لمنع سوء التقدير.. لتعزيز قدرة أمريكا على التفوق على الصين
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

هدف مزدوج يتخطى السياسة الدولية والدبلوماسية السائدة  بين الدول الكبرى، وهو الأمر الذي يحدث يوميا في شكل، ووقائع، وإشارات العلاقات السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

فما الذى حدث قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين؟!

 

سيد الدبلوماسية الأمريكية “بلينكن” قال في أكثر من جولة مكوكية إن بلاده لا “تخير أحدا بينها وبين الصين”، مركزا على مبدأ أساسي في جوهر السياسة الدولية بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، وهو أن على العالم أن ينتظر تحولات القطبية، والسيادة التي تريدها في علاقاتها مع العالم، والنظرة الجيوسياسية الدولية. وهنا كان “الحدث”؛ ففي الإحاطة الصحفية للإدارة الأمريكية، التي أعلنت يوم 14 يونيو 2023، كان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية “ماثيو ميلر” يكشف عن تحولات في العلاقة الأمريكية- الصينية: “يسافر الوزير بلينكن إلى بكين في الفترة من 18 إلى 19 يونيو لعقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسئولين في جمهورية الصين الشعبية”.

 

.. “ماثيو” حقق أهداف الزيارة مسبقا:

 

“لدينا ثلاثة أهداف للزيارة:

 

أولاً: منع سوء التقدير

يريد وزير الخارجية إنشاء قنوات اتصال مفتوحة وتمكينًا- لمناقشة التحديات المهمة، ومعالجة المفاهيم الخاطئة، ومنع سوء التقدير- لإدارة المنافسة بين بلدينا.

 

ثانيًا: إثارة المخاوف الأمريكية

كما يفعل دائمًا، يؤكد ماثيو عن الوزير بلينكن: سيقف ويتحدث عن قيمنا ومصالحنا.. سوف يثير مخاوفنا بوضوح وصراحة حول مجموعة من القضايا، كما سيناقش مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية.

 

ثالثًا: التحديات العابرة للحدود

إنه ملتزم- أي بلينكن- باستكشاف التعاون المحتمل بشأن التحديات العابرة للحدود عندما يكون ذلك في مصلحتنا في مجالات مثل المناخ واستقرار الاقتصاد الكلي العالمي. كما نأمل في مناقشة سبل زيادة التبادلات بين الشعبين الأمريكي والصيني.

حلم تعزيز قدرة أمريكا على التفوق على الصين

 

عمليًا: استبقت الإدارة الأمريكية الإعلان والإعلام عن أهدافها من التواصل وفتح الأبواب للتعاون الدولي، بالقول، بشكل مباشر، قد يزعج مسار الأحداث واللقاءات الثنائية، أو يفشل “بلينكن” في زيارته.. ببساطة، هنا نعود إلى ما لفت إليه المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية “ماثيو ميلر” عن طبيعة الزيارة: “تستند زيارة الوزير إلى سلسلة من الارتباطات التي أعقبت المحادثة بين الرئيس بايدن والرئيس شي في بالي، حيث اتفقا على إبقاء القنوات مفتوحة، على الأقل، لمنع سوء التقدير. وهو يتبع العمل الذي قمنا به منذ بداية هذه الإدارة لتعزيز قدرة أمريكا على التفوق على الصين- بما في ذلك الاستثمارات التاريخية في الداخل والتوافق مع الحلفاء والشركاء في الخارج- العمل الذي سيستمر”.

 

وأضاف: “تتطلب المنافسة الشديدة دبلوماسية شديدة وصارمة لضمان عدم تحول المنافسة إلى مواجهة أو صراع، وهذا ما نعتزمه في هذه الزيارة”.

 

ماثيو الأمريكي اعتبر الأهداف من الزيارة فتح جبهات: “ينصب تركيزنا الأساسي على إجراء مناقشات صريحة ومباشرة وبناءة على جميع هذه الجبهات الثلاث”.

