شات جي بي تي والعملية التعليمية
بقلم: الدكتورة مارسيل جوينات

النشرة الدولية –

الدستور الأردنية –

كيف يمكن استخدامه وتسخيره لخدمة الانسان؟

 

يعد تشرين الثاني من عام 2022 نقطة تحول مؤثرة في استخدمنا لشبكة الانترنت، عندما أعلنت شركة OpenAl لمالكها سام ألتمان عن روبوت يتم من خلاله الاجابة عن أي سؤال يتم طرحه في مختلف المجالات والقضايا الحياتية والعلمية والفكرية، أي انه يعمل على محاكاة الانسان، وتم تسميتها “CHAT GPT” والذي يعد أحد برامج ” أدوات” الذكاء الاصطناعي.

وعلينا ان لا ننصدم عندما وصل مستخدمو شات جي بي تي في اول خمسة أيام الى مليون مستخدم. وبحسب تقرير نشرته رويترز ” شات جي بي تي” يعد أسرع التطبيقات نموا في التاريخ”. والذي يعمل على جمع المعلومات من مصادر مختلفة، كما ان هناك نسخا متطورة وفي حالة تطور مستمرة.

وهناك عدة تساؤلات حول روبرت شات جي بي تي

كيف لهذا الروبوت ان يؤثر على العملية التعليمية عند الطلبة؟

الى أي مدى تتقبل المؤسسات التعليمية شات جي بي تي؟

هل سيكون هنالك قوانين وأنظمة خاصة تنظم الذكاء الاصطناعي؟

هل نحن في الدول النامية، منها الدول العربية جاهزون لاستقبال شات جي بي تي في العملية التعليمية والتربوية؟

ونعود هنا، ونستذكر في بداية استخدامنا للهواتف والأجهزة الذكية، كان هناك تخوف. وأصبحنا لا نستغني عنها، إذ كان لها الفضل في استثمار وقتنا وتقليل جهدنا والوصول إلى المعلومات واستخدامها في مختلف المجالات ومنها التعليمية.

وفي القرن التاسع عشر الثورة الصناعية، عمل أصحاب الحرف اليدوية على تدمير المكائن خوفا على حرفهم وعملهم المهني.

والان بعض الخبراء والمختصين يؤيدون استخدام شات جي بي تي، لما سيقدمه من سهولة ويسر في الوصول إلى المعلومات واستخدامها، وتحضير المهام المطلوبة بوقت اقل وجهد.

واما التحدي لمن هم في المجال التعليمي لا يوجد ضمان في حصول الطلبة على المهارات الاساسية ” القراءة والكتابة والبحث والتفكير الناقد وحل المشكلات وتقييم المحتوى”. ونحن نعلم ان الحقائق المعرفيةوالتقييم والتحليل تعد ركن من اركان العملية التعليمية.

وبنفس الوقت لا نستطع في ظل التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي ان نبقي على الأساليب التعليمية التقليدية.

والتحدي الاخر كيف على الطلبة التأكد من المعلومات التي حصل عليها من “شات جي بي تي” صحيحة وهل هي موثقة. والفكرة ان هناك أدوات متوفرة للغش، قد تؤثر بشكل لا يستهان به في العملية التعليمية. وهناك أدوات للكشف عن الغش منها ما هو بشري وما هو الإلكتروني، وهنا نتحمل مسؤولية أخلاقية وعلمية بالمحافظة على الملكية الفكرية.

إن اغلبية المحتوي والنصوص مستخرجة من اللغة الانجليزية والمحتوي العربي لا يتعدى 1?.

ومن حسن حظ بعض الدول العربية العملية التعليمية متقدمة فيها، ويوجد فيها جامعات عالميه، ومدارس عريقة، ومن سوء حظ بعض الدول العربية، ما زالت تعاني من ضعف العملية التعليمية لعدة أسباب منها الأوضاع الاقتصادية والسياسية.ولكن من ناحية اخرى هناك امل في إعادة التفكير والتركيز على العملية التعليمية.

والولايات المتحدة حذرت الطلبة من استخدام روبوت شات جي بي تي، وتدرس في وضع قوانين تنظيمه لأدوات الذكاء الاصطناعي، وهنالك تخوف في أوروبا أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى