وزير الاتصال الأردني: ما زلنا كأمة عربية بعيدين كثيراً عما حققته دول وتكتلات دولية في سباق السيادة الرقمية وحماية مجتمعاتنا

النشرة الدولية –

شارك وزير الاتصال الحكومي فيصل الشبول، الأربعاء، في اجتماع الدورة الثالثة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب، التي استضافتها العاصمة المغربية الرباط.

وألقى الشبول، الناطق باسم الحكومة، كلمة الأردن في الاجتماع، قال فيها: “على صعيد التواصل الإنساني ما زلنا كأمة عربية بعيدين كثيراً عما حققته دول وتكتلات دولية في سباق السيادة الرقمية وحماية مجتمعاتنا وقضايانا المصيرية في عالم يصرف النظر عنا وعن قضايانا ولا يلتفت لمنطقتنا إلا من زاوية مصالحه السياسية والاقتصادية”.

وأضاف: “في أمتنا نحو 175 مليون شخص يستخدمون شبكة الإنترنت؛ هم منتجو المحتوى العربي سلباً وإيجاباً وينتجون المحتوى بلغتنا العربية، ويدر كل هذا دخلاً بالمليارات على شبكات الاتصال والتواصل الاجتماعي العالمية”.

لكن “في المقابل يخرج 116 مليون دولار في عام 2022 من سوق إعلان عربي صغير نسبياً كسوق الإعلان الأردني إلى شركات الإعلام الدولية التي تستحوذ على ما يزيد على ملياري دولار من سوق الإعلان العربي سنوياً، وربما يكون الرقم أكبر بكثير” بحسب الشبول.

واستعرض خلال كلمته أبرز المخاطر السلبية لمنصات التواصل الاجتماعي، كمعاناة وسائل الإعلام العربية ومساهمتها هي نفسها في تعميق أزماتها عبر نشر مضامينها مجاناً على هذه المنصات، وخطاب الكراهية، والاعتداء على الخصوصية ولا سيما لدى الأطفال والنساء والفئات الأكثر هشاشة في المجتمعات، إلى جانب الإشاعات والأخبار الكاذبة والمفبركة والمزيفة.

وقال الشبول في هذا الصدد، إن “هذا التشخيص كان جزءا من التحرك العربي الجمعي لمواجهة هذا التحدي الكبير وحماية مجتمعاتنا ووسائل إعلامنا من المخاطر المتزايدة يوماً بعد يوم، مستفيدين من تجارب عالمية وفي مقدمتها التجربة الأوروبية الرائدة على هذا الصعيد”.

ولفت إلى تكليف الأردن بقرار من مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته 52 في القاهرة أيلول الماضي، بإعداد استراتيجية عربية وتصور متكامل ومشروع قانون استرشادي عربي للتعامل مع شركات الإعلام الدولية بناء على الخطة التي قدمها في تلك الاجتماعات.

وبين الشبول، أن الأردن أعد التصور ومشروع القانون، وأرسل وفداً إلى ألمانيا للاطلاع على تجربتها في التعامل مع شركات الإعلام الدولية، وعلى السياسات التشريعية والإجرائية على مستوى الاتحاد الأوروبي، ولا سيما بشأن سياسة حذف المحتوى غير القانوني، والسيادة الرقمية للدول، وحماية النقاش العام من المحتوى الضار.

وأوضح أن الأردن أرسل مشروع الاستراتيجية العربية الموحدة، والقانون الاسترشادي العربي في نهاية العام الماضي إلى جامعة الدول العربية /قطاع الإعلام والاتصال التي عممتها بدورها على الدول الأعضاء، إضافة إلى الأخذ بملاحظات المغرب والسعودية، وتضمين الدراسة القيمة التي أعدها اتحاد إذاعات الدول العربية في المشروع، لافتاً إلى أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب ناقش المشروع في اجتماعه بالكويت آذار الماضي، ولاقى تأييدا في الاجتماع التشاوري لأعضاء المكتب.

وأكد الشبول، أن الدول العربية تمتلك قوة تفاوضية كبرى أمام شركات الإعلام الدولية، تستطيع من خلالها استعادة حقوق كثيرة مهدورة وفي مقدمتها القضايا السياسية كالقضية الفلسطينية، والخوف من الإسلام، وحماية الثقافة العربية واللغة العربية، إضافة إلى حماية مجتمعاتنا من مخاطر الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، واستعادة الحقوق المالية لوسائل الإعلام العربية جراء استحواذ شركات الإعلام الدولية على النصيب الأكبر من سوق الإعلان.

وأوصى وزير الاتصال الحكومي، في هذا الإطار، بتشكيل فريق فني عربي يجتمع في أقرب وقت ممكن لوضع آلية تفاوضية بناء على الاستراتيجية الموحدة والقانون الاسترشادي والشروع بالتفاوض مع شركات الإعلام الدولية، وإلزام هذه الشركات باعتماد مراكز قانونية لها في الدول العربية لغايات التقاضي والإبلاغ عن المحتوى غير القانوني.

وكان وزير الاتصال استهل كلمته بتوجيه الشكر للمغرب على استضافة اجتماعات مجلس وزراء الإعلام العرب، مثنياً على جهود جمهورية مصر العربية خلال رئاستها للدورة الثانية والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب.

كما شارك الشبول باجتماع تشاوري مغلق للوزراء ورؤساء الوفود العربية جرى خلاله مناقشة البنود المدرجة على جدول أعمال المجلس وعديد القضايا المتعلقة بالتعاون الإعلامي العربي المشترك.

والتقى الشبول، على هامش اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب، نظيره وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في ليبيا وليد اللافي، إذ جرى بحث أوجه التعاون بين البلدين في مجالات الإعلام والاتصال، في ظل تأكيد الوزير الليبي الحرص على الاستفادة من التجربة الأردنية في مجال الإعلام والاتصال وتدريب وتأهيل العاملين في هذا المجال، مشيداً بما يتميز به الأردن من خبراتٍ متميزة في المنطقة العربية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى