تجاذب حول حياد القضاء بمحاكمة ترامب ومخاوف من تكرار سيناريو «الكابيتول»

النشرة الدولية –

صعد الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب هجومه على الجهاز القضائي الأميركي لاسيما وزارة العدل غداة توجيه محكمة فيدرالية إليه تهما جنائية تجاوزت الـ 30 في قضية الوثائق السرية.

وبعد أن كان يصفها بأنها «وحش شرير»، أكد ترامب أنه ضحية لـ «وزارة قلة العدل»، ناعتا اياها بالوزارة «الفاسدة» التي تعمل لحساب «اليسار الراديكالي»، مما يهدد بتقويض ثقة الأميركيين في دولة القانون.

وما يزيد حساسية الوضع أن ترامب مرشح للانتخابات الرئاسية عام 2024 حيث يعتبر الخصم الرئيسي للرئيس الديموقراطي جو بايدن.

وقال إدوارد فولي الأستاذ في جامعة أوهايو «هذا يضع البلاد في وضع خطير جدا».

وقال ترامب في خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في ناديه للغولف في نيوجيرسي، عقب مغادرته مقر المحكمة الفيدرالية في ميامي أنه «حين يتم توقيف الخصم السياسي الرئيسي، هذا يعني أننا لم نعد في ديموقراطية».

ووصف الرئيس السابق توجيه الاتهام إليه رسميا بأنه «أسوأ استغلال شرير وشنيع للسلطة في تاريخ» الولايات المتحدة.

واتهم الملياردير الجمهوري الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات العام المقبل خلفه الديموقراطي الرئيس جو بايدن بأنه «فاسد» ويسعى للإطاحة «بخصمه السياسي الأبرز»، مشددا على أن محاكمته تمثل «تدخلا في الانتخابات».

وتعرف المنطقة الجنوبية لفلوريدا التي تقع في نطاقها محكمة ميامي الفيدرالية، بأنها «محكمة صاروخية»، وهو تعبير عامي يستخدم للدلالة على المحاكم التي تضغط من أجل العدالة السريعة أو البت بالقضايا بشكل سريع، بحيث لم تستبعد السلطات استكمال محاكمة ترامب قبل انتخابات عام 2024.

وسينصب الكثير من التركيز في الإجراءات الأولية على القاضية ايلين كانون، وهي من القضاة الذين عينهم ترامب وتم اختيارها لهذه القضية بشكل عشوائي وسيكون لها تأثير هائل على مدى سرعة تحرك الأمور.

وأصدرت كانون سلسلة من الأحكام لصالح ترامب في وقت سابق في هذه القضية، ما أدى إلى عرقلة التحقيقات لأسابيع، إلى أن قضت محكمة استئناف محافظة بأنها تصرفت خارج نطاق سلطتها.

ولفتت شيرلي آن وارشو الخبيرة السياسية التي صدرت لها مؤلفات كثيرة عن الرؤساء الأميركيين إلى أن حملة ترامب «تقوض ثقة الرأي العام في حياد وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي».

وواجه بعض المشرعين الجمهوريين انتقادات بسبب خطاباتهم التي يمكن أن تحض على العنف، ومن بينهم النائب عن لويزيانا كلاي هيغينز الذي طلب من أنصاره «شد الأحزمة»، والنائب عن أريزونا أندي بيغز الذي كتب في تغريدة «بلغنا الآن حالة الحرب. العين بالعين».

وفي هذا السياق، توعدت المرشحة المهزومة لمنصب حاكم أريزونا كاري لايك بأن أنصار ترامب لديهم «بطاقة عضويتهم في الرابطة الوطنية للأسلحة النارية»، لوبي الأسلحة الواسع النفوذ.

وتثير هذه التصريحات مخاوف من أعمال عنف جديدة على غرار الهجوم الذي شنه أنصار للرئيس السابق على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 سعيا لمنع تثبيت فوز بايدن في الانتخابات.

ورأت شيرلي آن وارشو أن «دونالد ترامب لديه قاعدة من المتطرفين المستعدين للقيام بأي شيء لحمايته».

Back to top button