين في مؤسسة RAND ومؤلف مشارك لكتاب ” الجميع يخسر: الأزمة الأوكرانية والمسابقة المدمرة لأوراسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي”، وهو المعروف انه كان ضمن “فريق تخطيط السياسات” في وزارة الخارجية الأمريكية خلال إدارة أوباما.

يشير في دراسة لمجلة( الشؤون الخارجية فورين أفيرز) إلى حقائق عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية حول طبيعة ما وصلت إليه الحرب الروسية الأوكرانية، يقول بعنوان :” حرب لا يمكن الفوز بها؛ واشنطن بحاجة إلى لعبة نهائية في أوكرانيا” :

“كان الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 لحظة واضحة للولايات المتحدة وحلفائها”، بمعنى أنه كانت أمامهم مهمة عاجلة: مساعدة أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي ومعاقبة موسكو على تجاوزاتها،بينما كان الرد الغربي واضحًا منذ البداية ، كان الهدف – نهاية اللعبة – غامضًا”.

*كيف يمكن تفسير ذاك؟

.. “شاراب”، يرى أن الغموض، كان سمة أكثر من كونه خطأً في سياسة الولايات المتحدة، في إشارة إلى كما مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الذي قال في يونيو 2022 ، “لقد امتنعنا في الواقع عن وضع ما نعتبره نهاية اللعبة. . لقد ركزنا على ما يمكننا القيام به اليوم وغدًا والأسبوع المقبل لتقوية يد الأوكرانيين إلى أقصى حد ممكن ،[ أولاً] في ساحة المعركة؛ و[ثانيا] في النهاية على طاولة المفاوضات “.

ويفسر “شاراب”: كان هذا النهج منطقيًا في الأشهر الأولى من الصراع،فقد كان مسار الحرب بعيدًا عن الوضوح في تلك المرحلة. كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يزال يتحدث عن استعداده للقاء نظيره الروسي ، فلاديمير بوتين ، ولم يزود الغرب كييف بعد بأنظمة صاروخية أرضية متطورة ، ناهيك عن الدبابات والصواريخ بعيدة المدى كما هو الحال اليوم. بالإضافة إلى ذلك ، سيكون من الصعب دائمًا على الولايات المتحدة التحدث عن وجهة نظرها بشأن هدف الحرب التي لا تخوضها قواتها… ويويطرح المحلل رؤيته من البداية؛ فيؤكد:الأوكرانيون؛ هم من يموتون من أجل بلدهم ، لذلك عليهم في النهاية أن يقرروا متى يتوقفون – بغض النظر عما قد تريده واشنطن.

* حان الوقت لأن تضع الولايات المتحدة رؤية لكيفية انتهاء الحرب.

.. تستند دراسة ” صموئيل شاراب” إلى أن خمسة عشر شهرًا من القتال:

*1.:

كان فيها أيًا من الطرفين لا يملك القدرة – حتى بمساعدة خارجية – لتحقيق نصر عسكري حاسم على الآخر.

*2.:

كما أنه وبغض النظر عن المساحة التي يمكن للقوات الأوكرانية تحريرها ، تحتفظ روسيا بالقدرة على تشكيل تهديد دائم لأوكرانيا.

*3.:

سيكون للجيش الأوكراني, القدرة على تعريض أي منطقة تحتلها القوات الروسية للخطر في البلاد – وفرض تكاليف على الأهداف العسكرية والمدنية داخل روسيا نفسها.

هذه العوامل,, ستؤدي، بحسب “شاراب” إلى صراع مدمر يمتد لسنوات ولا ينتج عنه نتيجة نهائية. وهو يؤكد ان الولايات المتحدة وحلفاؤها، سيواجهون خيارًا بشأن استراتيجيتهم المستقبلية، قد يمكنهم البدء في محاولة توجيه الحرب نحو نهاية تفاوضية في الأشهر المقبلة. أو يمكنهم القيام بذلك بعد سنوات من الآن. إذا قرروا الانتظار ، فمن المرجح أن تكون أساسيات الصراع هي نفسها ، لكن تكاليف الحرب – البشرية والمالية ، وغيرها – سوف تتضاعف. وبالتالي ، فإن الإستراتيجية الفعالة لما أصبح أكثر الأزمات الدولية تبعية في جيل واحد على الأقل تتطلب من الولايات المتحدة وحلفائها تحويل تركيزهم والبدء في تسهيل نهاية اللعبة.

