اقرأ ما يلي… الجندي المُهمل في الواقع
بقلم: سارة النومس

النشرة الدولية –

الرأي الكويتية –

مَن يعتاد حضور الحفلات الرسمية، بجدول ثابت لا يتغير، يبدأ بالسلام الوطني والقرآن الكريم وأحياناً الدعاء، لا يصبح الحفل ذا اهتمام كبير خصوصاً لوسائل الإعلام إلا بحضور شخصية مهمة جداً في المنطقة، تُصرف في تلك الحفلات مبالغ في التزيين والتجميل كي يشعر الضيف بالارتياح في تواجده على كراسي الشخصيات المهمة، أشعر أحياناً بأنه مجبر على الحضور ويُصاب غالباً بالنعاس، وعلامات لغة جسده توحي بفقدان الصبر ورغبته بمغادرة المكان في أسرع وقت ممكن.

يعتذر البعض منهم أحياناً في اليوم نفسه مرسلاً من ينوب عنه، ويصاب أصحاب الحفل بالإحباط خاصة وبعد جلب بوكيهات الورد والزينة وربما أطفال عند الباب للاستقبال والرقص على أنغام أغنية وطنية، أحياناً تكون هذه الحفلات متنفساً لمن بذل المجهود وساعات قليلة من الترفيه لن تعكر صفو يومه المرهق، ولكن مالا يعجبني في تلك الحفلات الرسمية هو تكريم الزائر في بادئ الأمر وكبار الحضور، الذين لا أعرف حتى اليوم ما الجهد الذي بذلوه في مشروع الحفل سوى الحضور، لا أقصد التقليل من شأنهم ولكن كل ماقاموا به هو الحضور والهدف من هذا الحضور هو تشجيع أصحاب المشاريع ومنظمي الحفل، قد يكونون قد وافقوا على تمويل المشروع من خزينة الدولة، وقد يكونون فعلاً ساهموا في مراقبة المشروع والحث على تنفيذه قبل الاحتفال بختام المشروع.

يزعجني جداً أن يُترك تكريم من اجتهدوا في المشروع في نهاية الحفل، وذكرهم على أنهم الجنود المجهولون، دائماً ما أبحث في كل حفل عن الجنود المجهولين، الذين أحياناً يرحل راعي الحفل باكراً ولا يتم تكريمهم أو توزع هداياهم المتواضعة جداً من قِبل شخص آخر (لا يهتم).

لا تلُم الصغير عندما يتمنى المناصب العليا دون احترام للوظائف البسيطة والعمل الجاد، فالجندي المجهول هو آخر ما يُذكر في نهاية الحفل العظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى