دور الإعلام كحارس في السياسة
بقلم: د. اسمهان ماجد الطاهر
النشرة الدولية –
الرأي الأردنية –
هناك مصطلح شائع يعتبر الإعلام السلطة الرابعة، وقد تعرضت هذه العبارة إلى فهم خاطئ في الكثير من الأوقات، حيث بدأ يكثر ربطه بالسلطات الحكومية الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية.
لقد اقتضت التقاليد السياسية أن يكون هناك ثلاث سلطات رئيسية تحكم وتسير شؤون البلاد: وهي السلطة التشريعية، السلطة التنفيذية والسلطة القضائية، ولقد منحت الدساتير كل سلطة من هذه السلطات استقلالية قانونية، وسمحت لكل منها، منفصلة، بتحمل مسؤولية أداء واجبها، ضمن مناخ من العدالة والمساواة في الحقوق بين أفراد ومؤسسات المجتمع، بغض النظر عن الانتماءات الطائفية أو المذاهب الدينية أو المعتقدات السياسية، مع إعطاء مساحة كافية من التحرك فيما بين هذه السلطات، للتنسيق والتعاون، من أجل ضمان سير العمل على أكمل وجه. ويفترض دائ?ا أن تكون العلاقة بين هذه السلطات تشاركية قائمة على التوازن والتكامل.
حين تم وصف الإعلام بمصطلح السلطة الرابعة فذلك للتأكيد على أهمية وسائل الإعلام والتي تضم الصحفيين والمصورين ومذيعي الراديو والمذيعين التلفزيونيين وأي شخص مسؤول عن الحديث عن الأوضاع السياسية والمجتمعية في وسائل الإعلام السائدة.
هذا ويفترض لوسائل الإعلام أن تدقق في تصرفات المسؤولين العموميين والمؤسسات السياسية. لذلك يتم الحديث عن وسائل الإعلام أو الصحافة، كسلطة رابعة، تعبر عن إظهار القوة التي تؤثر في الشعب وكيفية تشكيل الرأي العام وصناعة النخب.
في ظل التطور التكنولوجي وامتداد التوسع في الشبكة العنكبوتية، أصبح الإعلام نافذة مفتوحة للجميع، ووسيلة فاعلة قادرة على كسر جدار الصمت والتأثير بالرأي العام وتوجيهه بشكل جذري، وربما تغيير الثقافة المجتمعية والفكرية.
كيف لا؛ ووسائل الإعلام تلعب دورا في الحفاظ على الديمقراطية وتطويرها: كما تقدم تقريرا كاملا وعادلا ودقيقا للأخبار، يسهم بشكل كبير في إعلام الجمهور وتثقيفه، بما يتم طرحه من الآراء والمواقف السياسية.
لقد أخذت وسائل الإعلام مسمى السلطة الرابعة لما لها من تأثير وقوة لا يمكن إنكارها، فهي قد تتحكم في عقول الجماهير، لا سيما فيما يتعلق في العملية السياسية.
في كل مجتمع هناك قادة الرأي الذي يتوقع منهم القيام بدور حاسم في تشكيل المواقف تجاه القضايا العامة والمهمة، والمحافظة على دور الإعلام كحارس في النظام السياسي.
فالإعلام له دور حاسم في تزويد المواطنين بإمكانية الوصول إلى المعلومات حول ما يحدث في الحكومة ومحاسبة المسؤولين المنتخبين على أفعالهم، من خلال طرح وجهات النظر المتنوعة. من خلال تغطيتها للمناقشات السياسية والانتخابات والشؤون العامة الأخرى، بما يكفل ضمان سماع مجموعة واسعة من الآراء وأخذها في الاعتبار في العملية السياسية.
وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة للإعلام إلا أنه في السنوات القليلة الماضية بدأ العديد من الكتاب المعاصرين يقلقون من أن وسائل الإعلام لم تعد تلعب دورها المناسب. بل ويعتقد البعض أن الإعلام بعيد جدا عن كونه السلطة الرابعة.
الأصل في الإعلام أنه إحدى الأدوات الرقابية،التي يجب أن تكون ذات صلة بالمجتمع، ولكن بسبب الممارسات الحديثة التي طمست الخطوط، تسرب الشك حول إذا ما كانت هذه السلطة قادرة على التمسك بمثلها مقابل ما يحدث في الواقع اليوم. وحمى الله الأردن.