*الوقت المناسب للغرب لبدء المناقشات حول نهاية اللعبة

لمجلة( الشؤون الخارجية- فورين أفيرز)، حدد “شاراب، مقولة نظرية في العلاقات والتعاون الدولي، تدرك حقيقة سياسية أمنية، هي :” ينصب اهتمام صانعي السياسة الغربيين في المقام الأول على تقديم المعدات العسكرية والاستخبارات والتدريب اللازم لتحقيق ذلك. مع وجود الكثير من التقلبات على ما يبدو في ساحة المعركة ، قد يجادل البعض بأن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للغرب لبدء المناقشات حول نهاية اللعبة. بعد كل شيء ، فإن مهمة منح الأوكرانيين فرصة لشن حملة هجومية ناجحة تستنزف بالفعل موارد الحكومات الغربية. ولكن حتى إذا سارت الأمور على ما يرام ، فلن يؤدي الهجوم المضاد إلى نتيجة عسكرية حاسمة. في الواقع ، حتى التحركات الرئيسية على خط المواجهة لن تنهي الصراع بالضرورة.

.. والخلاصة:لا تنتهي الحروب بين الدول عمومًا عندما يتم دفع قوات أحد الأطراف إلى ما وراء نقطة معينة على الخريطة. بعبارة أخرى ، غزو الأراضي – أو الاستيلاء عليها – ليس في حد ذاته شكلاً من أشكال إنهاء الحرب. من المحتمل أن يكون الأمر نفسه صحيحًا في أوكرانيا: حتى لو نجحت كييف بما يتجاوز كل التوقعات وأجبرت القوات الروسية على التراجع عبر الحدود الدولية ، فلن تتوقف موسكو بالضرورة عن القتال. لكن قلة في الغرب يتوقعون هذه النتيجة في أي وقت ، ناهيك عن المدى القريب. وبدلاً من ذلك ، فإن التوقعات المتفائلة للأشهر المقبلة هي أن الأوكرانيين سيحققون بعض المكاسب في الجنوب ، وربما يستعيدون أجزاء من منطقتي زابوريزهزه وخيرسون ، أو صد الهجوم الروسي في الشرق.

هذه المكاسب المحتملة ستكون مهمة ، وهي بالتأكيد مرغوبة، لكنها تعني :

أ. : سيتعرض عدد أقل من الأوكرانيين لأهوال الاحتلال الروسي التي لا توصف.

ب. : قد تستعيد كييف السيطرة على الأصول الاقتصادية الرئيسية ، مثل محطة الطاقة النووية زابوريزهزهيا ، الأكبر في أوروبا.

ج. : من الممكن أن تتعرض روسيا لضربة أخرى لقدراتها العسكرية ومكانتها العالمية ، مما يزيد من تكاليف ما كان بمثابة كارثة استراتيجية لموسكو.

*الأمل في العواصم الغربية

..” شاراب” يلجأ إلى تعزيز الأمل، الذي هو من عناوين المعركة في العواصم الغربية، أن مكاسب كييف في ساحة المعركة ستجبر بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. ومن المحتمل أن تؤدي انتكاسة تكتيكية أخرى إلى إضعاف تفاؤل موسكو بشأن استمرار القتال. ولكن كما أن فقدان السيطرة على الأرض لا يعني خسارة الحرب ، فإنه لا يؤدي بالضرورة إلى تنازلات سياسية. يمكن أن يعلن بوتين جولة أخرى من التعبئة ، أو تكثيف حملة القصف على المدن الأوكرانية ، أو مجرد الإبقاء على الخط ، مقتنعًا بأن الوقت سوف يعمل لصالحه وضد أوكرانيا. قد يستمر في القتال حتى لو كان يعتقد أنه سيخسر. اختارت دول أخرى الاستمرار في القتال على الرغم من الاعتراف بحتمية الهزيمة: فكر ، على سبيل المثال ، في ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. باختصار ، لن تؤدي المكاسب في ساحة المعركة في حد ذاتها بالضرورة إلى إنهاء الحرب.

يضع المحلل نظريته في تخطيط السياسات الدولية في الأزمات ويقول:

يعد موقع خط المواجهة جزءًا مهمًا من الواقع في المعركة ، لكنه بعيد عن الجزء الأكثر أهمية. وبدلاً من ذلك ، فإن الجوانب الرئيسية لهذا الصراع ذات شقين:

*الشق الأول: التهديد المستمر الذي سيشكله كلا الجانبين لبعضهما البعض ،

*الشق الثاني:النزاع غير المحسوم حول مناطق أوكرانيا التي ادعت روسيا ضمها. من المرجح أن تظل ثابتة لسنوات عديدة قادمة.

