خبراء مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة : إفريقيا هي بؤرة الإرهاب في العالم؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

تزامن صدور” قرار أممي” من  الجمعية العامة للأمم المتحدة، تؤكد  فيه أهمية :”الإرادة السياسية في مكافحة الإرهاب”،

في الوقت الذي  قال خبراء مكافحة الإرهاب  ، إن إفريقيا هي الآن النقطة الساخنة للإرهاب في العالم ، حيث قُتل نصف ضحايا العمليات الإرهابية  العام الماضي، في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، على الرغم من استمرار انتشار عصابات  القاعدة و والتطرف باسم الدولة الإسلامية على نطاق واسع ومستمر ونشط، وإن ذلك – بات واضحا  وخطيرا-في أي مكان آخر حول العالم، بحسب تقرير (أسوشيتد برس)  الذي نتج عن متابعة “إديث إم ليدر” في واشنطن ونيويورك.

 

 

*استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب

 

الجمعية العامة للأمم المتحدة ، توصلت إلى اعتماد  – بتوافق الآراء- قرارا بعنوان “استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب: الاستعراض الثامن”.

 

القرار، معنى بقوة وإرادة الدول بنتائج التعاون الدولي، أمنيا وسياسيا، ويقر:الالتزام الراسخ بتعزيز التعاون الدولي بشأن منع الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره مكافحته، وأن أي عمل إرهابي هو عمل إجرامي وغير مبرر، بصرف النظر عن دوافعه ومكان وزمان ارتكابها وأيا كان مرتكبوها.

 

.. وتقول الأمم المتحدة، أن حيثيات القرار، الإدانة بأشد العبارات:

*أولا :

الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وجميع الأعمال الإرهابية، بما في ذلك تلك القائمة على أساس كره الأجانب والعنصرية وأشكال التعصب الأخرى، أو باسم الدين أو المعتقد، مع الاعتراف بالتزام جميع الأديان بالسلام.

 

*ثانيا:

إدانة التطرف العنيف الذي يفضي إلى الإرهاب والتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية تنشر الكراهية وتهدد الأرواح.

 

*ثالثا:

أن الإرهاب والتطرف العنيف المسببين للإرهاب لا يمكن ولا ينبغي ربطهما بأي دين أو جنسية أو حضارة أو مجموعة إثنية.

 

*رابعا:

دعوة  الدول الأعضاء إلى الامتناع عن حرمان الأشخاص الذين يزعم ارتكابهم أعمالا إرهابية من جنسيتهم بما يتنافى مع الحق في الجنسية على النحو المنصوص عليه في المادة 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 

*خامسا:

استنكار  المعاناة التي يسببها الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره لضحايا الإرهاب وأسرهم، معربا عن خالص التضامن معهم، وحث الدول الأعضاء على تزويدهم بالدعم والمساعدة المناسبين.

 

*سادسا:

أهمية بناء قدرة ضحايا الإرهاب وعائلاتهم على الصمود باعتبار أن ذلك يعد جزءا لا يتجزأ من استراتيجية مكافحة الإرهاب.

 

*رئيس الجمعية العامة، تشابا كوروشي.. الإمكانيات!

 

يحاول رئيس الجمعية العامة” تشابا كوروشي” إن يضع العالم أمام جدلية القرار الحامل الآفاق الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، فهي، بحسب ما يرى:”تنطوي على إمكانات تحويلية حقيقية، مبينا أن القرار الذي تم اعتماده اليوم “يوفر إطار عمل” و “يحدد الأدوات الموجودة تحت تصرفنا”.

.. وأن “المطلوب الآن هو الإرادة السياسية والأخلاقية للعمل معا”.

 

..” كوروشي” لفت بعزم أممي إلى أنه :”يجب أن تكون رسالتنا المشتركة للعالم وللجناة أن” الأمم المتحدة تقف متضامنة في مواجهة الإرهاب. وأنها تمكنت من اتخاذ خطوة إلى الأمام. الإرهاب ليس مجرد حرب على الناس، بل هو حرب على أفكارنا. دعونا لا نستسلم للانقسام الذي يسببه الإرهاب. دعونا نسمو فوقه”.