بين إدارة.. وإدارة

 

تريد إدارة الرئيس جو بايدن إشعار العالم بأن العلاقات مع الصين لها خصوصية ومخاوف وتاريخ مشترك من الصراعات، وفي ذلك قال ماثيو:

“قمنا بسلسلة من الخطوات: الأولى، إعادة تأسيس تحالفاتنا، وقد رأيت العمل في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بالطبع، في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم لإعادة تأسيس تحالفاتنا، وثانيًا، التوجه مباشرة لإثارة المخاوف مع الحلفاء والشركاء والدول الأخرى. لقد فعلنا ذلك على مدار العامين ونصف العام الماضيين، ورأينا نتائج محددة وملموسة”.

 

.. لا رهان على نتيجة محددة في زيارة بلينكن إلى بكين، والواقع، بعد اختلاط أوراق الحرب الروسية الأوكرانية، وتفشي الأزمة الاقتصادية العالمية، واختطاف سلال الإمدادات عبر العالم، يدفع الشعوب والأمم نتائج كل ذلك على أرض الواقع، في حين أن القوى العظمى ما زالت تمتلك مفاتيح سيادتها وأسرار حراكها السياسي والاقتصادي والعسكري والإعلامي، حتى سيادتها الثقافية، لهذا لخصت الإدارة التمهيد للصراع بين الصين وأمريكا بأطر حراك دبلوماسي يمكن أن يضع مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية- من حيث المنافسة الشديدة بين الولايات المتحدة والصين- على حافة متأرجحة، ذات الحافة التي تجري على مستوى العالم الآن.

مقترحات سلام محتملة

 

يتوقع العالم أن تكون هناك قوة ما تسهم في تخفيف التوتر، لأن قوة الصين على المحك، ولا فائدة مرحلية من الحراك الصيني حول القارات، لأن مواقيت الحرب بين يدي الولايات المتحدة الأمريكية، وحلف الناتو.. لهذا، أقول بكل دبلوماسية وأطر تحليل أولية :”لن تكون النتائج غير مداولات لرسم خارطة طريق، وخطوط مسارات الأهداف الأمريكية المعلنة وبالتالي الاستماع إلى ما في الجعبة الصينية، من مواقف حقيقية على الأرض، لهذا وصفت الإدارة الأمريكية موقفها من مبادرة الصين للسلام بين أوكرانيا وروسيا، قبل ساعات من وصول بلينكن إلى بكين، بالقول: “كنا واضحين أيضًا أننا نرحب بمشاركة أي بلد يرغب في المساعدة في تأمين سلام عادل ودائم في أوكرانيا.. قالت الصين إنها مهتمة بالسعي لتحقيق السلام، لكنها كانت أيضًا متحالفة بشكل وثيق مع روسيا منذ بداية هذه الحرب. لذا، إذا كانت الصين جادة في السعي لتحقيق سلام يحترم سيادة أوكرانيا، ويحترم وحدة أراضي أوكرانيا، بالطبع، فسيكون ذلك مهمًا وسيكون مفيدًا”.

 

الظاهر أن لقاء وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، نقطة محيرة في دبلوماسية العلاقات الدولية بين الدول الكبرى.. وأيضا.. من الواضح أن لدينا صورة تتضح معالمها عن العلاقة التنافسية  بين الولايات المتحدة والصين.

 

الحلول الدبلوماسية في مؤشرات زيارة الأقطاب جعلت الإدارة الأمريكية تعلن بهدوء:

“بصفتنا اثنتين من القوى العظمى في العالم، أن نمتلك القدرة على التواصل مباشرة مع بعضنا البعض حتى لا تتحول المنافسة إلى صراع” .

قد تقلب ساعات بلينكن في الصين اتجاه الاستقرار الدولي، أو فراغ الدبلوماسية الصينية في المنطقة والعالم.. للحرب مواقيت وطقوس وقرقعة يرددها كل طرف.

زر الذهاب إلى الأعلى