استنادا لنظرية، يرى “شاراب” :بغض النظر عن مكان خط المواجهة ، ستتمتع روسيا وأوكرانيا بالقدرات على تشكيل تهديد دائم لبعضهما البعض. لكن أدلة العام الماضي تشير إلى أن أيا منهما لا يملك أو لن يكون لديه القدرة على تحقيق نصر حاسم – بافتراض ، بطبيعة الحال ، أن روسيا لا تلجأ إلى أسلحة الدمار الشامل (وحتى هذا قد لا يضمن النصر). في أوائل عام 2022 ، عندما كانت قواتها في حالة أفضل بكثير ، لم تستطع روسيا السيطرة على كييف أو الإطاحة بالحكومة الأوكرانية المنتخبة ديمقراطياً. في هذه المرحلة ، يبدو أن الجيش الروسي غير قادر على الاستيلاء على جميع مناطق أوكرانيا التي تدعي موسكو أنها تابعة لها. في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ، أجبر الأوكرانيون الروس على التراجع إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبر في منطقة خيرسون. اليوم، الجيش الروسي ليس في دولة للرد عبر النهر للاستيلاء على بقية مناطق خيرسون وزابوريزهزيا. محاولتها في كانون الثاني (يناير) للتقدم شمالًا على سهول منطقة دونيتسك بالقرب من فوهليدار – وهو هجوم أقل ضرائب بكثير من عبور النهر – انتهى بحمام دم للروس.

في غضون ذلك ، تحدى الجيش الأوكراني التوقعات وربما يستمر في فعل ذلك. لكن هناك عوائق كبيرة أمام تحقيق مزيد من التقدم على أرض الواقع. القوات الروسية تحفر بشدة في محور التقدم الأكثر احتمالا في الجنوب. تُظهر صور الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر أنهم قاموا بإنشاء دفاعات مادية متعددة الطبقات – خنادق جديدة ، وحواجز مضادة للمركبات ، وعقبات ومعايرات للمعدات والعتاد – عبر خط المواجهة الذي سيثبت أنه من الصعب اختراقه. خففت التعبئة التي أعلن عنها بوتين الخريف الماضي من مشاكل القوى العاملة التي سمحت في وقت سابق لأوكرانيا بالتقدم في منطقة خاركيف ، حيث كانت الخطوط الروسية ضعيفة الدفاع عرضة لهجوم مفاجئ. والجيش الأوكراني لم يختبر إلى حد كبير في الحملات الهجومية التي تتطلب دمج قدرات مختلفة. كما تكبدت خسائر كبيرة خلال الحرب ، كان آخرها في معركة باخموت ، وهي مدينة صغيرة في منطقة دونيتسك. تواجه كييف أيضًا نقصًا في الذخائر المهمة ، بما في ذلك المدفعية والدفاعات الجوية ، كما أن خليط المعدات الغربية التي تلقتها أدى إلى إجهاد موارد الصيانة والتدريب.

*القيود المفروضة

ينحاز المحلل، إلى ما تشير، إليه، – ما اسماها- “القيود المفروضة”، على كلا الجانبين بقوة إلى أنه لن يحقق أي منهما أهدافه الإقليمية المعلنة بالوسائل العسكرية في الأشهر أو حتى السنوات المقبلة. *عمليا:بالنسبة لأوكرانيا :

الهدف واضح للغاية: كييف تريد السيطرة على جميع أراضيها المعترف بها دوليًا ، والتي تشمل شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونباس التي احتلتها روسيا منذ عام 2014.

*عمليا: بالنسبة لروسيا:

موقف روسيا ليس قاطعًا تمامًا لأن موسكو حافظت على الغموض حول الموقع من حدود منطقتين من الأقاليم الأوكرانية الخمس التي تدعي أنها ضمتها: زابوريزهزهيا وخيرسون. بغض النظر عن هذا الغموض ، فإن المحصلة النهائية هي أنه لا أوكرانيا ولا روسيا من المحتمل أن تفرض سيطرتها على ما تعتبره أراضيها. (هذا لا يعني أن مطالبات كلا الطرفين يجب أن تحظى بشرعية متساوية. لكن عدم شرعية الموقف الروسي الواضح لا يبدو أنه يردع موسكو عن إمساكه). بعبارة أخرى ، ستنتهي الحرب دون حل النزاع الإقليمي. إما روسيا أو أوكرانيا ، أو ، على الأرجح ، كلاهما ، سيتعين عليها تسوية خط سيطرة بحكم الأمر الواقع لا يعترف به أي منهما كحدود دولية.