 

 

* الأسبوع الثالث لمكافحة الإرهاب

تحت ظروف دولية وسياق سياسي أمني، اُختتم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أعمال المؤتمر الثالث رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب و هو الذي عقد ضمن ترتيبات  رفيعة السرية،  وانتهت مؤشرات   مع  إقامة العديد من الفعاليات الجانبية التي تركز على مبادرات خاصة بالركائز الأربع لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب،  وركزت وكالة (أسوشيتد برس) على جوانب مؤثرة في – الموضوع الرئيسي – للمؤتمر الثالث[ رفيع المستوى لرؤساء الوكالات والهيئات المسؤولة عن مكافحة الإرهاب] وهو “التعامل مع الإرهاب عبر تعددية نشطة وتعاون مؤسساتي”.

*إفريقيا.. النقطة الساخنة للإرهاب!

يعاين المؤتمر مقولة أن إفريقيا هي الآن النقطة الساخنة للإرهاب في العالم ،  من حيث انه، ضمن الدراسات وعمليات الرصد، قُتل نصف الضحايا العام الماضي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، على الرغم من استمرار انتشار القاعدة والدولة الإسلامية على نطاق واسع ومستمر ونشط، في أي مكان آخر حول العال، عدا عن أن الإنتربول الدولي  ، وكالة الشرطة الجنائية الدولية ،  كشف في الأمم المتحدة أن الإرهاب المرتبط بأيديولوجية اليمين المتطرف قد زاد بنحو 50 ضعفًا خلال العقد الماضي ، لا سيما في أوروبا وأمريكا الشمالية وأجزاء من آسيا والمحيط الهادئ.

 

تلفت اي باحث أو اعلامي، أو قوى دولية أو أممية، أن الخبراء، وضعوا اتجاهات أخرى لحالة الإرهاب والتطرف في العالم، ذلك أن : تدهور الأمن العالمي يجعل تهديد الإرهاب “أكثر تعقيدًا ولا مركزية”. يستخدم المتطرفون بشكل متزايد التكنولوجيا المتطورة ، وفتحت الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي طرقًا جديدة للتخطيط للهجمات وتنفيذها.

.. من هنا جاء تقييم الخبراء، لكل الاتجاهات والتهديدات الإرهابية الحالية والناشئة، وفق خبراء من الأمم المتحدة والانتربول وروسيا والولايات المتحدة وقطر وكبير مديري Google للاستخبارات الاستراتيجية.

*لماذا يقول خبراء مكافحة الإرهاب إن إفريقيا هي بؤرة الإرهاب في العالم؟.

.. حال العالم، كما هو حال الأمم المتحدة ومنظناتها الدولية، تريد معالجة الإرهاب من خلال تنشيط التعاون الدولي، لهذا قال الأمين العام للأمم المتحدة  “أنطونيو جوتيريش”  إن:” المفتاح هو التوحد ليس فقط في إحباط الهجمات ، ولكن أيضًا للتركيز بشكل حاسم على منع الإرهاب من خلال معالجة الفقر والتمييز وضعف البنية التحتية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وغيرها من الدوافع الكامنة” .

 

..وعن: لماذا يقول خبراء مكافحة الإرهاب إن إفريقيا هي بؤرة الإرهاب في العالم؟

قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة خالد خياري: “لقد برزت إفريقيا كساحة معركة رئيسية للإرهاب ، مع زيادة كبيرة في عدد الجماعات النشطة العاملة في القارة” ، كما أن “الشقوق” السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية ، ويسهل اختراق الحدود. وقد غذى “التعبئة على أساس الهوية” ظهور تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية ، المعروف أيضًا باسم داعش، كاشفا عن

إن عدة مناطق في القارة ، من بوركينا فاسو والساحل وعلى نطاق أوسع إلى تشاد والسودان ، لا تزال تواجه عواقب تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.

 

تفسيرات خياري، أن هذه النقطة من العالم :غرقت ليبيا الغنية بالنفط في حالة من الفوضى في أعقاب الانتفاضة التي دعمها الناتو والتي أطاحت بالدكتاتور القديم معمر القذافي وقتله في عام 2011. بعد هزيمة دولة الخلافة المزعومة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق في عام 2017 ، فر العديد من مقاتليها الأجانب إلى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. .

