قمة مستحيلة.. رؤساء أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة معًا
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية

الدستور المصرية –

يعيش العالم اليوم، وربما لأكثر من سنوات العقد القادم، كل عوامل صراع إدارة الأزمات الجيوسياسية والأمنية، والاقتصادية التى خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية، بما فى ذلك أزمة الأمن الإلكترونى، التى تهدد أوروبا وأوراسيا السياسية وتسيطر مخاطرها على التعاون الدولى، والدبلوماسية المكوكية بين دول قارات العالم قاطبة، بما فى ذلك دول المنطقة والإقليم وشمال إفريقيا والصين وهنا، تبدو استحالة أى مشاريع أو مبادرات تضع نهاية الحرب.

هذا ملخص القمة المقترحة المستحيلة التى ينتظر أنها ستجمع الرئيس الأوكرانى زيلينسكى مع الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين.

* لماذا هى قمة مستحيلة؟

 

على هامش ندوة عبر الإنترنت، نظمها المجلس الأطلسى Atlantic Council، قدم رئيس أركان الجيش الاوكرانى أندريه يرماك، مبادرة، جاءت بالتوازى مع ما يصفه الناتو احتشاد عشرات الآلاف من القوات الروسية على طول حدود أوكرانيا.

.. هى ليست مجرد مبادرة لقمة مستحيلة، بقدر ما هى «هزة سياسية»، وتأتى بعد أشهر من الدبلوماسية المتوترة بين روسيا والغرب، وأيضا مع المنظمات السياسية والأمنية والأمم المتحدة، هنا أعلن «يرماك» أن لدى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى خطة جديدة لمعالجة الأزمة: تقوم على الجلوس مع نظرائه الروس والأمريكيين من أجل قمة ثلاثية.

 

الحوار بين أندريه يرماك، وجون إى هيربست، كبير مديرى مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسى والسفير الأمريكى السابق لدى أوكرانيا، الذى جرى مباشرة فى برنامج «حدث أتلانتيك كاونسيل فرونت بيج»، كشف أنه لم يستجب الكرملين لعرض زيلينسكى بالجلوس مع الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين، «أخذ شركاؤنا الأمريكيون اقتراحنا ببعض الاهتمام».. وعمليا، تظهر الاستحالة بما فى المبادرة من رؤية شمولية تجمع الأقطاب.

 

    الطريق لعضوية أوكرانيا فى الناتو.

 

فى قراءات المجلس الأطلسى، أصر يرماك على أن أوكرانيا مستعدة لصد أى شكل من أشكال العدوان الروسى، لكن المساعدة من شركائها الدوليين – الذين لا تتوافق مواقفهم دائمًا مع مواقف كييف – لا تزال حاسمة.

.. وبحسب الوثيقة التى كشفت بشكل محدد، فيما يلى بعض النقاط البارزة فى المحادثة:

 

* أولا:

على رأس قائمة المساعدة المطلوبة، قال يرماك، يمهد الطريق لعضوية أوكرانيا فى الناتو – والتى وصفها بأنها «مسألة حياة وموت لبلدنا». حتى إنه وضع جدولًا زمنيًا محددًا، قائلًا إن كييف تتوقع رؤية «شروط محددة تمامًا» حول هذا الاحتمال هذا العام.

* ثانيا:

قال يرماك إن بلاده تتوقع أن تجريها مع شركائها نقطة خلاف أخرى هى تنازل إدارة بايدن المثير للجدل عن العقوبات المفروضة على خط أنابيب الغاز الطبيعى نورد ستريم 2 من روسيا إلى ألمانيا، والذى يخشى النقاد (وكييف) أن يمنح الكرملين أداة أخرى لتسليح إمدادات الطاقة. قال يرماك: «من الضرورى وقف أى محادثة حول إمكانات هذا المشروع».

* ثالثا:

إن الحكومة الأوكرانية على الأقل تنتظر «مشاورات مناسبة وصادقة» حول مستقبل نقل الغاز عبر أوكرانيا لضمان عدم استبعاد كييف من صورة الطاقة.

* حيوية وتأثير الأمن السيبرانى

جاء أيضا أنه ردًا على سؤال حول الهجمات الإلكترونية الغامضة التى ضربت العشرات من مواقع الحكومة الأوكرانية يوم الجمعة، لم يذكر Yermak روسيا صراحةً باعتبارها الجانى المشتبه به – لكنه أقر بأن المسئولين «لديهم بعض الأفكار» حول من يقف وراءها.

وأضاف أن «البنية التحتية الأكثر استراتيجية فى أوكرانيا» لم تتأثر بالهجمات، فيما حذر المستخدمين فى العديد من تلك المواقع من «الخوف وتوقع ما هو أسوأ».

 

.. ومع ذلك، التعاون الدولى عبر العالم ينتظر المزيد من تفاصيل المبادرة، ولكن يرماك قدم «القليل من التفاصيل حول اقتراح زيلينسكى للمحادثات الثلاثية»، قال يرماك إنه متجذر فى مفهوم بسيط: لا مناقشات حول مستقبل أوكرانيا دون إشراك أوكرانيا نفسها. وسواء حدث ذلك داخل مجلس الناتو وروسيا أو منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، قال، «سيكون من الأكثر فاعلية أن أوكرانيا ستشارك».

بصرف النظر عن تعزيز القوات الروسية، أشار يرماك إلى مقتل خمسة جنود أوكرانيين فى الآونة الأخيرة وسط حرب منخفضة الحدة فى منطقة دونباس. لكى تنجح أى مفاوضات «لا يمكن أن يكون لدينا أى خرق لوقف إطلاق النار».

 

.. وبعيدا عن القمة المستحيلة، يرماك قال: «من المستحيل فهم ما يدور فى رأس شخص آخر» – فى إشارة إلى ما إذا كان بوتين ينوى غزو أوكرانيا أم لا – زعم أن مواطنيه متحدون فى كفاحهم ضد العدوان الروسى. وقال إن الحرية «فى دمائنا» و «الاستقلال عقليتنا».

.. وأنه إذا ما قرر الكرملين إرسال قوات مرة أخرى، فإنه يقول إن «غالبية» الأوكرانيين سوف يندفعون للدفاع عن البلاد، مستعينًا بقوات الدفاع عن الأراضى الأوكرانية – التى يُقال إن الولايات المتحدة تفكر فى دعمها «نحن مستعدون بجدية كبيرة فى هذا المجال أيضًا».

.. ما زالت الحرب فى منتصف عامها الثانى، ورغم ذلك تضطرب اتجاهات وإشارات العالم فى طريقة الخلاص.

Back to top button