.. لهذا، وبحسب حماسة “الشؤون الخارجية- فورين أفيرز”، كدافعية للأبحاث والدراسات، قد تؤدي هذه العوامل الثابتة إلى حد كبير إلى حرب ساخنة طويلة الأمد بين روسيا وأوكرانيا. في الواقع ، يشير التاريخ إلى أن هذه هي النتيجة الأكثر ترجيحًا.

ذلك يعني، وفق الدراسات :ستكون الحرب الطويلة بين روسيا وأوكرانيا أيضًا إشكالية كبيرة للولايات المتحدة وحلفائها ، كما أظهرت دراسة حديثة لمؤسسة RAND شاركت في تأليفها مع العالمة السياسية ميراندا بريبي. إن الصراع الذي طال أمده من شأنه أن يبقي خطر التصعيد المحتمل – إما للاستخدام النووي الروسي أو إلى الناتو -روسيا، الحرب – في مستواها المرتفع الحالي. ستكون أوكرانيا، بحاجة إلى دعم الحياة الاقتصادية والعسكرية شبه الكاملة من الغرب ، مما سيؤدي في النهاية إلى تحديات في الميزانية للدول الغربية ومشاكل استعداد لجيوشها. سوف تستمر التداعيات الاقتصادية العالمية للحرب ، بما في ذلك تقلب أسعار الحبوب والطاقة. لن تكون الولايات المتحدة قادرة على تركيز مواردها على أولويات أخرى ، وسيتعمق اعتماد روسيا على الصين. على الرغم من أن الحرب الطويلة ستزيد من إضعاف روسيا ، إلا أن هذه الفائدة لا تفوق هذه التكاليف.

بينما يجب على الحكومات الغربية أن تستمر في بذل كل ما في وسعها لمساعدة أوكرانيا في الاستعداد للهجوم المضاد ، فإنها تحتاج أيضًا إلى تبني استراتيجية لإنهاء الحرب – وهي رؤية لنهاية اللعبة يمكن تصديقها في ظل هذه الظروف البعيدة عن المثالية. لأن النصر العسكري الحاسم غير مرجح إلى حد كبير ، فإن بعض الألعاب النهائية لم تعد معقولة. نظرًا لاستمرار الخلافات الجوهرية بين موسكو وكييف بشأن القضايا الأساسية مثل الحدود ، فضلاً عن المظالم الشديدة بعد وقوع العديد من الضحايا والوفيات بين المدنيين ، فإن معاهدة سلام أو تسوية سياسية شاملة تطبيع العلاقات بين روسيا وأوكرانيا تبدو مستحيلة أيضًا. سيكون البلدان أعداء لفترة طويلة بعد انتهاء الحرب الساخنة.

بالنسبة للحكومات الغربية وكييف ، قد يبدو إنهاء الحرب دون أي مفاوضات أفضل من التحدث إلى ممثلي الحكومة التي ارتكبت عملاً عدوانيًا غير مبرر وجرائم حرب مروعة. لكن الحروب بين الدول التي وصلت إلى هذا المستوى من الشدة لا تميل ببساطة إلى التلاشي دون مفاوضات. إذا استمرت الحرب ، فسيكون من الصعب للغاية تحويلها مرة أخرى إلى صراع محلي منخفض الكثافة مثل النزاع الذي حدث في دونباس من 2014 إلى 2022. خلال تلك الفترة ، كان للحرب تأثير ضئيل نسبيًا على الحياة في الخارج. منطقة الصراع في أوكرانيا. الطول الهائل لخط المواجهة الحالي (أكثر من 600 ميل) ، والضربات على المدن والأهداف الأخرى خارج الخط ، والتعبئة الجارية في كلا البلدين (جزئيًا في روسيا ، الإجمالي في أوكرانيا) سيكون له تأثيرات نظامية – وربما شبه وجودية – على الطرفين المتحاربين. على سبيل المثال ، من الصعب تخيل كيف يمكن للاقتصاد الأوكراني أن يتعافى إذا ظل مجاله الجوي مغلقًا ، وظلت موانئه محاصرة إلى حد كبير ، ومدنها تحت القصف ، ورجالها في سن العمل يقاتلون في الجبهة ، وملايين اللاجئين غير راغبين في العودة إلى دولة. لقد تجاوزنا النقطة التي يمكن أن يقتصر فيها تأثير هذه الحرب على منطقة جغرافية معينة.