 

وخاض  الكولونيل جنرال إيغور سيروتكين ، نائب مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب ،في روسيا الاتحادية، خلال الاجتماع، في القول بإن :”غرب إفريقيا ، وخاصة المغرب العربي والساحل ، “أصبحت بؤرة التهديد الإرهابي الإسلامي-بحسب النص- ، مع الجماعات الإرهابية المسلحة توسع نفوذها ، ونرى خطر تجسيد داعش كخلافة أفريقية “، بالطبع امتنع

” سيروتكين”  عن تفسير ما يحدث في العالم مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ونتائج ذلك على ظهور قوي وتنظيمات إرهابية.

.. وعن ذلك، حلل مدير مكافحة الإرهاب في الإنتربول” غريغوري هيندز ” كيف ، إن القاعدة والجماعات المرتبطة بـ IS تواصل إلهام وتنفيذ هجمات في العراق وسوريا وأفغانستان وأمريكا الشمالية وأوروبا “والآن في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا بوتيرة تنذر بالخطر”، وإن زيادة الإرهاب بمقدار 50 ضعفًا المرتبط بأيديولوجية اليمين المتطرف “تتأثر بالأحداث العالمية والأجندة العالمية”.

 

*الأمن السيبراني والارهاب

 

لعل من جهود المؤتمر، ما جاء في إشارات “توبياس بييري” ، كبير مديري الاستخبارات الاستراتيجية في Google والذي عمل سابقًا في مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ، إن الشركة تحظر المحتوى الذي تنتجه أو تدعم المنظمات الإرهابية المصنفة ، وتلتزم بمكافحة “” الكراهية والتطرف اللذين يؤديان إلى العنف الإرهابي . “، وهنا يأتي ما نقلت Ap عنه

إن الجهات الفاعلة السيئة ، مثل الجماعات المتطرفة ، “تستمر في أن تصبح أكثر ذكاءً في التهرب من الاكتشاف” ، مستشهداً على سبيل المثال باستخدامها للاتصالات المشفرة والسرديات المعقدة ونظريات المؤامرة وتعديلاتها على ألعاب الكمبيوتر الشعبية الحالية.

 

عمليا، Google تعتمد على الخبرة في الأسواق المحلية ، و “تقنيات المطابقة المرئية المتقدمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي” ، وتقنيات الكشف الخاصة ، وغيرها من الإجراءات.

 

كما  إن الذكاء الاصطناعي، “يساعد العالم بالفعل في مواجهة التحديات من الأمراض إلى تغير المناخ” ، ولكن إذا لم يتم تطويره ونشره بشكل مسؤول ، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تضخيم القضايا المجتمعية الحالية مثل التضليل والتمييز وإساءة استخدام الأدوات من قبل الجهات الفاعلة السيئة بما في ذلك الإرهابيون. . ”

بين الاستراتيجية الأممية وقراراتها، والمؤتمر في الأمم المتحدة، ارتباط شرطي، إذ أنه  – تاريخيا كان تم اعتماد استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب بتوافق الآراء عام 2006، حيث اتفقت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لأول مرة على نهج استراتيجي وتنفيذي مشترك لمكافحة الإرهاب.

 

وتستعرض الجمعية العامة هذه الاستراتيجية كل سنتين، مما يجعلها وثيقة حية تتلاءم مع أولويات الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب.

 

وتعتبر هذه الاستراتيجية أداة عالمية فريدة لتعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب. وهي تؤكد أن الإرهاب غير مقبول بجميع أشكاله ومظاهره وتدعو إلى اتخاذ خطوات عملية بشكل فردي وجماعي لمنع الإرهاب ومكافحته.

.. خارج الأضواء، وفي ممرات الفئران، هناك نمو غريب لشتى أشكال العصابات الإرهابية المتطرفة، وهي قوى وعصابات وتشكيلات وجماعات تدعى أنها  تسير في لعبة الأمم، وهي تتكسب من الموت والإرهاب، وتعمل ضد الحضارات البشرية وتزهق الأرواح من أجل الفراغ.

Back to top button