*حقائق من الواقع

*الحقيقة الاولى:

أن المحادثات ستكون ضرورية ولكن التسوية غير واردة ، فإن النهاية الأكثر منطقية هي اتفاقية الهدنة. إن الهدنة – وهي اتفاقية دائمة لوقف إطلاق النار لا تجسر الانقسامات السياسية – من شأنها أن تنهي الحرب الساخنة بين روسيا وأوكرانيا ولكن ليس صراعهما الأوسع.

*الحقيقة الثانية :

النتيجة، اي خيار الهدنة غير المرضية هي الطريقة الأكثر ترجيحًا لإنهاء هذه الحرب.

*الحقيقة الثالثة:

لا تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بالقتال في أوكرانيا.

*الحقيقة الرابعة:

ستكون القرارات في كييف وموسكو في نهاية المطاف أكثر حسماً بكثير من تلك التي تتخذ في برلين أو بروكسل أو واشنطن. حتى لو أرادوا فعل ذلك ، لا تستطيع الحكومات الغربية إملاء شروط على أوكرانيا – أو على روسيا. ومع ذلك ، حتى مع الاعتراف بأن كييف ستتخذ قراراتها الخاصة في نهاية المطاف ، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها ، بالتشاور الوثيق مع أوكرانيا ، البدء في مناقشة وتقديم رؤيتهم لنهاية اللعبة. إلى حد ما ، لقد فعلوا ذلك بالفعل منذ شهور: مقال رأي الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو 2022 في صحيفة نيويورك تايمزأوضح أن إدارته ترى أن هذه الحرب تنتهي على طاولة المفاوضات. وكرر كبار مسؤوليه هذا الرأي بانتظام منذ ذلك الحين ، على الرغم من أن لغة مساعدة أوكرانيا “للمدة التي تستغرقها” غالبًا ما تحظى بمزيد من الاهتمام. لكن واشنطن تجنبت بثبات تقديم أي تفاصيل أخرى.

*الحقيقة الخامسة:

لا يبدو أن هناك أي جهود جارية سواء داخل حكومة الولايات المتحدة أو بين واشنطن وحلفائها وكييف للتفكير في الجوانب العملية وجوهر المفاوضات النهائية. بالمقارنة مع الجهود المبذولة لتوفير الموارد للهجوم المضاد ، لم يتم عمل أي شيء عمليًا لتشكيل ما سيأتي بعد ذلك. يجب أن تبدأ إدارة بايدن في سد هذه الفجوة.

*الحقيقة السادسة:

مع مرور الأشهر ، سيرتفع الثمن السياسي لاتخاذ الخطوة الأولى. وبالفعل ، فإن أي تحرك تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها لفتح المسار الدبلوماسي – حتى مع دعم أوكرانيا – يجب أن يُدار بدقة خشية أن يتم تصويره على أنه انعكاس للسياسة أو التخلي عن الدعم الغربي لكيف.

*الحقيقة السابعة:

تحتاج أوكرانيا إلى حوافز أخرى مثل مساعدات إعادة الإعمار ، وإجراءات المساءلة لروسيا ، والمساعدة العسكرية المستمرة في وقت السلم لمساعدة كييف في إنشاء رادع موثوق به. بالإضافة إلى ذلك ، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها أن يكملوا الضغط القسري الذي يتم تطبيقه على روسيا بجهود لجعل السلام خيارًا أكثر جاذبية ، مثل تخفيف العقوبات المشروط – مع بنود snapback الخاصة بعدم الامتثال – والذي قد يؤدي إلى حل وسط. يجب على الغرب أيضًا أن يكون منفتحًا على الحوار حول القضايا الأمنية الأوروبية الأوسع لتقليل فرصة اندلاع أزمة مماثلة مع روسيا في المستقبل.

. . من المعتاد، دبلوماسيا وأمميا، النظر إلى أفق النهاية المظلمة، وإذا بدأت الصورة الإشراق، تدريجيا، فإنه يجب أن تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها قادرين على مساعدة أوكرانيا في وقت واحد في ساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات. الآن هو الوقت المناسب للبدء، بحسب رؤية “شاراب” في رسم السياسات والتخطيط الدبلوماسي الأمني.

.. نهاية الحرب، أفق صعب في هذه المرحلة من الصراع، فقد دفعت الولايات المتحدة الكثير من نفوذها ومكانتها، ولكي ترسم النهاية، فقد يتحول العالم نحو القطبية من جديد.